قواعد التغذية

موروث أم مكتسب؟
إعداد: ليال صقر الفحل

الذكاء يحتاج غذاءً يناسب نموّ الدماغ ويعزّز كفاءة الجهاز العصبي


تباينت آراء الأطباء والعلماء حول طبيعة الذكاء، وهل هو موروث أم مكتسب؟ وقد تبلورت هذه الأفكار مع الوقت إذ اعترف العلماء بإمكان تنمية الذكاء عبر عدة عوامل أهمها التغذية.
إنّ سوء التغذية يؤثّر سلبًا على ذكاء الأطفال، فنقص بعض العناصر الغذائية من الطعام كالزنك والحديد وفيتامين «ب» وقلة تناول البروتينات يحد من نمو الدماغ نموًّا متكاملاً. وأثبتت دراسات أن هناك رابطًا وثيقًا بين انخفاض مستوى خضاب الدم  (Hemoglobin) وتدني قدرة الطفل على التفكير وعلى مستوى ذكائه. إنّ الطفل الذكي أمنية كل أسرة، وبعيداً عن اللغط المُثار حول ما إذا كان الذكاء موروثاً أم مُكتسَباً يرى الدكتور وليد خيرالله إختصاصي أمراض السكري والغدد الصمّاء، مؤسس ومدير العيادات الخضراء (Green Clinics) في السوديكو، أنّ بعض الاطعمة يمكنها رعاية ذكاء الطفل وتعزيزه. بينما ثمّة أطعمة مصنَّعة تحدُّ من ذكائه وتصيب جهازه العصبي بالضّرر.


أطعمة ترعى نمو دماغ الأطفال
يصنّف الدكتور خيرالله الأطعمة التي تعتبر أساسيّة في تنمية دماغ الطفل على النّحو الآتي:
• الرضاعة الطبيعية: إنّ الحليب الطبيعي أو حليب الام هو استثمار مفيد بالنسبة إلى الذكاء، تمتدّ أهميته على المدى البعيد إذ يجعل الطفل أكثر صحّةً وأكثر ذكاءً، وهي حقيقة أكّدتها دراسات عديدة أثبتَت كيف أنَّ الأطفال الذين استفادوا من فترة رضاعةٍ طويلة كانوا أكثر تفوّقاً في المدرسة من أقرانهم الذين استفادوا من فترة رضاعة لم تكن طويلةً نسبياً. ويوصي الطبّ الحديث الأمّهات بإرضاع أطفالهنَّ لمدّة سنة على الأقلّ.


• الأطعمة الغنية بمادة اليود: تُعتبَر هذه المادة من أهمّ المواد الغذائية التي تساعد على نمو الجهاز العصبي العقلي للطفل والمحافظة عليه. وتعود هذه المادة بفوائد عديدة على الجسم البشري إذ تسهّل عمليّة امتصاصه للكاربوهيدرات وفي التمثيل الغذائي للفيتامين A، بينما يؤدّي نقصها إلى تأخّر النمو الجسدي وقلّة القدرة على التحصيل الدراسي، إضافةً إلى شعور الشخص بالإرهاق والخمول. كما تترافق هذه العوارض عادةً مع زيادةً في وزن الجسم.


تتوافر هذه المادة في ثمار البحر إضافةً إلى ملح الطعام المدعّم باليود.
• دهون أوميغا 3: تحسّن هذه المادة الموجودة في الأسماك والمكسّرات (الجوز خصوصًا) وزيت بذور الكتّان، الأداء الوظيفي للدماغ.


• الكالسيوم والبوتاسيوم والألياف: يعتمد الجسم على هاتَين المادتَين في نقل الإشارات من الدماغ إلى الأعصاب، وبالتالي يرتبط وجودهما مباشرةً بالكفاءة العصبيّة للشخص، ويشكّل كل من الكالسيوم والبوتاسيوم الأملاح المعدنيّة الضرورية لانتقال الإشارات من الدماغ إلى الجسم من جهة ومن الجسم إلى الدماغ من جهة ثانية، وللألياف الدور نفسه.
تحتوي الأجبان والألبان وخبز القمحة الكاملة والعدس واللوبياء والجوز والسبانخ والخوخ على هذه الأملاح...


• البيض: في البيض معادن وفيتامينات أثبتت فعاليّتها في تحسين قدرات الطفل التعليميّة وذاكرته لاحتوائه على بروتينات وعناصر غذائية أساسيّة لنمو الأطفال إضافةً إلى مادة «الكولين» الشبيهة بالفيتامين «B».


• فيتامين «E»: يحمي هذا الفيتامين الأنسجة الدهنية في الدماغ من التلف من خلال المساعدة على تدفّق الدم إليه.
تشكّل عدّة أنواع مصدراً لهذا الفيتامين منها الخضروات والبقوليات (البقلة، أهمّ مصادرها وأكثرها نفعاً) وزيت الزيتون...


• الحديد والزنك والماغنيزيوم والأحماض الأمينية: تنشّط هذه الاملاح خلايا الدماغ وتحافظ على الذاكرة وهي ضرورية لصحة دماغ الأطفال. أهم مصادر هذه المعادن تشكلها البقوليات أيضاً، بينما تحتوي اللحوم الحمراء والدجاج والاسماك على الاحماض الامينيّة.

 

..وأخرى ينبغي الحذر منها
أشار الدكتور وليد خيرالله في هذا الصدد إلى أنّ التغيّر النوعي في الأطعمة التي كان يتناولها أجدادنا وفي تلك التي يتناولها ابناؤنا اليوم، له آثار مدمّرة على اطفالنا خصوصًا مع الترويج الإعلامي الذي تقوم به الشركات الكبرى اليوم والذي يؤثّر في أطفالنا عبر آلاف الإعلانات والتي تروّج للأطعمة السريعة او ما يُعرَف بالـ Fast Food والتي تحتوي على سلسةٍ طويلة من المكوّنات المصنَّعة خصيصاً لجعل الطفل مدمناً إياها. وهو يعتبر أنّ 80% ممّا يُباع في السوبرماركت اليوم لا يصلح للأكل.
ويرى الدكتور خيرالله أنه كلّ ما كانت اللوائح المدوّنة على أغلفة الطعام المعلّبة أو المصنّعة طويلة كان ضررها أكبر، فهي تركّز على ضرب جهاز الطفل العصبي لجعله مدمناً عليها وذلك عبر إضافات غاية في الخطورة أبرزها غلوتامات أحادي الصوديوم (MSG)، يليه دهون مُشبَعة (Trans Fat)، زيوت مهدرجَة، شراب الذرة المُحلّى (High Fructose Corn Syrup)، ونكهات إصطناعية... ويشير إلى أنّ كل طعام يحتوي على أقل من 2 غرام من الألياف لكل مئة سعرة حرارية من المستحسَن عدم استهلاكه.
ويُحدّد الدكتور خيرالله أنواع الأطعمة التي ينبغي على الأهل وبالتالي على اللجان المدرسية، الحدّ من استهلاك الأطفال لها ضمن خطّة إصلاحية لتغيير نمط اطفالنا الغذائي، حيث ينبغي علينا تعليمهم انتقاء الغذاء السليم والإبتعاد خصوصًا عن الأطعمة الّتي يدخل في تركيبتها غلوتامات أحادي الصوديوم (MSG)، ومن أبرزها:
- الأطعمة الجاهزة أو الـ Junk Food (البرغر، النقانق...).
- المشروبات الغازية.
- مشروبات الطاقة (تحوي على نسبة كافيين عالية).
- رقائق التشيبس وخصوصًا الـ Nachos.
- مكعّبات الدجاج واللحوم.
- الشوربات الجاهزة.
- الكاتشاب.
- الأطعمة الصينية أو ما يُعرَف بالـ «Chinese Food»، الّتي تقدّمها المطاعم حيثُ تضاف إليها مادّة «MSG».
- المكسّرات الصينيّة (Chinese Nuts).
- الكري كري.
- الـ Crabsticks.
- بعض أنواع الشوكولا ذات نسب السكّر العالية...