تكنولوجيا وتسلح

ميزانية الدفاع الأميركية للعام 2003
إعداد: كمال مساعد

اعتمادات ضخمة للقوى المسلحة ونصف الموازنة للبنتاغون

 

وافق مجلس الشيوخ الأميركي على مشروع وزارة الدفاع ­ البنتاغون لميزانيتها للسنة المالية 2003 والتي تبلغ 379 مليار دولار, بحيث سجلت هذه الميزانية زيادة قدرها 38 مليار دولار على ميزانية السنة الماضية, كما انها تعطي إشارات واضحة الى نمو طلبات الدفاع على نحو متزايد في المستقبل.
وتلحـظ الميزانية 10 مليارات دولار إضافية كإحتياط للطوارئ ولا تتضمن المصارفات السنوية, البالغة 15 مليار دولار التي تنفقها وزارة الطاقة على البرامج الدفاعية النووية, كما انها لا تتضمن أيضاً الأمن الداخلي في الولايات المتحدة الأميركية.
وقد أوضح وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أسباب زيادة موازنة الدفاع بالقول, نحن بأمس الحاجة لهذه الأموال لمحاربة الإرهاب وتحسين المعدات العسكرية وتمويل عمليات التحول في القوات المسلحة الأميركية.
أما بالنسبة للأولويات, فقال رامسفيلد “إن علينا أن نبدأ بإحداث التوازن في ترسانتنا بين أنظمة المدى القصير والمدى البعيد, وبين الأنظمة الخفية وغير الخفية وبين معدات التصوير والمستشعرات وبين الأنظمة الخطرة المحصنة جيداً”.

 

أوجه الإنفاق العسكري

أهـم أولويـات وزارة الدفاع في الميزانية تخصيـص مبـالغ لتـطوير الأنظمة القـتالية, منها مليار دولار لأنظـمة الطائـرات غير المأهـولة, و5.5 مليار دولار لتحسين البـنية التحـتية في أنظـمة القيادة والسيطرة والإتصالات, و826 مليـون دولار إضافي لتطوير نظام الراديو التكتيكي المشترك (JTRS) للقوات المسلحة كافـة, وتضـمنـت الميزانيـة أيضاً 4.9 ملـيار دولار لبرامـج العلوم والتـكنولوجيا.
ولحظت الميزانية 10 مليارات إضافية للأولويات الطارئة في الحرب ضد الإرهاب مثل شراء ذخائر جديدة, والقيام بدوريات جوية قتالية حول المدن وغيرها.
بعض هذه الأموال ستصرف لتعويض تكاليف الذخائر المستهلكة والتي بلغت أكثر من 18000وحدة, وشكلت الذخائر فائقة الدقة 60% منها, ومن الأولويات أيضاً 465 مليون دولار لبرامج الأسلحة الكيميائية والجرثومية.
وخصص مشروع الموازنة 68.7 مليار دولار للمشتريات الدفاعية في القوات المسلحة كافة, و53.9 مليار لأعمال البحث والتطوير.
وألقـى مركز المعلومات العسكرية الأميركي بعض الأضواء على الميزانية العسكرية الأميركية التي تطالب بوضعها وزارة الدفاع, البنتاغون, فذكّر أن إدارة بوش تطلب تخصيص مبلغ 396.1 مليار دولار للأغراض العسكرية في عام 2003, منهـا 379.3 مليار دولار لوزارة الدفاع و6.8 مليار دولار لصالح تطوير الأسلحة النووية التي تتولى القـيام بها وزارة الطاقة.
وتزيد هذه الميزانية بنسبة 15% عن الميزانية العسكرية التي كانت توضع في عهد الحرب الباردة والمواجهة مع الإتحاد السوفياتي, وهي تزيد بنسبة 13% عن معدلها الحالي المعتاد. وتخطط إدارة بوش بشكل عام الى انفاق 2.1 تريليون دولار على الأغراض العسكرية خلال السنوات الخمس المقبلة.
وسوف تستمر الزيادات في السنوات المقبلة وأهمها تلك التي ستطرأ على الميزانية العسكرية سنوياً, وستكون على النحو الآتي: عام 2003, سيتم انفاق 379 مليار دولار وفي العام 2004 يصل المبلغ الى 405 مليار دولار, وفي 2005 يصبح 426.2 مليار دولار, وفي العام 2006, 447.5 مليار دولار, وفي العام 2007 يرتفع الى 469.6 مليار دولار.
والجدير بالذكر أن الميزانية العامة الأميركية للعام 2003 والتي تغطي كافة المرافق المدنية والعسكرية تبلغ 767 مليار دولار, ستحصل وزارة الدفاع منها على 379 ملياراً أي أكثر من النصف.

 

ميزانية القوى المسلحة

أما كيفية توزيع الميزانية على القوات المسلحة وأهم البرامج فيها فهي على النحو الآتي:
الجيش: أقترح للجيش الأميركي 91 مليار دولار نفقات للعام 2003, وتتضمن تمويلاً إضافياً للعمليات المضادة للإرهاب وتسريعاً في تطوير أنظمة القتال المستقبلية (FCS) لخدمة المعركة الرقمية, وهي المقدرة الرئيسية للقوة القتالية المستقبلية في الجيش. ولحظ المشروع 10 مليارات دولار إضافية عن العام الماضي, وألغى الجيش 12 برنامجاً للعام المقبل.
ويرى الجيش إن تهديدات الإرهاب تتطلب أكثر من أي وقت مضى تحديث وحداته, واقترح لذلك تخصيص 97% من ميزانية العلوم والتكنولوجيا لهذا الغرض, إضافة الى 717 مليون دولار خاصة بأعمال البحث والتطوير. وتعتقد قيادة الجيش بأن هذه الأموال ستمكنها من تطوير برامج أنظمة القتال المستقبلية قبل ثلاث سنوات من الموعد المحدد.
وسترتفع برامج المشتريات العسكرية للجيش من11.7 مليار دولار الى 13.8 ملياراً.
ومن البرامج الأخرى التي تحظى بالأولوية, تمويل إنشاء لواء إضافي بقيمة 936 مليون دولار بما في ذلك شراء 232 عربة مدرعة من نوع لاف (LAV). وتتضمن ميزانية الجيش أيضاً 910 ملايين دولار لتطوير طوافة الإستطلاع والهجوم كومانشي (Commanche), وتخصيص 476 مليون دولار لتطوير برنامج المدفع ذاتي الحركة كروسايدر (Crusader). وستوفر الميزانية الأموال اللازمة لتحسين دبابات م1 ابرامز (M1 Abrams) وعربات م2 برادلي (M2 Bradley) و74 طوافة أباتشي الى مستوى لونغبو (longbow) و12 طوافة يو هـ 60 بلاكهوك UH - 60 Black Hawk) و171 طوافة سي جي ­ 47 تشينوك CG-47 Chinock).


القوات الجوية: اقترحت هذه القوات ميزانية بقيمة 108.92 مليار دولار بزيادة 10% على السنة الماضية. ومن أصل المجموع العام, توزع قسم من الميزانية على الشكل الآتي:
24.6 مليار دولار لبرامج التحديث والتحويل, 24.6 ملياراً للعمليات والجهوزية, و4.3 مليار دولار لبناء وإدارة المنشآت, و30 ملياراً للعديد.
وسينفق سلاح الجو 5.3 مليار دولار لبرنامج شراء 23 طائرة للتفوّق الجوي ف ­ 22 رابتورF-22 Raptor) الطراز العملاني الأولي IOC)التي ستدخل الخدمة في العام 2005 وسيحوّل 1.7 مليار دولار لبرنامج الطائرة JSF) التي سيبدأ إنتاجها العام 2011.
وكذلك خصص سلاح الجو 1.66 مليار دولار لبرامج العلوم والتكنولوجيا, و7.49 مليار دولار للدعم اللوجستي, و487 مليون دولار للتدريب, و1.2 مليار دولار للدوريات الجوية حول المدن الأميركية بمعدل 100 مليون دولار/ شهرياً.
الدرع الصاروخي: طلبت وزارة الدفاع الأميركية 8.2 مليار دولار لبرنامج الدرع الصاروخي. وهذا المبلغ مشابه لمصارفات العام الماضي ولم تلحظ الخطة أية تغييرات رئيسية عدا عن الغاء نظام برنامج الدفاع البحري عن مسرح العمليات وإعادة هيكلة أنظمة الأشعة تحت الحمراء بالمركبات الفضائية SPIRS) المنخفضة, وقواعد اللايزر الفضائية SPL).
وقد طلبت وكالة الدفاع الصاروخي MDA) التابعة لوزارة الدفاع 6.714 مليار دولار لمتابعة جهود أعمال البحث والتطوير لانشاء نظام دفاع صاروخي باليستي متعدد الطبقات BMDS), التي تشمل نظام الدفاع الصاروخي المساحي للارتفاعات العالية THAAD) ونظام الدفاع الصاروخي الباليستي عن مسرح العمليات ومتابعة الجهود في برنامج الدفاع المساحي للبحرية.
وطلبت الوكالة أيضاً 1.192 مليار دولار للمرحلة المتوسطة في برنامج BMDS) و797 مليون دولار لمرحلة الإقلاع في البرنامج ذاته, والتي تشمل برنامج اللايزر المحمول جواً ABL) وقاعدة اللايزر الفضائية SBL) وأنظمة اعتراض حركية برية وبحرية وفضائية.
القوات البحرية: تستمر القوات البحرية في تطبيق خطتها لتخفيض السفن والطائـرات الحربية على الرغم من ازدياد مصارفـات المشتريات الدفاعية. وطلبت القـوات البحريـة 24.9 مليار دولار لبرنامج المشتريات, و12.5 مليار دولار لأعمال البحـث والتطويـر في زيـادة قـدرهـا 1.2 مليـار دولار على السنـة الماليـة 2002 ­- 2003.


وتخطـط القوات البحرية لصرف 8.6 مليار دولار لشراء خمس سفن مفصلة كما يلي:
مدمرتان ددج ­ 51 DDG-51) مزودتان بأنظمة ايجيس AEGIS)) للصواريخ الموجهة, غواصة هجومية تدفع بالطاقة النووية SSN-774) فئة فرجينيا, سفينة إنزال برمائية LPD-17) فئة سان أنطونيو, وسفينة شحن وذخائر احتياطية T-AKE) فئة لويس كلارك.
وللاحتفاظ بقدرتها القتالية, تخطط البحرية لإقتناء أربع غواصات صواريخ باليستية نووية SSBN) أي غواصات مسلحة بأسلحة تقليدية SSGN) حيث ستنجز منها اثنتان العام 2003 والباقي خلال العام 2004.
وتلحظ ميزانية البحرية حيازة 83 طائرة في العام 2003, وهي أقل بكثير من هدفها المعلن لشراء 180- 210 طائرات. وأهم المشتريات 44 طائرة ف/أ-­ 18 إي/ف سوبرهورنت F/A-18E/F Super Hornet) بقيمة 3.1 مليارات دولار, و11 طائرة ف22 أوسبري V-22 Osprey), إضافة الى 497 مليون دولار لمعالجة المشاكل الفنية في الطائرة.

 

المراجع:

­-  مركـز المعلومات العسـكري الأميركي AMIC, تقـرير عن المـوازنة العسـكرية الأميركـية لعـام 2003, الواشنطن بوسـت, 20 آب2002.
­ - المؤسسة الدولية للدراسات الإستراتيجية, وزارة الدفاع الأميركية الموقع على الإنترنت www.MDA.com.
- ­ المحرر العربي, ترجمة عن الواشنطن بوست 23 أيار 2002.
- ­ الدفاعية آذار 2002.