مؤتمر

نحو سياسة وطنية لمواجهة الكوارث
إعداد: باسكال معوض بو مارون

نظّمت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم «المؤتمر الوطني الأول لمواجهة الكوارث نحو سياسة وطنية وقائية متكاملة».
المؤتمر الذي عقد في مركز عدنان القصار للإقتصاد العربي واستمرت أعماله يومين، كان بالتعاون والتنسيق مع اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث وبمشاركة مجلس البحوث العلمية ووزارة الدفـاع ووزارة الداخلية والبلديات، ووزارات الدولة وإتحادات البلديات في لبنان.

 

حضور وكلمات
حضر المؤتمر رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أحمد ناصر، ورئيس اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث العميد الركن مارون خريش، وممثل قائد الجيش العميد الركن حسين الحجار. وحضر أيضاً ممثل وزير الداخلية والبلديات العقيد بيار سالم، وممثل وزير الصحة الدكتور بهيج عربيد، وممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي الرائد موسى كرنيب، الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير عبد الرحمن الصلح، وممثل مدير المغتربين هيثم جمعة، ورئيس مصلحة العلاقات العامة للشؤون الاغترابية أحمد عاصي، عضو المجلس العالمي للجامعة الثقافية ناصر الحكيم، والأمين العام المساعد الرديف للجامعة الثقافية جهاد الهاشم، ومنسق عام المؤتمر الدكتور رودولف القارح، وعدد من السفراء العرب والأجانب وممثلو دول البرتغال واسبانيا وفرنسا واليونان وتركيا وبلجيكا.
بعد النشيد الوطني، ألقى رئيس الجامعة أحمد ناصر كلمة استهلها بالقول: «إنها مناسبة لتأكيد الحضور الإغترابي من خلال مؤسسته الأم في قضايا الوطن الإقتصادية والاجتماعية».
وإعتبر أن الجامعة تحولت من خلال فروعها المنتشرة في دنيا الاغتراب الى مؤسسة تسعى الى خير اللبنانيين في لبنان وأينما وجدوا في العالم، وأشار إلى أن هدف المؤتمر مواجهة الكوارث الطبيعية ورصد هذه الظواهر ومقاربة إنعكاساتها مقاربة علمية، لنتمكّن لاحقاً من إعداد استراتيجية وطنية لكيفية التعامل معها وتفادي نتائجها السلبية.
فالآثار السلبية التي تتركها الكوارث تختلف بين دولة وأخرى، ليس بسبب قسوة الكوارث فحسب، وإنما لتباين أسلوب تعامل الحكومات معها، لذلك لا بد من تحديد الاطر القانونية والتنفيذية الواجب قيامها في لبنان للتعامل مع الملفات الأكثر سخونة: الاحتباس الحراري، النشاط الزلزالي، التدهور البيئي، سوء التخطيط المدني، ندرة المياه والتصحّر، يضاف إليها بطبيعة الحال، الكوارث غير الطبيعية والناتجة عن الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، وتحديداً المليون ونصف المليون قنبلة عنقودية التي ألقيت في أثناء عدوان تموز في مساحة لا تتجاوز الـ 37 كيلومتراً مربعاً، فضلاً عن مئات الآلاف من الألغام التي زرعت في عدة مناطق من الجنوب والبقاع الغربي.
بعدها تحدث الدكتور رودولف القارح عن الاسباب الموجبة لانعقاء المؤتمر، ومنها تعرّض لبنان لمخاطر من أنواع مختلفة تتراوح بين الخوف من زلازل خطيرة مروراً بالعمليات الحربية العدائية والقصف الأرضي أو الجوي أو البحري مع إنعكاس هذه الحالات على الصعيدين الرسمي والمجتمعي، وصولاً إلى الحرائق العرضية والإجرامية. يضاف إلى ذلك إمكان إنتشار التلوث والجراثيم بواسطة الحيوانات أو الحشرات المؤذية، إضافة إلى قضايا التلوث المزمنة.
وقال أنه على الرغم من وجود عدد من الطاقات البشرية والتقنية والنوايا الحسنة، لا يتوافر حتى الآن في لبنان إطار جامع موحد قادر على تأطير الفعاليات المؤهلة مبدئياً لمواجهة الطوارئ، وعلى إستيعاب ومواجهة المخاطر الفعلية والمحتملة، والتي تتطلّب مواجهة ذات طابع شامل ومتكامل.

 

أين الدراسات؟
العميد الركن مارون خريش ألقى كلمة استهلها متسائلاً:«هل يوجد في لبنان دراسات تحدد الاخطار الطبيعية التي تهدد اللبنانيين في أرواحهم وممتلكاتهم؟ وهل هناك نظام يجمع هذه الدراسات ويحللها ويحولها الى خطط وإجراءات يرعاها القانون، لتصبح واجبة التطبيق عند إقامة المشاريع الإنمائية والعمرانية والسياحية والبيئية وغيرها؟».
وأضاف: «إن مجالات العمل للحد من نتائج الكوارث الطبيعية متعددة ومتشعبة تمتد الى وزارات الدولة وإداراتها»... وأشار إلى اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث التي أنشئت بتاريخ 6/8/2008 على أثر سلسلة الهزات الأرضية التي وقعت في جنوب لبنان. وتضم هذه اللجنة مختلف الأجهزة العسكرية التابعة للجيش، بالإضافة الى الصليب الأحمر والدفاع المدني والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، ووزارات التربية والاشغال العامة والبيئة والإقتصاد والطاقة والمياه والشؤون الإجتماعية، ومجلس البحوث العلمية ومجلس الجنوب، والهيئة العليا للإغاثة.
وأوضح «أن اللجنة خطت خطوات واسعة في مجال إدارة الكوارث، إذ نظمت بالتعاون مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان تمريناً على إدارة كارثة ناجمة عن وقوع زلزال بقوة ست درجات على مقياس ريختر في منطقة الجنوب شاركت فيه مختلف القطاعات والوزارات، وجرى تقييم علمي وعملي لهذا التمرين واتفق على إقامة تمرين أوسع نطاقاً وإشراك إدارات الدولة ووزاراتها كافة، على غرار ما تقوم به الدول المعرّضة لأخطار الطبيعة والزلازل والفيضانات وإنزياحات الأرض، والتلوث البيئي والمائي والجوي والبحري وتلوث التربة.

 

محاور البرنامج
تمحور برنامج المؤتمر حول تشخيص الحالات الكارثية التي واجهها أو قد يواجهها لبنان (زلازل، حرائق، تلوث، أعمال حربية عدوة...) وتحديد الإمكانات المتوافرة في القطاعات المعنية كافة وتحديد المستلزمات المطلوبة على الصعيد التنظيمي، وتشخيص الأوضاع الراهنة وتحديد مكامن القوة والضعف في كل قطاع، وإعتماد المقاربة والمقارنة في حالات مماثلة في دول تعرّضت لأحداث نمطية شبيهة ولها تجربة في المجال المذكور.
شمل البرنامج خمسة محاور أساسية يعالج كل منها عدة مسائل وإشكاليات، فالأول يركز على التشخيص النمطي للكوارث التي تعرّض أو يمكن أن يتعرض لها لبنان من زاوية الإنسان والكوارث، أما المحور الثاني فيعالج طبيعة الأعمال الحربية، فيما الثالث يضيء على طبيعة العمل الإغاثي الفوري والمستديم مع التكامل بين المؤسسات الرسمية والمدنية، وقد عولجت هذه المحاور في اليوم الأول.
أما في اليوم الثاني، فقد تطرق المؤتمرون إلى مسألة الخصوصية ووحدة العمل في الجوار المتوسطي، ومحور إشكالية الدور والمنهج والممارسة العملانية للمؤسسات الرسمية وشروط التواصل معها.

تصوير: جو فرنسيس