نغمة وكلمة

موسيقى الجيش عزفت للأخوين رحباني في الكسليك
إعداد: جان درك أبي ياغي

حرفية عالية وتناغم مع صوت غادة شبير ووهج فيروز
قدّمت موسيقى الجيش واحدة من أجمل حفلاتها حيث عزفت في جامعة الروح القدس - الكسليك (قاعة يوحنا بولس الثاني) بقيادة العقيد الموسيقي جورج حرّو باقة من ألحان الأخوين رحباني خلال أمسية ضمن نشاطات المؤتمر الدولي حول أعمالهما.
برنامج الأمسية تضمّن أقساماً ثلاثة: في القسم الأول عزفت موسيقى الجيش مجموعة من ألحان الأخوين رحباني: وطني، طلعنا على الضو، الله معك يا هوانا، سكّروا الشوارع، راجع بصوات البلابل، وحياة اللي راحوا، وبيي راح مع العسكر التي وصل معها تجاوب الجمهور الى أوجه، وكأن صوت فيروز كان حاضراً ومشاركاً في صياغة الأحاسيس والمشاعر واللحظات.
في القسم الثاني رافقت موسيقى الجيش جوقة الغناء العربي في جامعة الروح القدس، فقدّمت على التوالي: جينا الدار، يا عاقد الحاجبين، وشعبي راجع يوقف.
في القسم الثالث أطلت المطربة القديرة غادة شبير لتشارك موسيقى الجيش اللبناني وجوقة الغناء العربي إحياء آخر فقرات البرنامج. وبأدائها المتقن وصوتها الجميل القادر غنّت: إيماني ساطع، أقول لطفلتي، رجعت في المساء، وبيقولوا زغيّر بلدي...
تناغم وحرفية عالية في أداء موسيقى الجيش وغادة شبير، جمال الشعر واللحن ووهج فيروز، في أمسية رائعة.
أخيراً إشارة الى أن ألحان الأخوين رحباني التي عزفتها موسيقى الجيش أعاد توزيعها العقيد حرّو.

 

ندوة ولقاء حول«ميتافيزيق» روبير غانم
بدعوة من الحركة الثقافية - انطلياس أقيمت في قاعة الأخوين رحباني ندوة حول كتاب «ميتافيزيق» (ثمانية دواوين جديدة... في ديوان واحد) للشاعر والفيلسوف روبير غانم. حضر الإحتفال ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العقيد وليد عون، ممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي الرائد جهاد الأسمر، وعدد من الشخصيات والنخب الثقافية والفكرية.
بعد النشيد الوطني اللبناني، ألقت عرّيفة الإحتفال الزميلة جان دارك أبي ياغي كلمة الإفتتاح ومما جاء فيها: «... هي المرة الأولى، على الأكيد وليس ربما، التي تحدث في تاريخ الشعر، القديم منه والحديث، أن يكتب شاعر فيلسوف واحد هذا الكمّ من القصائد الفلسفية، ويسيح عبرها في المطلق والزمان، في ما لا يُرى (اللامرئي)، انطلاقاً من الذي يُرى (المرئي)».
تعاقب المنتدون على الكلام، وكانت الكلمة الأولى للعلامة السيد محمد حسن الأمين تلاها بالنيابة عنه نجله الشيخ مهدي محمد الأمين الذي قال: «لأن الشعر هو لغة الحوار الأسمى بين الإنسان والكون، فإن روبير غانم شاعر نبوي جاء ليخلّص الشعر من الترهات والأماكن المألوفة ويقذف بنا الى الأماكن والأزمنة النادرة في مساحة هذا الحوار الخالد».
الأب الدكتور يوسف مونّس كانت له مداخلة قال فيها: «هكذا هو روبير غانم في كتاب «ميتافيزيق» (ما وراء الطبيعة)، عبور الى ما لا يُرى، نقرأه بلغة جديدة... أنت أمام كتاب كأناشيد الأنبياء. وايضاً: روبير غانم في شاعريته وعبقريته وغموضه، مبدع لا تعرف أي روح إلهي رمى له بوشاح من النبوة ليصعد بمركبة من نار الى الميتافيزيق...».
الأديبة صونيا الأشقر العلم قالت: «الإبحار صوب عالم الميتافيزيق بحاجة الى شاعر فيلسوف بحجم روبير غانم. هذا المتفرّد الذي نسج شعره على نول كوني، فتحوّل هذا الشعر وتلك الفلسفة الى كنز كوني، ما يؤكد لنا أنه مبتكر الكونية في الشعر وفي الفلسفة.
واعتبر الأديب السفير فؤاد الترك أنه «إذا غصنا أكثر فأكثر في مقدمة الشاعر الفيلسوف لكتابه، نراه يعلن فيها نظامه، بل ما يجب أن يكون عليه شعر المستقبل، شعر الأزمنة الجديدة، شعر المعرفة».
واعتبر المفكر الدكتور الياس الحاج، أن «روبير غانم مشّاء سرمدي صوب المغلقات والكشوفات...».
كلمة الختام ألقاها روبير غانم ومما قال فيها: «كلمات معدودات اشتلها في بال الزمان، مقولاً إياه أن المعرفة هي الهدف الوجودي - بل هي هدفي الوجودي القلق والمقلق - الزارعني في مدائن السديم والخواء...». ثم شكر الحركة الثقافية والخطباء والحضور، مؤكداً: «أن العالم يبقى، ما دامت الكلمة المبعدة باقية...».
وقد تلقى روبير غانم رسالة تهنئة من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان نوّه فيها بالديوان الجديد للمؤلف.

بحضور ممثل العماد جان قهوجي قائد الجيش العقيد الركن خليل الجميل، وممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي الرائد علي العجمي، وممثل مدير عام الأمن العام الرائد يوسف ماركيز، أقام النقيب حسين أحمد شكر (الجيش اللبناني) أمسية شعرية وحفل توقيع لديوانه الشعري «عزف على أجنحة اللهيب»، حضره نحو 600 شخص من المهتمين والأصدقاء والأدباء.
قدّمت الحفل المحامية إلهام كعدي ومما قالته: نحن اليوم في عرس للشعر وما أبهاه وأعظمه إذا كان الشعر هذا معزوفاً على أجنحة اللهيب ومشفوعاً بالأوتار ومداميك العز والمجد. أن يتحدّث المرء عن رائد من رواد الوطن والشعر لهو أمرٌ تفرضه ثوابت المنطق والحقيقة. هذا الشاعر يعرف كيف يعالج فرادة الكلمة والحرف ثم يضع الدر على السلك وإذا لاحقته وجدت القول كشك اللؤلؤ، هذا الشاعر مشدود جواده الى العظمة، فمن محطاته عاليات المنابر وقمم النسور والطموح.
وقدّم للكتاب الأديب الأستاذ علي رفعت مهدي ومما قاله: كل ما ارتسم من رؤى وخواطر في رؤية الشاعر النقيب حسين أحمد شكر هو كائن شعري في ترميز الكلمات. إن شعره هو مجموعة صور تفيض بمنظومة القيم الجمالية واللغوية والإنسانية والإجتماعية والمعرفية والثقافية والأخلاقية. هذا ما جعل شعره لوحة طبيعية متناسقة الظلال والأفياء والأضواء كأنها طبيعة تنساب فيها الجداول متكاملة مع ريشة فنه... ثم ألقى الشاعر النقيب حسين أحمد شكر بعض القصائد من الديوان.

 

قانا 2 وأجنحة اللهيب
قانا...

ويلتحفُ الزمانُ عباءته الرمادية
يتسلقُ الظلامُ أوردة الضمائر
وتفوحُ رائحة الضياع من تحت الجليد
يرسم الشريرُ آثار حقده
على صدورنا
ولا يستثني أحداً
حتى حكايات جدتي
خرافنا الضالة تبحث عن طعام
وثعابينه
تتباكى لتغفو في صدور عمياء
وتسرقُ الجداول من عيوننا
الأيدي إختلفت
أما الأنيابُ والأظافر فلا
العيونُ إختلفت
لكن الوجوه المسلولة
والدموع النحاسية
ما زالت هي هي
يستيقظ المارد المذبوح
يطبعُ على أنفاس الذاكرة العربية
وشماً لخاصرة مزّقتها الرياح
عيوننا زائغة
ألسنتنا منتفخة
عقولنا إختزلها الضياع
وأمجادنا جفّ حبرها
قانا يا صورة الدهشة على جبين الإنسانية
يا ألوان الصدمة على وجه العالم
قانا نفختِ في رماد الحنين
أبعدتِ اليأس الذي خدّر ذاكرتنا
قهرتِ الموت المتسلل الى سواعدنا
قتلتِ الخوف الذي يحصي أنفاسنا
ويتجسّس على خفقات قلوبنا
قانا علمتِ العالم أن الدمع عدو الصبر
وأن الزهرة يوم المجد تصد القهر
قانا أدهشتِ العالمَ...
حين عزفتِ...
على أجنحة اللهيب
نشيد النصر.


«عذراء قصر الشيخ»
لمناسبة صدور رواية «عذراء قصر الشيخ» للكاتب محمود شباط، أقامت «جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون» - راشيا، ندوة حول الكتاب تخللها توقيع. أقيمت الندوة في قاعة المربي ضاهر المعلولي (راشيا الوادي) بحضور العقيد حسان هرموش ممثلاً العماد قائد الجيش وجمع من الشخصيات والمهتمين.
بداية النشيد الوطني ثم كلمة رئيس المحترف شوقي دلال الذي عرّف بالرواية لشباط، والتي تقع أحداثها في لبنان أيام الإحتلال العثماني. وقال دلال إن الرواية تتناول الفجوة الإجتماعية بين عائلتين إحداهما من المشايخ والأخرى من الفلاحين، وتبيّن استغلال المحتل لتلك الفجوة ولعبه على المتناقضات لإذكاء نار الفتنة.
بدوره تحدث صاحب الرواية مؤكداً أن ما حصل في الماضي يشبه الى حد بعيد ما يحصل اليوم، وكأننا لا نتعلم من عِبَر الماضي... شباط شكر جمعية محترف راشيا ورئيسها، وبعد توقيع الكتاب كانت للحضور جولة في سوق راشيا الأثري وقلعة الإستقلال.