تحت الضوء

نحو 1000 شهيد للصحافة في العقد الأخير
إعداد: تريز منصور

العراق الأكثر خطراً ومعظم الجرائم يبقى من دون عقاب

3 أيار اليوم العالمي لشهداء الصحافة.

6 أيار عيد شهداء الصحافة اللبنانية التي قدّمت بين 1915 و1919 إثني عشر شهيداً علّقوا على أعواد المشانق بأمر من

جمال باشا الجزار.

قافلة شهداء الصحافة اللبنانية ضمّت كثيرين بعد ذلك وكان آخرهم جبران تويني.

أمّا في العالم الذي تشتعل الصراعات في العديد من أنحائه، فأعداد الصحافيين الذين يسقطون ضحايا حرية الرأي، أو ضحايا الواجب،  فهي أيضاً الى تزايد، والمخيف أن القتلة غالباً ما يظلّون من دون عقاب.

 

استشهدوا من أجل الرسالة، وما أسماها، عندما تعمّدت بحبر دمائهم أو صور كاميراتهم.

شهداء الصحافة شموع ذابت لتنير طريق الحق والمعرفة، أو لتدافع عن موقف.

منذ القدم سقط العديد من الصحفيين شهداء في مناطق مختلفة من العالم، واليوم باتت أعداد الذين يستشهدون وسط نيران الحروب والصراعات أو حتى في أثناء تأدية مهامهم العادية، في ارتفاع مستمر.

حالياً يعتبر العراق البلد الأكثر خطراً على حياة الصحفيين، إذ شهد مصرع 187 صحفياً وعاملاً إعلامياً على الأقل، منذ إندلاع الحرب، وذلك حسب تقارير للفدرالية الدولية للصحفيين و«مراسلون بلا حدود» و«لجنة حماية الصحفيين».

وأوضحت الدراسة التي أعدّها المعهد الدولي لسلامة الإعلام - لندن (انترناشيونال نيوز سيفتي انستيتيوت) وتناولت الفترة الممتدة بين 1996 و2005، أن 657 صحافياً، أي أكثر من نصف العدد الإجمالي للصحافيين القتلى خلال الفترة المذكورة، قتلوا في زمن السلم، لدى أداء مهامهم في بلدانهم، وأن صحافياً واحداً فقط من أصل أربعة قتل عند تغطية حروب أو خلال وجوده في مناطق نزاعات.

أمّا الدول العشر الأكثر خطورة للصحفيين في السنوات العشر الماضية فكانت: العراق (138 قتيلاً)، روسيا (88)، كولومبيا (72)، الفيليبين (55)، الهند (45)، الجزائر (33)، الجمهوريات اليوغوسلافية السابقة (32)، المكسيك (31)، باكستان (39) والبرازيل (27).

ورأى ريتشارد سامبروك مدير الأخبار في هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي) أن هذا التقرير الذي أشرف على إعداده، أطلق الإنذار حول العنف الذي يستهدف الصحافة والصحافيين، لا سيما أن تسع جرائم من أصل عشر لم تتم ملاحقة منفذيها في العقد الماضي، الأمر الذي يشجّع القيام بأكثر.

وشهد العام 2005، رقماً قياسياً من القتلى الصحفيين بلغ 147 قتيلاً، أما العام 2006 فقد ارتفع العدد الى 176 قتيلاً.

والى جانب الصحافيين العراقيين، هناك آخرون قتلوا من خمس وثلاثين دولة (الجزائر، استراليا، الأرجنتين، فرنسا، ألمانيا، إيران، إيطاليا، اليابان، لبنان، فلسطين، بولندا، إسبانيا، أوكرانيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، أذربيجان، وبنغلاديش، هايتي، البرازيل، كولومبيا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، الإكوادور، نيبال، باكستان، أندونيسيا، ليبيا، المكسيك، سيراليون، الصومال، سريلانكا، الفيليبين، روسيا، صربيا، مونتينجرو وتايلاند).

والجدير بالذكر أن عدد القتلى الصحفيين يتباين بين المنظمات العاملة في مجال حماية حرية الصحافة، وذلك وفقاً لمعايير مختلفة.

عرف الصحافيون على مرّ الزمن، كل أنواع التعذيب من قمع وتهديد وخطف وقتل، ولكن لم ولن يثنيهم ذلك، عن متابعة الرسالة والمسيرة في حمل الشعلة، وتسليط الأضواء على كل ما يجري في العالم، لا سيما على الجوانب المظلمة في مجتمعاتهم.

ألف تحية إكبار لأرواحهم، وألف سلام على متابعي المسيرة. وأخيراً، لا يسعنا القول سوى «تعرفون الحق والحق يحرركم»!؟