مواهب

نديم غريب: كتبي الصغيرة كبرت معي
إعداد: باسكال معوض بو مارون

عمره 15 عاماً و«مملكة الشيطان» روايته الأولى

 

كتب روايته الأولى في عمر الثانية عشرة، أبطالها شبان يافعون وشياطين قاتلة في عالم من السحر والشعوذة: نديم غريب إبن الخامسة عشرة رأى روايته تتحوّل كتاباً مطبوعاً مع حفل توقيع رسمي أعطاه زخماً كبيراً، فبدأ بروايته الثانية متسلّحاً بتشجيع والده العميد فادي غريب إبن المؤسسة العسكرية وعائلته. وبهدوء وخفر يناقض أجواء أبناء جيله اليوم، يحدثنا الكاتب عن روايته وشغفه بالكتابة والقراءة.

 

كتبي الصغيرة كبرت معي
يستهل نديم غريب حديثه بالقول: منذ كنا أطفالاً إخوتي وأنا، دأبت أمي على القراءة لنا قبل النوم، كما شجّعتنا على قراءة الكتب بشكل دائم، وهذا ما فعلته بعد أن شعرت بميل كبير نحو المطالعة، فأخذت أقرأ بنهم كتبي الصغيرة التي كبرت معي والتي من خلالها استهوتني الكتابة، ووجدت راحتي فيها فأضحت متنفساً لما يختلج به صدري من مشاعر، ولما تنبض به مخيلتي الخصبة.
وجدت لذة كبيرة في قراءة قصص الخيال العلمي التي راحت تدور في رأسي فاستحوذت على جزء كبير منه، فكتبت في العاشرة من عمري قصصاً صغيرة.
حالياً أطالع بشكل دائم هذا النوع من القصص إضافة الى الروايات الفلسفية خصوصاً لكتّابي المفضّلين بيار بوتيرو (Pierre Bottero) وباولو كويلو (Paolo Coelho) اللذين أبدعا في هذين المجالين.

 

من الهواية الى الرواية
• القراءة كانت هوايتك الأولى، فكيف تطورت الى الكتابة وصولاً الى إصدار رواية؟
- في عمر الثانية عشرة بدأت بكتابة قصة صغيرة ثم توقفت، وبعد فترة استرجعت ما كتبته، ورحت أتوسّع بالقصة في فترة الصيف حيث قضيت 4 أشهر كاملة لأنهي كتابة روايتي الطويلة الأولى. لم أخبر أحداً عن مشروعي الروائي الى أن انتهيت منه تماماً.
وعندما اطّلع أهلي على الرواية فرحوا كثيراً ومن ثم عرضها والدي على دار للنشر وافقت على تبنّيها، وقام شقيقي ماهر بتصميم صورة الغلاف التي عبّرت تماماً عن روحية الكتاب. ماهر ما يزال تلميذاً في المدرسة لكنه موهوب جداً في هذا المجال.
وهكذا صدرت أول رواية لي عن دار درغام وفي آذار الماضي جرت حفلة توقيع كتابي في إطار معرض الكتاب في انطلياس، ولقد لاقى استحسان الجميع وتشجيعهم بشكل لم أتوقعه.

 

المطالعة ثم المطالعة
•هل تبرز موهبة الكتابة لديك في المدرسة، وما هو المجال الذي تنوي التخصص فيه مستقبلاً؟

- في المدرسة أحصل على أعلى علامات في الإنشاء باللغة الفرنسية فتوزّع ورقتي على التلاميذ في الصفوف الأخرى، حتى أن العلامة التي نلتها في أحد الأيام أثارت جدلاً بين الأساتذة لأنها بالعادة لا تُعطى لأي تلميذ في هذه المادة.
وقد قررت أن أتخصّص في الأدب الفرنسي الذي أعتبره ينبوعاً لا ينضب يوسع آفاقي ويغني ثقافتي وموهبتي الكتابية.
• تفوقت على زملائك في عالم الكتابة فأي نصيحة لهم وللشباب عموماً؟
- إن جيل اليوم بعيد جداً عن عالم المطالعة والكتب لأن الأنترنت أصبح هاجسهم بشكل كبير، لكنني كفرد من هذا الجيل الطالع أنصح أقراني بالتوجّه الى الكتب والتفاعل معها بواسطة حاسة اللمس والنظر والإستماع الى حفيف أوراقها، لأن الكتاب موجود دائماً لخدمتنا في أية ساعة وأي وقت كان وهو تعبير عن ذاتنا وأفكارنا.

 

رسالة أمل
• في معظم الأحيان يحمل الكاتب رسالة يريد إيصالها من خلال روايته، فهل في كتابك رسالة ما؟

- أحمل في داخلي مشاعر كثيرة أود إيصالها من خلال كتاباتي، كما أن الرواية تحمل في طياتها رسائل أمل بغد مشرق، وعدم الإستسلام في أي حال من الأحوال، لأنه مهما اشتدت الصعاب وتأزمت الأوضاع لا بد أن تنفرج الأمور وتأتي أيام أفضل تحمل معها الإنفراجات؛ المهم هو المثابرة والتمسّك بالأمل دوماً.
وقال غريب:
هذا الشعور يخالج المرء بشكل لا إرادي عندما ينتهي من قراءة هذه الرواية، فيستريح بعد طول معاناة مع الأبطال ويشعر بأهمية الحفاظ على الأمل والتسلّح بالصبر والنضال حتى النهاية.
ويختم الكاتب الشاب حديثه بالقول: «أنا اليوم أحضّر لرواية جديدة أتوقع أن يكون مستواها أفضل من الأولى، لأن ثقافتي توسّعت وخبرتي تبلورت وأصبحت أكبر سناً وأعمق تجربة».

 

أحداث ومغامرات
يقع الكتاب الصادر عن دار درغام (باللغة الفرنسية) في 240 صفحة من القطع الوسط، وتدور أحداثه حول شاب صغير (كيليان Kilian) قُتل أهله على يد شيطان، فقرر مع عدد من أصدقائه البحث عنه ومحاربته.
وللقيام بذلك وجب عليه جمع سبع ماسات ووضعها في نافورة النار لسجن الشيطان الى الأبد.
تتخلل رحلة البحث أحداث ومغامرات كثيرة يخوضها بطل الرواية وأصدقاؤه، يرويها الكاتب الشاب بأسلوب ممتع جداً حتى لتخال نفسك تعيش مع شخصيات الرواية في كل ما يواجهونه ويعيشونه.