تحية لها

نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر: إنقاذ لبنان يجمعنا

جامعية وصاحبة خبرة في المجال الإداري، عملت زينة عكر في الشأن العام فراكمت نجاحات تأمل في استمرارها مع تسلّمها منصبيها كنائب لرئيس مجلس الوزراء وكوزيرة للدفاع، وهي أول امرأة عربية تتولّاهما. الوزيرة عكر التي تأمل أن تمنحها خبرتها في شؤون الإدارة والمنظّمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة هامشًا واسعًا يمكن استثماره في خدمة المؤسسة العسكرية وتطوّرها وتأمين حاجاتها، خصوصًا في ظل الأزمة التي تعانيها البلاد، أجابت برحابة صدر عن أسئلة «الجيش» في هذه المقابلة.

 

• كيف تقدّمين لنا زينة عكر في كلمات؟
- جامعية، مهنية، عصامية وعاملة في خدمة لبنان. صاحبة خبرة في المجال الإداري عملت في الشأن العام فكانت نجاحاتها، التي تأمل في استمرارها مع دخولها وزارة الدفاع كأول امرأة تتولّى هذا المنصب.

 

• كيف ترى معالي الوزيرة أنّها تستطيع وضع خبراتها العلمية والمهنية في خدمة وزارة الدفاع؟
- إنّ خبرتي في شؤون الإدارة والمنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة ستمنحني هامشًا واسعًا يمكن استثماره في خدمة المؤسسة العسكرية وتطورها وتأمين حاجاتها، خصوصًا في ظل الأزمة التي تعاني منها البلاد.

 

• أول امرأة تشغل منصب وزيرة دفاع في المنطقة العربية. ماذا يعني لك ذلك؟
- لا شك في أنّها تجربة مميزة ومثيرة للاهتمام كونها تحدث نقلة نوعية في ذهنية التفكير في مجتمعنا الشرقي، علمًا أنّ دخول المرأة في لبنان المعترك الحكومي ليس بجديد ويعود إلى سنوات خلت. وآمل أن تكون تجربتي في وزارة الدفاع فاتحة لدور ريادي للمرأة اللبنانية في منطقتنا العربية.

 

• درجت العادة على اختيار الوزراء وفق معايير وتسمية أطراف سياسية. هل تنطبق تلك القاعدة اليوم؟
- قد تكون تلك القاعدة أساس تشكيل الحكومات في السنوات السابقة، إلا أنّه في هذه المرة جاء تشكيل الحكومة خلافًا لكل الأعراف التي خبرها اللبنانيون، إذ لا يجب أن يفوتنا أنّ حكومة الرئيس دياب انبثقت من إرادة شعبية كسرت المحرّمات السياسية وأوصلت ذوي الاختصاص، نزولًا عند رغبة وإرادة الشارع الذي انتفض أملًا في التغيير.

 

• لماذا تمّ اختيار زينة عكر تحديدًا لهذه الحقيبة؟
- يهمّني في هذا المجال التأكيد على أنّ التجارب التي شهدتها الدول الأوروبية والتي أوصلت نساء إلى هذه الوزارة لم تكنّ من خلفية عسكرية.

 

• ما هو تصوّرك لدورك في وزارة الدفاع؟ وكيف ستعملين على تطبيق ذلك عمليًا؟
- التركيز على أنّ بناء المؤسسات هو الأساس والعمل مع العماد جوزاف عون لرفع شأن المؤسسة. فنجاحي في مهمتي يفترض التكامل مع قيادة الجيش عبر إدارة جيدة للملفات على صعيد الوزارة وهو ما أتمنى تحقيقه لما في ذلك من مصلحة للجيش اللبناني.

 

• هل لنا أن نعرف ماذا تمثّل لك المؤسسة العسكرية؟
- بوصفي لبنانية أفتخر بالمؤسسة العسكرية التي تمثّل الشرف والتضحية والوفاء على ما يؤكد عليه شعارها، فهي التي تحمي لبنان وتصون وحدته وتضمن استقراره.

 

• كيف تفهمين العلاقة بين وزير الدفاع والجيش وقيادة الجيش؟ وكيف ستترجمين ذلك؟
- سبق وذكرت أنّ الثنائية بين العسكر والإدارة لا بد أن تُترجَم من خلال العمل بروحية الفريق الواحد المتكامل، الذي يجمع بين وزارة الدفاع وقيادة الجيش، ضمانًا لتأمين مصالح المؤسسة وكي تكون وزيرة الدفاع صوت العسكريين وحاملة مطالبهم، أمام السلطتين التنفيذية والتشريعية.

 

• كيف تقيّمين تجربة الجيش لجهة التعاطي مع ملف الحراك وما رافق ذلك من جدل؟
- هناك دائمًا عدة وجهات نظر، البعض انتقد الجيش لاستخدامه القوة المفرطة والبعض الآخر أشاد بالجيش لحمايته المتظاهرين. في مطلق الأحوال، يجب عدم استخدام العنف مع المتظاهرين السلميين وتطبيق المعايير المتبعة وفق قوانين ونظم حماية حقوق الإنسان والملكيات الخاصة.

 

• ما هو الدور الذي يمكن لوزيرة الدفاع أن تؤديه في المرحلة المقبلة وسط التوقعات بزيادة التحديات التي قد يواجهها الجيش؟
- لعل أبرز التحديات التي تواجه المؤسسة اليوم تتمثل في الهمّ الاجتماعي والاقتصادي الذي تتقاسمه مع اللبنانيين جميعًا، وهو ما سأعمل على التخفيف من ضغطه وتأثيره على أداء المؤسسة، مع تأمين الغطاء الكامل للقيادة للقيام بمواجهة التحديات كافة سواء في الداخل أم على الحدود الجنوبية أم في المواجهة مع الإرهاب. ففي المرحلة المقبلة سيكون للجيش دور أساسي على صعيد الأمن الاجتماعي وهو ما نأمل النجاح به كما نجحنا في تحرير الأرض من الإرهاب.

 

• كيف ستنقلين صورة الجيش ودوره إلى الخارج؟ وما هي الرسالة التي قد تحملينها؟
- رسالتي للخارج واضحة. فدول العالم تعرف جيدًا وتقرّ بما أنجزته المؤسسة العسكرية اللبنانية ونجاحها في حربها على الإرهاب رغم ضآلة الإمكانات والقدرات التسليحية المتواضعة. لذلك، سيكون التركيز في المرحلة المقبلة على الاستمرار في تأمين الدعم اللوجستي والتسليحي للجيش وفق خطة قيادته تأمينًا للدفاع عن أرضه وثرواته وهو ما طرحتُه في لقاءاتي مع المسؤولين الدوليين على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن.

 

• انطلاقًا من خصوصية المهمة التي يقوم بها الجيش على صعيد حفظ الأمن الداخلي، كيف ستوفّقين بين هذه الخصوصية ودورك السياسي؟ في حال حصول تباين بينك وبين قيادة الجيش كيف ستتصرفين؟
- أنا الآن وزيرة دفاع لكل لبنان واللبنانيين، أقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف السياسية التي أحافظ على علاقات مودّة واحترام مع كل أحزابها وشخصياتها. أما في حال حصول تباين مع قيادة الجيش، فإنّه أمر وارد وطبيعي من دون أن يُفسد ذلك للودّ قضية، فطالما أنّ النيات صافية والحوار والنقاش مفتوح بالتأكيد ستكون هناك نقاط مشتركة تسمح بحل أي إشكال أو تباين، فهمّنا جميعًا خدمة لبنان والمصلحة العامة.

 

• تعرّض الجيش مؤخرًا إلى اقتطاع في موازنته، مقابل ارتفاع الأعباء. هل ستسعين إلى إثارة هذا الموضوع والمطالبة مجددًا برفع موازنته؟
- نحن في وضع مالي خطير جدًا يفرض على الجميع التضحية، مع مراعاة دور المؤسسة وجهوزيتها للقيام بمهماتها. ففي النهاية الجيش هو جزء من الشعب يصيبه ما يصيب المجتمع اللبناني، على أمل أن تنجح الحكومة في مهمتها الإنقاذية لتحقيق مطالب الشعب اللبناني بحياة كريمة ولائقة.

 

• معروف أنّ عمليات التطويع في الجيش على المستويات كافة متوقفة. هل لنا أن نعرف خطتك لسد العجز على هذا الصعيد وتأمين البديل؟
- تلك المسألة المعقدة لا يمكن حلها إلا بتوافق ثلاثي بين قيادة الجيش ووزير الدفاع ومجلس الوزراء، يأخذ بعين الاعتبار إمكانات الدولة وحاجات الجيش البشرية.
فأي تحسن على صعيد مالية الدولة ستكون له ارتداداته في هذا الموضوع على المؤسسة العسكرية.

 

• كيف تقيّمين تجربة الإناث في الجيش؟
- لقد اتّخذ الرئيس العماد ميشال عون في العام 1989 خطوة جريئة كسرت احتكار الرجل للرسالة العسكرية، فكان تطويع الإناث حينها فاتحة لعملية تراكمية أوصلت، في العام 2018 تحت قيادة العماد جوزاف عون، إلى أن يصبح دور المرأة أساسيًا وفاعلًا في كل الوحدات والقطع العسكرية والإدارية ومن الرتب كافة.

 

• تتولّين حاليًا مهمة نائب رئيس الحكومة إلى جانب وزارة الدفاع. كيف ستوفّقين بين الاثنين، وبين عملك وحياتك العائلية؟
- بالتأكيد، هذه ليست تجربتي العملية الأولى، فكما نجحت طوال الفترة السابقة في التوفيق بين واجبات العمل وحقوق العائلة آمل أن أنجح اليوم، مع فارق المسؤولية التي أصبحت أكبر وأشمل.

 

• ماذا تربح المرأة من دخولها ميدان السياسة، وما الذي تخسره؟
- في ظل المساواة بين المرأة والرجل في لبنان بات من الصعب الفصل بين عملها في الشأن العام وبخاصة في الميدان السياسي، وبين عمل الرجل، فخدمة الوطن لا ترتبط بالجنس، وكل جهد يصب في مصلحة الخير العام مطلوب ومبارك.

 

• تتولّى ست سيدات مسؤوليات وزارية في ظل أزمة غير مسبوقة في لبنان، ما الذي ينتظرهنّ، وما هي حظوظهنّ بالنجاح؟
- إنّ المسؤوليات الملقاة على عاتق الوزيرات الست لا تقلّ عن تلك الملقاة على عاتق باقي الوزراء. فكلنا في المسؤولية واحد مهما اختلفت الحقائب التي نشغلها. فالرئيس دياب اختار مجموعة اختصاصيين للعمل كفريق واحد بعيدًا عن أي تصنيف من أي نوع كان، فما يجمعنا هو إنقاذ لبنان من الأزمة التي يمر بها.

 

• كيف تقيّمين تعاون الرجال معك في المنصب الذي تشغلينه؟
- لا شك في أنّ نجاحي في حقيبة الدفاع يقوم في الدرجة الأولى على تعاون الجميع معي بوصفهم أساسيين في المؤسسات التابعة للوزارة، وقد لمست حتى الساعة درجة عالية من الحرفية والاحترام والرغبة في التعاون إلى أقصى الحدود بعيدًا عن ممارسة أي ذكورية.

 

• ما هي المعايير التي ستتّبعينها في اختيار فريق عملك؟
- معروف عني عدم أخذي بأي معايير طائفية في اختيار فريق العمل، فما يهمني هو الجدارة والكفاءة بعيدًا عن أي محسوبيات من أي نوع كانت.