- En
- Fr
- عربي
تحية لها
هي في الأساس عدّاءة شاركت في سباقات ماراثون عالمية، شاء القدر أن تتعرّض لحادث مؤسف، وشاءت العناية الإلهية أن تُكتب لها الحياة من جديد، فكان أن حملت نذرًا ورسمت حلمًا. والنتيجة، «ماراثون بيروت» الذي حجز مساحة مميّزة على خارطة النشاطات الرياضية المحلية والعالمية، حاملًا راية قضايا وطنية وإنسانية واجتماعية...
السيّدة مي الخليل تتوقّف عند محطّات في مسيرة رافقها خلالها دعم الشركاء والعائلة.
تؤكّد الخليل أنّ «خلف ما حقّقه ماراثون بيروت من نجاح مجموعة عوامل واعتبارات وشراكات مع أطراف مثاليّين آمنوا برسالته الإنسانية وأهدافه المتعددة وطنيًا واقتصاديًا ورياضيًا وسياحيًا وبيئيًا وخيريًا وثقافيًا، وسوى ذلك من الأهداف التي نلتقي بها مع هؤلاء الأطراف الذين يتشاركون معنا النجاحات التي تحققت». وتقول: «لقد شجّعني على إطلاق هذه المسيرة كوني في الأساس عدّاءة رياضية ومشاركة في سباقات الماراثون في العالم، وحتى القدر كان له دور من خلال حادثة الدهس التي تعرّضت لها في أثناء حصة تدريبية تحضيرًا لمشاركة ماراثونية في الخارج. تدخّلت العناية الإلهية وكتبت لي الحياة من جديد، وكان النذر والحلم أن نطلق ماراثون بيروت. وهذا ما كان عندما انطلقت الجمعية في العام ٢٠٠٣ في مسيرة طُبعت بالتحدّيات وبالخبرة، وبالحلو من النجاحات والمرّ من الظروف الصعبة والقاهرة، وكان أبرزها إلغاء سباق بلوم بنك بيروت ماراثون للعام 2019 وهي المرة الأولى التي يُلغى فيها السباق منذ انطلاقه».
منصة لدعم قضايا المرأة
تضيف الخليل إلى قائمة المشجّعين الرعاة الداعمين والوزارات والإدارات والمؤسسات العامة والقطاعات العسكرية والأمنية والنقابية والجمعيات الخيرية والأهلية والصحية وهيئات المجتمع المدني والإعلام بكل قنواته، وتوضح أنّ كونها امرأة أسهم في نجاح مشروعها، لكن كان هناك عوامل أخرى، منها وجود فريق عمل بيروت ماراثون الذي امتلك السمة الاحترافية. وترى الخليل أنّ «نجاح تجربة «جمعية بيروت ماراثون» جاء ليؤكّد مرة جديدة قدرة المرأة في الموقع القيادي والمسؤول، علمًا أنّ الجمعية انطلاقًا من إيمانها بدور المرأة وحضورها في كل القطاعات، والأهلية التي تملكها لتكون بطلة تليق بها الميدالية، اعتمدت برنامجًا للتدريب وسباقًا للسيدات. البرنامج والسباق شكّلا أيضًا منصة لدعم حقوق المرأة اللبنانية وقضاياها المحقّة، ودائمًا بالتعاون مع الهيئات والجمعيات النسائية وتلك المهتمة بقضايا المرأة».
عائلتها كانت سندًا لها، زوجها وأولادها هم نبض حركتها ودورها في تنظيم السباقات وإقامة النشاطات المرافقة، في المقابل فإنّ الرسالة التي زرعتها في نفوس أولادها ترتكز على مبدأ المواطنة السليمة لجهة العطاء والتضحية تجاه الوطن، إثبات دوره وحضوره على الخارطة الدولية، وتعزيز وحدة الشعب والأرض والمساهمة في ترسيخ الاستقرار والسلم الأهلي.
أَقدِمي ولا تتردّدي
وحول ماهيّة رسالة الماراثون للمرأة اللبنانية، تعتبر الخليل أنّ «رسالة الماراثون للمرأة اللبنانية هي الدعوة لتكون صاحبة المبادرة الخلّاقة على كل الصعد وفي كل المجالات، وتتجاوز الحواجز والصعاب الاجتماعية والصحية والنفسية، وتكون لها الريادة في المواقع المتقدّمة رياضيًا عبر مهماتها الإدارية والتحكيمية والتدريبية واعتلاء منصات التتويج كعدّاءة بطلة».
ختامًا، توجّه الخليل تحيّة إكبار وتقدير للمؤسسة العسكرية على العطاءات والتضحيات لأجل الوطن، وتتمنّى للمرأة اللبنانية الحصول على حقوقها المشروعة كافة، وتقول لها «طريقك قرارك» أَقدمي ولا تتردّدي.