وجهة نظر

ندوة حول «أسس سياسة الدفاع اللبنانية» لرياض قهوجي
إعداد: ندين البلعة

عقدت مؤسستا «إينجما» و«دار النهار» ندوة لمناقشة كتاب الأستاذ رياض قهوجي بعنوان «أسس سياسة الدفاع اللبنانية»، وذلك ضمن فعاليات معرض الكتاب العربي الثالث والخمسين في البيال.
ترأس الندوة الوزير السابق يوسف تقلا، وأدارها مدير الدراسات في مؤسسة «إينجما» العميد المتقاعد ناجي ملاعب. مثّل قائد الجيش العماد جان قهوجي قائد منطقة بيروت العميد  الركن أحمد المقداد، وحضر رئيس أركان الجيش اللواء الركن شرقي المصري، بالإضافة الى ممثلين عن القوى الأمنية كافة وعدد من السفراء والملحقين الأمنيين وممثلي الدول.

 

المقومات موجودة
افتتح الندوة، مدير عام مؤسسة «إينجما» الأستاذ رياض قهوجي متمنياً أن يشكّل الكتاب مادة للنقاش. ثم توجّه الى المشكّكين بقدرة لبنان على بناء جيش وطني فعّال قائلاً: «إن هذه الدراسة هدفها إثبات العكس من خلال تبيان المقومات التي يحتاجها الوطن لتكوين جيش وقوى أمنية قادرة على صون حريته وسيادته، وأول هذه المقومات وجود إرادة سياسية داخلية تسبق تلك الخارجية».
 

المداخلات
الوزير السابق يوسف تقلا ركّز في مداخلته على الجزء الثالث من الكتاب الذي يدور حول استراتيجية لبنان الدفاعية في ظل التطورات الداخلية والتذبذبات الإقليمية والدولية، وقد تناول تباعاً:
- العقيدة العسكرية.
- سياسة التسلح ومصادر التمويل.
- سياسة التسلح وخصوصيات لبنان.
- برنامج التدريب والتفوق النوعي.
- المؤسسات الأمنية والعسكرية والتحديات.
- المؤسسات العسكرية والأمنية ودور المقاومة.
وخلص تقلا الى أن «لبنان دولة لها أهميتها ودورها على المستويين الإقليمي والدولي، كما أن لها خصوصيتها من عدة نواحٍ، ما يحتّم على قياداتها جميعاً العمل المشترك ضمن نظام ديمقراطي حرّ يحكمه حد أدنى من الوفاق الداخلي لتوفير السلم الأهلي...».
 

استراتيجية جديدة
من ناحيته، بدأ الدكتور أنطوان حداد (خبير في الشؤون الاستراتيجية) مداخلته بثلاث ملاحظات تمهيدية حول الاستراتيجية الدفاعية ومعناها: فهي تعني البحث عن كيفية التصدي لمجمل الأخطار الخارجية المحدقة بالبلد ومصالحه الوطنية ومواطنيه. ويجب أن تكون منسجمة مع دستوره ومواثيقه وقوانينه والتزاماته الدولية. كما أنها جزء لا يتجزأ من استراتيجيته العامة المتعلقة بسياسته الخارجية.
وطرح إشكالية الاستراتيجية الدفاعية السائدة في لبنان منذ العام 1990 معتبراً أنه من الضروري «الانتقال الى أخرى جديدة ملائمة لتحديات المرحلة... وتحدث عن استراتيجية توافقية تتلاءم مع مستلزمات نهوض الدولة ومؤسساتها وفي مقدمها مؤسسة الجيش».

 

نحو رؤية أوضح
الصحافي في جريدة «السفير» والمحلل السياسي نصري الصايغ انتقد «مجتمع اللادولة الذي نعيش فيه، والتعدّد الذي أدى بنا الى التبدّد لا التوحّد»، منبهاً الى «صعوبة إرساء سياسة دفاعية في بلد لديه مثل هذه البنية، على الرغم من أنه في أشد الحاجة اليها».
ولفت الى أن «بناء القدرة على حماية الحدود في دولة قوية وقادرة هو دور السياسيين لا العسكريين».

 

تعزيز قوة لبنان
من جهته عرض العميد الركن المتقاعد سمير الخادم (رئيس المؤسسة العربية للدراسات ما بين الشرق والغرب) النتائج والتوصيات التي خلص اليها الكتاب. فأورد عناصر القوة الحالية في لبنان، وتطرّق الى العقيدة العسكرية وسياسة التسلّح ومصادر الأموال واقترح القيام بخطوات من شأنها تعزيز قوة لبنان ومنها، بناء مصانع ذخيرة للأسلحة الخفيفة والمتوسطة، إقامة حوض جاف لبناء السفن الحربية والمدنية وإصلاحها، يستفيد منه لبنان والدول المجاورة، وبناء مشغل لصيانة الآليات الكبيرة يؤمن حاجات الجيش ويوفر خدمات للقطاع المدني في لبنان والمنطقة».
كما طالب العميد الركن الخادم بإنشاء هيئة لإدارة الأزمات وإنشاء مديرية مخابرات مركزية، بالاضافة الى تطوير عمل مجلس الدفاع الأعلى عبر إنشاء مؤسسة أبحاث تسانده.
كلمة الصحافي في جريدة «المستقبل» والمحلل السياسي نصير الأسعد، ألقاها العميد المتقاعد ناجي ملاعب، واعتبرت أن المرجعيات الشرعية لأي استراتيجية هي ميثاق العيش المشترك، والدستور والمؤسسات، والقرارات الدولية والاستراتيجية العربية المشتركة.


 

مضمون الكتاب
يتضمّن كتاب «أسس سياسة الدفاع اللبنانية» خلاصة وتوصيات مؤتمر «لبنان الحاضر والانتقال الى المستقبل: استراتيجية الدفاع اللبنانية 2008» الذي عُقد بين 14 و15 تشرين الثاني 2008، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ومشاركة ممثلين عن أطراف طاولة الحوار اللبنانية كافة، بالاضافة الى أكاديميين وعسكريين.
أعدّت الكتاب مؤسسة «إينجما» وقام بتنظيمه وتحرير مواده الأستاذ رياض قهوجي.