ثقافة وفنون

ندوة حول “أيام الزهر” للدكتور أنيس مسلّم
إعداد: جان دارك ابي ياغي

عقدت “ندوة الإبداع” ندوة حول كتاب “أيام الزهر” للدكتور أنيس مسلّم, في مركز توفيق طبارة - الصنائع, شارك فيها رئيس مجلس شورى الدولة القاضي غالب غانم, المدير العام لإدارة المناقصات الدكتور دياب يونس والدكتور محمد علي موسى, وأدارت الندوة رئيسة اللجنة المنظمة الدكتورة سلوى الخليل الأمين. حضر الندوة النائب مروان فارس, العقيد علي دقدوقي ممثلاً قائد الجيش العماد ميشال سليمان, المقدم محمد المكحل ممثلاً المدير العام لأمن الدولة, وحشد من الهيئات النقابية والفكرية والتربوية والثقافية والإعلامية.

بعد النشيد الوطني إفتتاحاً, تحدثت رئيسة ندوة الإبداع الدكتورة سلوى الخليل الأمين فقالت: “أيام الزهر وجدانيات للدكتور أنيس مسلّم, عجنها بخميرة العافية وعايشها في كينونة زمانه المتواصل مع بكارات الوجود, خطوطها لوحات متوجة بالصدق والوفاء لعرائس الحب, التي إن دلفت في تفاصيلها, فاجأتك الدهشة الولهى برحيق البنفسج, تتنفسه مضامين عشق لحياة, لمعت في طياتها شحنات متدفقة من الذات الإنسانية, تدخلك في عالمها المسحور, لتمسك جماليات النصوص, تعبّ منها ولا ترتوي”.

بدوره الدكتور دياب يونس قال: “للنهار أزهار, ولليل أزهار, وأزهار أنيس مسلّم شميم عرارها يفوح في الليل وفي النهار, في مقتبل العمر وفي الأصيل, لهُنّ أوائل وليس لهنّ أواخر”.

وأضاف: “ولئن جعل المؤلف كتابه مقدمة في خمس وثلاثين صفحة, وأناشيد بلغت سبعة وأربعين, فنحن ألفينا فيه معزوفة غرامية راقية, وإيقاعات وجدانية تسبغ ملامح الفرح البريء على الحزن المسائي الرزين, ورأينا في صاحبه وصاحبنا أنيس مسلّم عاشق امرأة, وعاشق وطن, وعاشق طبيعة”.

وتحدث القاضي الدكتور غالب غانم فقال: “ما أجمل أن يسمي أديب كتابه “أيام الزهر”. لا بل ما أجمل أن يحمل الكتاب ضمّة فوق ضمة من مغازل الكلمات الزحلية, ودفقة إثر دفقة من شهقات الماءالبردونية. فالمدينة ونهرها باتا من رموز الجمال, وإذا أُعوِزنا الى المزيد, فلنا رموز جمال أخرى من كرامات أبناء هاتيك الديار, ومن كروم كتبهم...”.
ثم كانت كلمة الدكتور محمد علي موسى الذي قال: يتنافسان جودة وإتقاناً. فالمقدمة بحث تنظيري طويل, مجاله العقل, بتعقيداته الفكرية, والكتاب نشيد وجداني, مجاله القلب, بدفق عاطفته وشفافيته وإغراقه في الحنين وفي الذوبان شوقاً, وهجراً, وانسجاماً, وغراماً...

وختم قائلاً: “عندما أنجزت قراءة الكتاب شعرت بفرح كثير وباكتئاب غير قليل. أما فرحي فيرجع الى أننا ما نزال نعثر على كتّاب باللغة العربية يُعلون شأنها, ويعبّرون عن روعتها خير تعبير, وأما اكتئابي فلأن نفسي ساءلت الصديق المؤلف, كما تسائلني دائماً عندما أكتب: لمن تكتب؟ ولأي قارئ أنت وأمثالك تجهدون في كتابة كهذه؟ ومن يقرأ؟ ومن يقدّر؟ ومن يأنس بهذه اللغة الشفيفة الموحية الرائعة؟...”.

تخلل الندوة قراءات من الكتاب بصوت الفنان رفعت طربيه والإعلامية آنا عبد المسيح, رافقهما عزفاً على الناي الفنان عماد عراوي. كذلك أنشدت الفنانة غادة شبير قراءات من الكتاب.

ختاماً, كانت كلمة المحتفى به الدكتور أنيس مسلّم الذي قال: “هل سمعتم بزمن الأبدية؟ أنا أيها السيدات والسادة عشته لتويّ! فالذي عاينته وأصغيت إليه أذاقني نعيم الفردوس السبعيني, وجدّدت أشعة ضيائه أنسجتي وأعادت تأهيلي للأدب, بل للحياة”. وشكر الدكتور مسلّم كل من أسهم وساعد في إنجاح الندوة.