تحية لها

ميشكا مجبر موراني: كنت أصغر مديرة مدرسة

واجهت السيدة ميشكا مجبّر موراني خلال مسيرتها الطويلة في التعليم والتربية تحديات تتعلق بعمرها، وبكونها امرأة، فضلًا عن تحديات أخرى تتعلق بديمومة المؤسسة التعليمية خلال أسوأ سنوات الحرب اللبنانية. لكنّها نجحت في التغلب على التحديات وتجاوزها، وانتقلت من منصب إلى آخر ومن موقع إلى آخر تاركة بصمتها في مشاريع الإصلاح التربوي وإعداد المعلمين وسواها.

 

درست في جامعة سيدني – أستراليا قبل أن تعود إلى بيروت وتنضمّ إلى الجامعة الأميركية فيها. حازت شهادتي BA وMA في الأدب الإنكليزي، وأتبعتهما بدبلوم في الإدارة التعليمية.
قبل أن تترك مقاعد الدراسة، بدأت حياتها العملية التي امتدت عقودًا من العطاء.

 

إعداد المعلمين
عملت في مدرسة IC كمدرّبة للأساتذة وكمستشارة تربوية ومديرة للصفوف الابتدائية والمتوسطة والثانوية قبل تعيينها نائب رئيس أول للمدرسة. ومن المهمات التي تولّتها الإشراف على التطور المهني وإدارة ورشات عمل للمدرّسين في القطاعَين الخاص والعام في كل أرجاء لبنان.
كمستشارة لمركز الموارد التربوية، قدّمت مناهج وبرامج تدريب لمدارس في أبو ظبي، البحرين والكويت ولبنان وعمان ونيجيريا والمملكة العربية السعودية وسوريا (اليونيسيف). ونظمت ورشات عمل في مجال المناهج والقيادة، كما خططت وطبّقت مراحل متعدّدة من مشاريع تأسيس مدارس، وعملت على تدريب طواقم عمل إضافة إلى الإشراف على الموظفين وتقييم أدائهم.
عملت أيضًا في مجال الدراسات الثقافية ودورات الإشراف والقيادات التربوية في الجامعة الأميركية في بيروت وفي الجامعة الأميركية – اللبنانية، كما عملت على تقييم وترخيص مدارس تقدّم الباكالوريا الدولية في الأردن وقطر.

 

إسهام في إصلاح النظام التعليمي
في لمحة موجزة عن مسيرتها تقول: «في نهاية الحرب اللبنانية أصبحت عضوًا في لجان تنسيق الدورات والكتب المدرسية وعضوًا في المشروع الوطني للإصلاح التربوي والمركز التربوي للبحوث والإنماء في الجمهورية اللبنانية كما كانت عضوًا في مشروع مشترك بين UNESCO وUNDP وCERD ضمّ لجنة متابعة إصلاح النظام التعليمي اللبناني من أجل تقييم البرامج التربوية الجديدة.
شاركت أيضًا في تطوير البرامج وأدارت ورش عمل في الجندرة والقيادة في مجالات شراكة النساء للتعلّم وللحقوق والتنمية والسلام في واشنطن ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيــا. حاضــرت حـول التربيـة والتعليـم والتربيـة المدنيــة والجنــدرة في مؤتمــرات عقــدت في الجامعــة الأميركية والجامعــة اللبنانيــة – الأميركيــة في بيروت وUNESCO وفــي جامعتَي هارفرد وجون هوبكنز وفي الأونيسكو». وتضيف:
«نشرت عددًا من المقالات المتخصصة، وقادها حبها للأدب إلى كتابة قصص ومذكرات وقصائد.
معرفتها الموسوعية ترتبط على الأرجح بامتلاكها المذهل للغات، فهي إلى إتقانها الإنكليزية (لغتها الأم)، تعرف الفرنسية والعربية واليونانية ولديها خبرة باللغة الإيطالية بحكم عملها».
في العام 2018 قلّدتها الحكومة الفرنسية وسـام Palmes Académiques.
تقول: «بدأتُ أعمل منذ كنت مراهقة ولم أتوقف حتى الآن. أعمل حاليًا كمستشارة كما أنّني عضو في مجلس إدارة برمانا هاي سكول ومدرسة الأهلية. عملتُ طوال 25 سنة أيضًا كعضو في مجلس إدارة مدرسة البشارة الأرثوذكسية.
التحديات التي واجهتها تتعلق بعمري وجنسي إضافة إلى تلك المرتبطة بديمومة المؤسسة التعليمية خلال أسوأ سنوات الحرب اللبنانية.
كنت أصغر امرأة علّمت في مدرسة ثانوية، وأصغر امرأة أدارت مدرسة وأول نائب رئيس أول لمدرسة IC، طوال حياتي اضطررت إلى العمل بشكلٍ مضاعف مقارنةً مع الرجال ولطالما كانت معاييري عالية.
نتيجة لذلك، حين تسلّمت مهمات تستلزم حسًا من المسؤولية حرِصت على اكتشاف المواهب لدى الذكور والإناث وعلى تدريب الأساتذة الملتزمين واليافعين من أجل أن ينموا».
ترى السيدة موراني أنّ نظامنا التعليمي يواجه أوقاتًا صعبة، وتعتبر أنّ المشروع الإصلاحي الذي التزمه لبنان في نهاية الحرب اللبنانية وتعاون فيه القطاعان العام والخاص لإعادة إحياء النظام التعليمي وبثّ الحياة فيه، كان من أكثر المشاريع التي شاركت فيها تشويقًا.