- En
- Fr
- عربي
مناسبة واحتفال
بعد أن حظيت أمهات الشهداء بتكريمٍ يفيض بالمشاعر والتقدير في آذار، جاء حزيران ليكون موعدًا مع الوفاء للآباء، ولتكريم الرجال الذين غرسوا حب الوطن في نفوس أبنائهم حتى الشهادة، والاحتفاء بهم كرمزٍ للقوة، والصمود، والعطاء الذي لا يعرف حدودًا.
تحت شعار «نبع البطولة… بَي»، أقام جهاز الرعاية والشؤون الاجتماعية للعسكريين القدامى حفلًا في مناسبة عيد الأب، كرّم خلاله آباء العسكريين الشهداء، آباء علّمونا أنّ الرجولة مواقف، فحملوا الصبر على أكتافهم، ومضوا بوجع الفقد دون أن ينكسروا. لم يبقَ لهم إلّا الصور ورائحة ثياب مَن رحلوا باكرًا، لكنهم منحوا الوطن أبناءً حماة، ومجدًا لا يُمحى.
أُقيم الحفل في نادي الرتباء المركزي - الفياضية، بحضور عقيلة قائد الجيش العماد رودولف هيكل، السيدة جانيت هيكل، وعدد من الضباط إلى جانب المكرَّمين ومن أسهموا في تكريمهم عبر تقديمات مختلفة.
تحية من القلب
تخلّل الحفل كلمة للسيدة هيكل وجّهت خلالها تحيّةً إلى أب كل شهيد بكلماتٍ من القلب: «كل عيد وأنت بخير، يا بيّ الوطن، يا من يفرح بصمت، ويحزن بصمت… من إيمانك وروحك الطيبة نتعلّم قوة الصمود». وأكدت أن حضور آباء العسكريين الشهداء دليل على محبتهم للجيش، بعدما قدموا خيرة أبنائهم شهداء تحت رايته، مؤمنين رغم ألم الفراق أن شهادتهم هي من أجل وحدة لبنان واستمراره. وشددت على أنّ صلابة آباء الشهداء تشكّل دعمًا لرفاق سلاح أبنائهم وتمدّهم بالقوة لتأدية رسالتهم بشجاعةٍ، ما يمنح عائلاتهم الشعور بالأمان والثبات.
رمز البطولة والصلابة
بدوره، رحّب رئيس جهاز الرعاية والشؤون الاجتماعية للعسكريين القدامى العميد الركن جهاد مرعي بالحضور، ولا سيما آباء العسكريين الشهداء الذين توافدوا من مختلف المناطق اللبنانية، مشيدًا بما قدّموه من تضحياتٍ جسام للوطن، ومؤكدًا أنّ الشهادة هي رسالة سامية تختزل معاني الشرف والتضحية والوفاء، وأضاف: «لأنّ الاستشهاد في سبيل الوطن هو أسمى درجات الإيمان، ولأنّ المؤسسة العسكرية لا تنسى تضحيات شهدائها وعائلاتهم، نحتفل اليوم بعيد الأب – بيّ الشهيد، هذا الرمز الذي يجسّد البطولة والصلابة في وجدان الجيش اللبناني.»
كما توجّه بالشكر لكل مَن أسهم في إنجاح الحفل.
شعار في فيلم قصير
«من أسمى وجوه البطولة أن يرسم العسكري بدمه حدود الوطن، ويقدّم نفسه جسرًا يعبر عليه رفاقه بسلامٍ نحو النصر. جسرٌ كهذا لا يُبنى إلا على يد أبٍ ربّى أبناءه على القيم والمبادئ السامية»، بهذه الكلمات عبّر العميد الركن مرعي عن أبعاد عيد الأب بالنسبة إلى «بَيْ الشهيد»، فهو من يغرس في نفوس أولاده حب الوطن والاستعداد للتضحية في سبيله، ما يجعله هو الآخر بطلًا بِصمْته وثباته، يستحق كل تقدير وإجلال. وأوضح أنّه من هذا المعنى العميق، وُلِد شعار الحفل لهذا العام: «نبع البطولة... بَيْ ».
وقد جُسّد هذا الشعار في فيلم قصير من تأليف الكاتبة كلوديا مارشيليان وإخراج كارولين ميلان، أنتجته مديرية التوجيه. أدّى الأدوار بإحساس عميق كلّ من الممثل عمار شلق، والممثلة جناح فاخوري، والوجهين الشابّين كلوي بويري وعاصم عريضي، وتولّى الموسيقى التصويرية العازف إتيان عطا الله.
لعب شلق دور أبٍ لشهيد يرفض بدايةً تطوّع ابنه الأصغر في المؤسسة العسكرية خوفًا من أن يفقده هو الآخر، لكنّه يخضع في النهاية لإصرار الإبن فيظهر في مشهدٍ مؤثر في احتفال تخريج دفعة جديدة من العسكريين، حاملًا أوسمة ابنه الشهيد. مشهدٌ هزّ مشاعر الحضور، وأبكاهم بصمت.
أجواء فنية مميّزة
قدّمت الحفل ملكة جمال لبنان السابقة رهف عبدالله، وتألّق الفنان جوزيف عطيه بصوته المفعم بالوطنية، فألهب الحضور بأدائه «لبنان رح يرجع» وغيرها من الأغاني القريبة إلى القلوب ما أشعل أجواء الحفل بالحماسة والدبكة والغناء. كذلك، قدّمت «فرقة طربوش» بقيادة الفنان عماد غاوي باقةً من الأغاني المميّزة.
وفي ختام الاحتفال، دُعي الحضور إلى مأدبة غداء أقيمت على شرفهم، وقُدمت لهم هدايا رمزية وتذكارية، تم بعدها قطع قالب حلوى احتفالًا بالمناسبة.
كذلك تخلّلت الحفل لفتة تكريم لمن أسهموا في إحياء المناسبة، إذ تسلّم كل منهم درعًا تذكارية وكتاب شكر باسم العماد قائد الجيش. فبالإضافة إلى الفنانين الذين سبقت الإشارة إليهم، شمل التكريم كلًا من الأب ميشال عبود رئيس مؤسسة كاريتاس لبنان، والسادة: زياد موسى، إيلي فرنسوا الحاج، سعد زيدان، حسين جدوع، نوفل إبراهيم، خليل موسى ووليد عوّاد.











