تحية لها

نساء السلام: الواجبات نفسها والحقوق نفسها

ضمن قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان مئات من النساء اللواتي تركن بلادهنّ ليشاركن في عملية حفظ السلام في جنوب لبنان، وهي عملية تتجاوز البعدين العسكري والأمني لتشمل مهمات على صلة مباشرة بتحسين ظروف معيشة السكان وتمكين المرأة بما أسهم في جعلها شريكًا أساسيًا في تنمية مجتمعها.
عن «نساء السلام» ومهماتهنّ والقطاعات التي يعملن فيها تتحدث الرائد هيلدا مايندرتسما (المستشارة في القضايا الجندرية ضمن اليونيفيل)، إلى «الجيش».

 

بداية تشير إلى عدد الجنود الإناث في اليونيفيل وكيف يتوزعون نسبة إلى جنسياتهم، فتقول: «لغاية ٢٩ شباط 2020 كانت قوات اليونيفيل تضم 575 امرأة يعملن في مجال حفظ السلام برًا (جنوب لبنان) وبحرًا (المياه الإقليمية اللبنانية)، وهناك 26 امرأة يعملن ضمن عديد القوة البحرية التابعة لليونيفيل ويمضين معظم أوقاتهنّ في البحر. تتوزع الجنود الإناث ضمن اليونيفيل على منطقة عملياتها في جنوب لبنان التي تبلغ مساحتها 1060 كيلومترًا مربعًا. الجنود الإناث يعملن ضمن مقر القيادة في الناقورة إضافة إلى مقرات قيادات القطاعات ومواقع اليونيفيل. غانا هي البلد الأكثر مساهمة لجهة عدد جنودها الإناث في قوة اليونيفيل وهو يبلغ 118 امرأة، تليها إندونيسيا مع 67 امرأة ومن ثم فرنسا مع 63 امرأة».
وتؤكد الرائد مايندرتسما أنّ «جميع النساء العاملات ضمن اليونيفيل يحصلن على الفرص نفسها ويتمتّعن بالحقوق نفسها على غرار الجنود الذكور». وفي ما يتعلق بالمجالات التي تخدم فيها النساء ضمن اليونيفيل تقول: «ما من مجال محدد لعمل الجنود الإناث. الجنود الإناث يخدمن في المواقع كلها ضمن اليونيفيل. لدينا نساء يشاركن في مسيرات مع أبناء المجتمعات التي تنتشر مواقعنا فيها كما يشاركن في الدوريات الراجلة والدوريات المؤللة، إضافة إلى مشاريع التعاون العسكري المدني CIMIC وتقديم المساعدة الطبية للمجتمعات التي تحتضننا. لدينا أيضًا رتباء إناث يخدمن في مقر قيادة اليونيفيل ومقرات القطاعات. كذلك، لدينا جنود إناث يعملن كطبيبات وغيرهن من العاملات في تقديم الرعاية الصحية وهنّ يعملن في عدة مستشفيات تديرها اليونيفيل في جنوب لبنان. الجنود الإناث يشاركن أيضًا في الأعمال اللوجستية وفي الشرطة العسكرية الخاصة باليونيفيل. وتجدر الإشارة إلى أنّ اليونيفيل شكّلت فرقــة مؤلفــة من الجنــود الإنــاث بالــزي العسكري والزي المدني اللواتي يعملن ضمن مشاريع التعــاون المدنــي العسكــري في منطقــة العمليــات.
هذه الفرقة التي تأسست في آب 2016 والتي تحمل اسم فرقة الجنود الإناث للتقييم والتحليل أو FAST تضمن تأمين عنصر نسائي حين يكون على الألوية المشاركة ضمن اليونيفيل التفاعل مع نساء من المجتمعات المضيفة. كل عنصر من هذه الفرقة تلقت تدريبات خاصة وهي مستعدة لتلبية أي نداء للمشاركة في أي عملية عندما تدعو الحاجة وبخاصة حين لا يتوافر عنصر نسائي في اللواء المشارك في مهمة ما».
إسهام أنشطة اليونيفيل في تمكين النساء في جنوب لبنان، موضوع تتوقف عنده الرائد مايندرتسما فتوضح: «اليونيفيل هي في الأساس قوة حفظ سلام مهمتها واضحة جدًا. وفي حين أنّ كل أنشطة المهمة تركّز على أداء مهمتها الأساسية كما ينص قرار مجلس الأمن 1701 إلا أنّ جنود حفظ السلام ضمن اليونيفيل ينفّذون باستمرار العديد من المهمات التي تقع ضمن إطار التعاون المدني العسكري دعمًا للمجتمعات المضيفة وبناءً على طلب هذه المجتمعات. وقد أسهمت أنشطة التعاون هذه بالإضافة إلى الأنشطة العملانية في الحفاظ على الهدوء في منطقة العمليات طوال 13 سنة. تمّ تنظيم بعض تلك الأنشطة من أجل تمكين النساء في جنوب لبنان. أحد الأمثلة على ذلك دعم التعاونيات التي تتسلّمها نساء في المناطق النائية، ودعم الجمعيات عبر استضافة معارض حيث يمكن للنساء عرض منتجاتهن في قواعد اليونيفيل.
إضافة إلى ما سبق فقد نفّذت اليونيفيل العديد من المشاريع التنموية ذات الأثر السريع بهدف تحسين الأوضاع الاقتصادية للنساء. بعض هذه المشاريع يهدف إلى تعليم المهارات التي تحتاج إليها النساء لتأمين مورد رزق. على سبيل المثال دورات تعليم الطهو ودورات اللغات وندوات حول مهارات الاتصالات، إلخ...».
وفي ختام حديثها قالت: «إنّ الجنود الإناث في قوات الونيفيل يشكّلن مثالًا يحتذى به بالنسبة إلى المجتمعات المحلية. هنّ يظهرن للمجتمع أنّ المرأة قادرة على أداء دورها ضمن قوة عسكرية وهو دور كان تقليـديًا للرجـال».