سلامتكم تهمّنا

نريدكم أن تبقوا معنا!
إعداد: إلهام نصر تابت

عندما يخرج أي إنسان من بيته، أو مركز عمله، يكون على الباب، أو النافذة، أو حتى في السرير، من يدعي له بالعودة سالمًا.
الأم تدعي لأولادها وتنتظر عودتهم، والأولاد ينتظرون عودة أبيهم وإخوتهم، والزوجة والزوج والرفاق... لكن في الواقع هناك يوميًا من لا يعودون.
ليس لأنّ الموت غدر بهم، ولا لأنّهم استشهدوا في أثناء أداء واجب، ولا لأنّهم لا يرغبون في العودة... بل لأن حوادث سير حصلت لسبب أو لآخر، وكتبت تلك النهاية لحياة كان ينبغي أن تستمر.
السرعة، الإهمال، ارتكاب المخالفات، أحوال الطرق، أحوال الطقس... أسباب كثيرة، لكن النتيجة واحدة: خسارة أحباء كنّا نريدهم أن يظلّوا معنا.
أهلنــا، أخوتنــا، أولادنــا، رفاقنــا، نريدكــم أن تظلّــوا معنــا، نريدكــم أن تعودوا سالمين، تذكّــروا دائمًــا أنّكــم يجــب أن تعودوا، وألّا تكونوا مجرّد صيد رخيص على الطرقـات.
تفقّدوا سياراتكم الخاصة وآلياتكم العسكرية باستمرار. حاذروا السرعة. تنبّهوا لأحوال الطريق... تجنّبوا إيذاء أنفسكم وإيذاء الآخرين، فخطأ بسيط قد يغيّر حياة عائلة أو أكثر، ولحظة تهوّر قد تنتج مأساة.
حوادث السير قد تحصل مع أيّ كان، لكنّ العسكري ليس مجرد مواطن عادي. إنه مواطن يحمل دمه على كفه من أجل حماية وطنه ومواطنيه. فهل يصحّ أن يهدر حياته أو حياة آخرين في لحظة طيش أو إهمال؟
خلال العام المنصرم (2016)، أحصت الشرطة العسكرية وشرطة المناطق 443 حادث سير (حوادث العسكريين)، وقد نجم عنها وفاة عدد لا يستهان به. ففي الشهرين الأخيرين من السنة فقط (تشرين الثاني وكانون الأول)، بلغ عدد الوفيات 12، أما عدد الإصابات فقد بلغ 110، وذلك نتيجة 144 حادثًا.
ربما لم يكن من المعقول تدارك جميع هذه الحوادث، لكن الأكيد أنه كان ممكنًا تلافي معظمها، أو على الأقل الحدّ من خسائره.
قودوا بتأنٍّ ووعي، واحذروا المخاطرة المجانية. نريدكم أن تبقوا معنا.