وجوه

نادين ويلسون نجيم ملكة تضع الجيش في عيونها
إعداد: باسكال معوض بو مارون

إذا سألتها عن نفسها أجابت: أنا فتاة شجاعة ونشيطة وأيضًا عنيدة، أكره الشواذ وأحب الحياة... هذه الفتاة هي أيضًا جميلة، بل جميلة جدًا؛ وقد حملت لقب ملكة جمال لبنان في العام 2007.
نادين ويلسون نجيم، إبنة البيت العسكري، حملت منه الكثير من المبادئ والقيم وانطلقت في الحياة بحضورٍ ملفت. «الجيش» تتعرّف أكثر إلى مسيرة هذه الصبيّة، ملكة، وممثلة وعاملة في ميادين الخدمة العامة.


تربية عسكرية
• بداية، نادين نجيم كيف تصفين نفسك؟

أنا بشكل عام فتاة شجاعة ونشيطة، أعبر عن رأيي بكل حرية، وأكره «الغلط والشواذ».
وأنا أيضًا عنيدة هذه الصفة لا أحبها في شخصيتي، لذلك عملت على ترويض نفسي، فاكتسبت المرونة الضرورية في الحياة بمختلف مجالاتها ومنها المجال المهني.


• أنت إبنة العميد الركن ويلسون نجيم، هل تعتبرين أنك تلقّيت تربية عسكرية، وكيف أثّر ذلك على شخصيتك؟
بالفعل تلقينا أنا وإخوتي تربية عسكرية صارمة صقلت شخصياتنا بشكل إيجابي؛ فمنذ صغري كنت أهتم بما يحدث من حولي، وأحاول استيعابه، وذلك بفضل والدي الذي عوّدنا أيضًا على الاهتمام بالأعمال المفيدة والهادفة؛ هذه التربية جعلتني إنسانة نشيطة تتفاعل بإيجابية مع ما يحصل وتسعى إلى إحداث فارق ما، وليس كإنسان سلبي لا يعنيه ما يجري من حوله. فأنا إبنة هذا الوطن، وبما أملكه من أسلحة ووسائل أناضل من أجل وطني.
وأضافت قائلة: التربية العسكرية أثّرت بشخصياتنا وأغنتها خصوصًا أن حرية التعبير كانت أولوية مطلقة في بيتنا.


«جذبتُ الأضواء الى عالمي»
عن موقف والدها من ترشّحها لمباراة ملكة الجمال، قالت نادين: في البداية لم يعارض دخولي المسابقة لكنه لم يشجعني على ذلك. كانت هذه الأجواء بعيدة عن عائلتنا وتربيتنا، وكان يخشى عليّ من الانجراف في عالم الأضواء والشهرة، الذي يبعد الإنسان أحيانًا عن الطريق التي رسمها لمستقبله، لكنني وعدته بأني سوف أجذب الأضواء إلى عالمي. وهكذا سعيت خلال ولايتي إلى جعل تاج الجمال الذي أحمله وما يرافقه من مظاهر في خدمة المجتمع وخيره، فأصبح والدي أول المشجعين لي وبارك جميع خطواتي ومشاريعي.

 

جنبًا الى جنب مع الجيش
• عقب حيازتك لقب ملكة جمال لبنان بفترة وجيزة كنتِ في عداد مسعفي الصليب الأحمر الذين توجّهوا إلى نهر البارد، حين كانت المعركة مستعرة بين الجيش والإرهابيين، ما الذي دفعك إلى ذلك؟
يومها كنت متطوّعة في الصليب الأحمر، وكانت رسالتي مساعدة الجرحى والمرضى أينما كانوا، لذا توجّهت إلى مخيم نهر البارد حيث كانت تدور المعارك بين الجيش والإرهابيين، وهناك عملنا جنبًا إلى جنب مع الجيش اللبناني الذي سقط له عشرات الشهداء والجرحى كما سقط شهيدان للصليب الأحمر، كان هدفي مزدوجًا: مساندة رفاقي المسعفين في عملهم، وتقديم التحية للعسكريين على تضحياتهم الجسام في المعركة، وبذلك ساعدت المجتمع اللبناني عبر وسائل الإعلام على التعرّف أكثر على ما يحصل وحشد الرأي العام ضد الإرهاب وأدواته.
وتابعت نادين نجيم قائلة: في هذه الأيام السوداء أيضًا أخاف جدًا على لبنان لأنني أشعر أن الشرّ يتربّص به، لكنني على ثقة بأن صلابة الجيش ومناعته يقفان سدًا منيعًا بمواجهة الأخطار، ونحن إلى جانب الجيش باقون ولن نتزحزح عن هذه الأرض الطاهرة.


• إذًا في هذا السياق أيضًا شاركت في الفترة الأخيرة في حملة «أعلن ولائي للجيش اللبناني»؟
طبعًا، وأنا فخورة جدًا بانضمامي إلى هذه الحملة، خصوصًا في هذه الظروف الحسّاسة التي يمرّ بها لبنان.
وأضافت: «كانت النتيجة رائعة، فهذه الحملة جمعت العديد من أهل الفن في لفتة صادقة حول الجيش، المؤسسة الغالية على قلوبنا.

 

فخورة بما حققته
• أنت تدعـمين عدة جـمعيات ناشطة على الساحـة اللبنانيــة، ما الذي يدفعك إلى ذلك؟
تربيتي والمبادئ التي نشأت عليها، وبعد انتخابي ملكة جمال لبنان فتح لي هذا اللقب أبوابًا كثيرة لخدمة المجتمع، فعملت لمصلحة جمعيات كثيرة منها الصليب الأحمر اللبناني وجمعية «كن هادي». وقد كرّست جهودي طوال فترة ولايتي لمساعدة الصليب الأحمر لأنني أؤمن برسالته وكنت من المتطوعين فيه منذ صباي، وبفضل مساعدة المتبرعين والحفلات الخيرية تمكنّا من تجهيز مراكزه بمعدّات تكنولوجية وتأليلية حـديثـة وافتتــاح مركز جديد. وأنا فخـورة جدًا بما استطعت تحقيقه لهذه الجمعية السامية الأهداف.
كذلك أنا أدعم اليوم الجمعيات النسائية التي تطالب بحقوق المرأة ضد العنف الأسري، وأهنئ العاملين فيها على جهودهم وسعيهم إلى تثبيت حقوق المرأة في هذا المجتمع.


بين الاختصاص والمهنة
• ما هو الاختصاص الذي درسته في الجامعة وأي مهنة تمارسينها اليوم؟

لقد تخصصّت في إدارة الأعمال والعلاقات الدولية وإدارة العلوم السياسية؛ وكنت أحب ادارة الأعمال بالمطلق وأشعر أنني أبرع فيها بشكل كبير، فهي تفتح مجالات للعمل في قطاعات مختلفة. وأضافت: أنا أؤمن بأني قادرة على النجاح في أكثر من مجال، وقد أسست في العام 2011 مع أصدقاء لي شركة لتصميم المواقع الإلكترونية، تطوّرت وأصبحت تضمّ 14 موظفًا والكثير من الزبائن.


• ماذا عن تجربتك في التمثيل؟
لعبت عدة أدوار تمثيلية رئيسة وثانوية في مسلسلات لبنانية وأخرى عربية تنوعت بين الكوميديّة والتاريخيّة والدراميّة، ومنها: «جود»، «الشحرورة» «بلا ذاكرة»، «غزل البنات»، «الغالبون»؛ كذلك كنت مقدمة مساعدة في برنامج The Voice على قناة الـ MBC، وأنا اليوم بصدد تصوير مسلسل جديد.

 

للجيش اللبناني كل الحب
في نهاية حديثها وجّهت الملكة تحية حب وتقدير للجيش ودعت اللبنانيين إلى مساندته لأن قوة الوطن من قوة جيشه، الذي يعمل بصمت وهمّه الأول والأخير الوطن والشعب...
وقالت: للجيش اللبناني كل الحب، وتحت جناحيه نحن باقون... بكل قدراتنا نقف إلى جانبه، وفي عيوننا نضعه...