أخبار ونشاطات

ندوة في كلية القيادة والأركان حول مقاربات جديدة للإستراتيجية العسكرية الأميركية في المنطقة
إعداد: نينا عقل خليل

عقدت في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان ندوة بعنوان «المقاربات الجديدة للإستراتيجية العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط» شارك فيها الدكتور جون بالارد عميد الشؤون الأكاديمية والأستاذ المحاضر في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا «NESA» للدراسات الإستراتيجية (التابع لجامعة الدفاع الوطني في واشنطن)، والباحث والمحاضر في المركز نفسه الدكتور سامي حجار، وذلك بحضور قائد الكلية العميد الركن علي الحاج سليمان ممثلاًَ قائد الجيش العماد جان قهوجي، وضباط ملاك الكلية، وضباط من أجهزة القيادة والقطع والوحدات وضباط دورة الأركان.
بعد كلمة ترحيبية من قائد الكلية، تحدث الدكتور بالارد حول أهمية الموضوع كونه يتيح التعرّف إلى بعض أطر الإستراتيجية العسكرية الأميركية في المنطقة بناءً على الدروس والعبر المكتسبة، وأضاف قائلاً: «إن هذه المرحلة هي أهم مرحلة تغيير في الجيش الأميركي منذ 50 عاماً، واستعرض لمحة تاريخية للحروب التي خاضتها الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، والمقاربات التقليدية التي اعتمدتها والتي لم تجعلها تكسب هذه الحروب، واعتبر أن أحداث 11 أيلول والحروب الأخيرة في أفغانستان والعراق فرضت تغييرات كبيرة أهمها: التركيز على الأمن الداخلي، دمج عمل مختلف وكالات وأجهزة الدولة، الحاجة إلى العمل مع الحلفاء والأصدقاء، مواجهة التحديات الثقافية، والقدرة على التكيّف والتعامل مع مختلف الظروف «كشن حرب تقليدية في الصباح، وتنفيذ أعمال إنمائية في النهار وخوض حرب غير متماثلة في المساء». كذلك أضاف أنه: «في عصر العولمة والتكنولوجيا، على الولايات المتحدة أن تحافظ على تدخلها في الخارج كي تبقى آمنة في الداخل، وتوقّع أن تكون الإستراتيجية العسكرية الجديدة قائمة على: الحماية - المثابرة - الشراكة، بينما كانت في السابق قائمة على:  الحماية - المنع - التفوّق».
وبدوره، تحدّث الدكتور سامي حجار عن مفهومين جديدين: الاتصال الإستراتيجي وبناء الأمة أو الدولة. و«يهدف المفهوم الأول إلى كسب تأييد ودعم جهة أو فئة معينة ويختلف بذلك عن الإعلام. وأضاف أن أميركا خسرت الحرب في كوريا، الفيتنام، لبنان، والصومال بالرغم من تفوّقها والموارد الضخمة التي تملكها كونها اعتمدت مقاربات تقليدية لمواجهة أساليب غير تقليدية أو غير متماثلة. ثم أتت أحداث 11 أيلول وما أعقبها من حرب على القاعدة والإرهاب لتؤكد ضرورة اعتماد أسلوب جديد لمواجهة الحروب العقائدية. من هنا يتوجّه الإتصال الإستراتيجي الى مركز الثقل للمتطرفين العقائديين أي التأييد الشعبي، في محاولة لكسب عقول الفئة المستهدفة وقلوبها كي لا تنحرّ لدعم التطرف والإرهاب. وهنا تساءل: كيف يمكن كسب عقول من تحطمت قلوبهم؟ أو قلوب من أُهينت واحتُقرت عقولهم؟. أما المفهوم الثاني (بناء الدولة) فيهدف إلى منع انهيار الدولة المعنية وتحوّلها إلى أرض خصبة لعمل المتطرفين والإرهابيين وذلك من خلال العمل مع الحلفاء والشركاء لكسب السكان وتقديم المساعدة لهم وبناء الدولة ومؤسساتها. وأضاف بأن إدارة الرئيس أوباما مهتمة كثيراً بسياسة التعاون مع الحلفاء لحلّ المشاكل وهذا يحتاج إلى «الاتصال الإستراتيجي».