الحكومة في الجنوب

ندعم الجيش… نثق ونفتخر به ونتطلع إلى استقرار طويل الأمد

مع انطلاق عملية تعزيز انتشار الجيش في الجنوب فور إعلان وقف إطلاق النار، اتخذت الحكومة خطوة استثنائية تأكيدًا لالتزامها تنفيذ القرار 1701 بكامل مندرجاته وإعادة الأمن والاستقرار إلى المناطق التي استهدفها العدوان الإسرائيلي. تمثلت هذه الخطوة بترؤس رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في حضور قائد الجيش العماد جوزاف عون جلسة للحكومة عُقدت في ثكنة بنوا بركات – صور، واعقبتها بعد نحو أسبوعين جولة لرئيس الحكومة مع عدد من الوزراء في منطقة مرجعيون، رغم مواصلة العدو الإسرائيلي تنفيذ عمليات عسكرية في عدة مناطق وانتهاكه اتفاق وقف إطلاق النار.

خلال الجلسة التي عُقدت في 7 كانون الأول الماضي، أبدى مجلس الوزراء ثقته المطلقة بالجيش والقوى الأمنية كافة ودعمه لها على مختلف المستويات، وعرض قائد الجيش إيجازًا عن خطة العمليات التي أعدتها القيادة والترتيبات الأمنية المتعلقة بتعزيز انتشاره في منطقة جنوب الليطاني، ووافقت الحكومة عليها.

بعدها تفقّد الرئيس ميقاتي يرافقه عدد من الوزراء والعماد عون مركزَي الشواكير والقليلة - صور التابعَين للجيش، والتقى العسكريين مشيدًا بتضحياتهم في ظل المرحلة الاستثنائية الراهنة. واستمع في مركز الشواكير إلى إيجاز من قائد فوج التدخل الثاني حول مهمات الفوج لتعزيز انتشار الوحدات العسكرية في الجنوب.

وتوجه الرئيس ميقاتي إلى العسكريين بالقول: «إنّ الجلسة اليوم في ثكنة بنوا بركات هدفها أن نقول لكم إننا ندعمكم وإلى جانبكم ومعكم ولدينا ثقة فيكم، فأنتم حماة الوطن ونحن نفتخر بكم.» وأضاف: «نحن في حاجة إلى الاستقرار في الجنوب، وعندما يستقر الجنوب يستقر البلد كله. أنتم في موقع متقدم ومهم، لكم منا كل الدعم والدعاء.»

كما التقى في مركز القليلة العناصر الذين أصيبوا جراء استهداف العدو الإسرائيلي للمركز بتاريخ 24/11/2024، واطّلع على أوضاعهم.

كذلك تفقّد الرئيس ميقاتي يرافقه وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية وقائد الجيش مركز قيادة لواء المشاة الخامس في البياضة - صور الذي كان قد استُهدِف من قبل العدو الإسرائيلي في أثناء عدوانه الأخير، واطّلع على إجراءات تعزيز الانتشار في قطاع المسؤولية. وأشاد الرئيس ميقاتي بأداء عناصر اللواء وتضحياتهم، لا سيما بعد وقوع 10 شهداء وإصابة 57 عسكريًّا.

 

أمامنا مهمات كثيرة والجيش لم يتقاعس يومًا

في 23 كانون الأول وبينما كان الجيش يتابع تنفيذ مهماته ويتسلّم عدة مراكز عسكرية كانت تشغلها تنظيمات فلسطينية، توجّه الرئيس ميقاتي مع عدد من الوزراء إلى مرجعيون حيث استقبله قائد الجيش العماد جوزاف عون في قيادة لواء المشاة السابع في ثكنة فرنسوا الحاج. وهناك تابع إيجازًا حول المهمات المنفَّذة ضمن قطاع المسؤولية لحفظ الأمن والاستقرار وبسط سلطة الدولة، والتقى الضباط مثنيًا على أدائهم في ظل الظروف الحالية المليئة بالصعوبات. ووجّه التحية لأرواح شهداء الجيش الذين ضحوا بأنفسهم دفاعًا عن الأرض، معرِبًا عن فخره بالمعنويات العالية للعسكريين.

وقال: «أمامنا مهمات كثيرة أبرزها انسحاب العدو الإسرائيلي من كل الأراضي التي توغل فيها خلال عدوانه الأخير، وعندها سيقوم الجيش بمهماته كاملة». وأضاف: «الجيش لم يتقاعس يومًا عن مهماته. نحن أمام امتحان صعب وسيثبت الجيش أنه قادر على القيام بكل المهمات المطلوبة منه، وأنا على ثقة كاملة بهذا الأمر. الجيش أثبت على الدوام أنه يمثل وحدة هذا الوطن ويقوم بواجباته، وجميع اللبنانيين إلى جانب الجيش ويدعمونه، فرغم ضآلة الإمكانات، بقي الجيش صامدًا في مراكزه وحافظ على المدنيين. سنكمل مهماتنا لأننا مؤمنون بما نقوم به».

 

قائد الجيش متفقدًا اللواء

وكان قائد الجيش قد اجتمع بضباط اللواء وعسكرييه وهنّأهم بمناسبة الأعياد المجيدة، واطّلع على مهماتهم وأوضاعهم العملانية. وقدّم تعازيه بشهداء الجيش خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، متمنيًّا الشفاء العاجل للجرحى، كما زود الضباط التوجيهات الضرورية خلال المرحلة الحالية وما يتخللها من مهمات دقيقة. وختم منوهًا بصمود العسكريين وانضباطهم وشجاعتهم في وجه العدوان الإسرائيلي.

في قيادة القطاع الشرقي

بعدها انتقل الرئيس ميقاتي والعماد عون إلى قيادة القطاع الشرقي التابع لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل في إبل السقي - مرجعيون حيث كان في استقبالهما قائد اليونيفيل Lieutenant General Aroldo Lazaro، وقائد القطاع الشرقي في اليونيفيل Brigadier General Fernando Ruiz.

ونوه الرئيس ميقاتي بدور اليونيفيل وتعاونها الوثيق مع الجيش، مشددًا على أنّ الأولوية هي تطبيق القرار الدولي 1701 كاملًا وانسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي التي توغل فيها ووقف الخروقات والتدمير الممنهج للقرى. وقال: «إننا نتطلع إلى استقرار طويل الأمد في الجنوب من خلال قيام الجيش بمهماته كاملة بالتعاون مع اليونيفيل».

من ناحية أخرى، لفت العماد عون إلى أن الجيش يقوم بمهماته بكامل طاقته تطبيقًا للقرار 1701 بالتعاون والتنسيق مع اليونيفيل، معتبرًا أنّ المطلوب بالدرجة الأولى هو التزام العدو الإسرائيلي اتفاق وقف إطلاق النار الذي يقع في صلب مهمات اللجنة الخماسية (Mechanism).

كما شرح قائد اليونيفيل المهمات التي تنفذها بالتنسيق مع الجيش، مشيرًا إلى استمرار اجتماعات اللجنة الخماسية لمراقبة وقف إطلاق النار (Mechanism) لتنفيذ المهمات المطلوبة منها.

 

إلى الخيام...

واستمع الحاضرون إلى إيجاز حول الوضع الميداني، وجرى خلاله التداول في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، والخطوات المرتقبة والمطلوبة في هذا الإطار، ثم انتقلوا إلى بلدة الخيام حيث تُواصل الوحدات العسكرية فتح الطرقات وإزالة الركام ومعالجة الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة، وعاينوا حجم الدمار الهائل في البلدة بفعل العدوان الإسرائيلي، وقال الرئيس ميقاتي: «نشعر بألم كبير لهذا الدمار الحاصل في الجنوب وهناك أمل بالجيش ومعنوياته. التدابير المتعلقة بالقرار 1701 ستأخذ مجراها الطبيعي وسينفذها الجيش بشكلٍ كامل بضمانة أميركية - فرنسية، وممنوع أن يكون هناك أي عائق أمام الجيش للقيام بواجباته. التأخير والمماطلة في تنفيذ القرار 1701 ليسا من جهة الجيش بل المعضلة هي في الجانب الإسرائيلي وهناك مماطلة من قبله ويجب أن نراجع أطراف اتفاق وقف إطلاق النار، وهم الفرنسيون والأميركيون، لوضع حد لتلك المماطلة الإسرائيلية والإسراع قدر الإمكان قبل انتهاء مهلة الـ 60 يومًا المنصوص عليها في الاتفاق».

وأضاف: «أُصرّ على حل كل الخلافات في ما يتعلق بالخط الأزرق لكي لا يكون هناك أيُّ مبرر لوجود احتلال إسرائيلي على أرضنا. الحكومة اللبنانية مسؤولة عن تنفيذ ما توصلنا إليه من إجراءات في ما يتعلق بالقوانين الدولية، كما أنها تلتزم قرارات مجلس الأمن الدولي كاملة».

 

استقبال في جديدة مرجعيون والقليعة

وأضاف: «الدمار في بلدة الخيام يؤلم القلب وحتمًا ستكون هناك خطة لإعادة الإعمار وندرس هذا الموضوع ضمن السرعة والشفافية الكاملة لتنفيذه. كذلك نسعى مع البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والدول العربية خصوصًا والدول الصديقة لإنشاء صندوق ائتمان يُشارك فيه الجميع من أجل القيام بإعادة إعمار كل ما تدمّر في الجنوب اللبناني».

في نهاية الجولة، أقيم استقبال للرئيس ميقاتي والعماد عون في بلدتَي جديدة مرجعيون والقليعة حيث توجّه الرئيس ميقاتي إلى الأهالي بالقول: «أنا سعيد لوجودي هنا بينكم في القليعة وجديدة مرجعيون في جنوب لبنان. إنّ صمودكم وتمسّككم بالأرض وثباتكم هو المطلوب وهو الذي يرفع رأسنا عاليًا، ويدفعنا أكثر فأكثر للعمل من أجل تعزيز الاستقرار ونهضة الوطن».