يدًا بيد

نشاطاته تخطت المساعدات إلى خلق فرص عمل
إعداد: جان دارك أبي ياغي


CIMIC يتحضّر لنقل خبراته إلى الجيوش العربية

يتابع قسم التعاون العسكري - المدني في الجيش (CIMIC) تنفيذ بنود الخطة الخمسية وفق الإستراتيجية التي وضعت عند التأسيس والتي تتضمن مشاريع في كل المناطق اللبنانية. جديد القسم في هذا المجال في هذه المقابلة مع رئيس القسم العقيد يوسف مشرف الذي تحدّث عن أربعة مشاريع توزعت بين المساعدات الإنسانية والطبية والبيئية مع مراعاة التوزيع الجغرافي والطائفي لها.

 

حفل برنامج قسم التعاون العسكري - المدني أواخر العام الماضي وبداية العام الحالي بسلسلة مشاريع كان أولها في أواخر شهر كانون الأول المنصرم (على مدى ثلاثة أيام)، حيث تمّ توزيع معدات طبية (أسرّة، ميزان حرارة للصغار والكبار، آلات لقياس الضغط، آلات لفحص القلب...) شملت 17 مركزًا تابعًا لوزارة الشؤون الإجتماعية في كل المناطق اللبنانية (حلبا، البيرة، الهرمل، شمسطار، بيروت، وغيرها...)، بالتساوي بين كل الطوائف. وذلك بالتعاون مع وحدة التعاون العسكري- المدني في السفارة الأميركية. وقد بلغت كلفة هذا المشروع حوالى مئة ألف دولار أميركي، بمعدل ستة آلاف دولار أميركي لكل مركز. جاءت هذه المساعدة بعد زيارات ميدانية متكررة لهذه المراكز من قبل ضباط ورتباء في طبابات المناطق لتخمين احتياجاتها، وبناء عليه تمّ تحديد الأولوية.  
المشروع الثاني في أجندة القسم كان أيضًا بالتعاون مع وحدة التعاون العسكري-المدني في السفارة الأميركية، إذ قامت وحدات من الجيش اعتبارًا من 27\1\2014 ولغاية 31 منه، بتوزيع معاطف شتوية على تلامذة المدارس الرسمية في ثمان مناطق لبنانية، حصلت كل منها على 3500 معطف. وقد بلغ مجموع المستفيدين من هذه الحملة نحو 21 ألف طالب. أما كلفة المشروع الإجمالية فبلغت حوالى 400 ألف دولار أميركي. اختيار المدارس يتم بالتنسيق مع قطع الجيش المنتشرة في مناطق تواجدها لاختيار المدارس الأكثر عوزًا.
وفي إطار مبادراته تجاه المجتمع المدني، أطلق الـCIMIC المشروع الثالث. حملة تحريج في منتصف شهر شباط الفائت في 10 مناطق لبنانية شملت كل المحافظات حيث تمّ غرس 20 ألف نصبة حصة كل منطقة منها 2000، من الأشجار الحرجية (سنديان، بلوط، أرز، صنوبر بري وجوي)، هبة من «مشروع التحريج في لبنان» (LRI) وبتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية (USAID). المشروع تمّ بالتنسيق مع وزارة الزراعة والبلديات المعنية باستدامة المشروع وحمايته، وبمواكبة من الهيئات المدنية في تلك المناطق.
المشروع الرابع، تجهيز أربعة مستوصفات طبية تابعة لوزارتي الشؤون الإجتماعية والصحة في منطقة بيروت (الطريق الجديدة، المزرعة ومحيطهما) بلغت قيمته 120 ألف دولار هبة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP). جاءت المعدات الطبية بناء على اقتراحات رؤساء هذه المراكز مع تحديد الأولويات، فإلى المعدات الطبية زوّد أحد المراكز بعشرة أجهزة كومبيوتر لإقامة دورات تعليم للراغبين، كما تمّ تزويد مركز آخر معدات خاصة لتصليح الأجهزة الخلوية، مما خلق فرص عمل للمواطنين القاطنين في المنطقة.
إلى هذه المشاريع، ألقى رئيس القسم العقيد مشرف محاضرتين في مجال التعاون العسكري - المدني، واحدة في ثكنة صور حضرها عدد من ضباط اليونيفيل والجيش، والثانية أمام تلامذة السنة الثالثة في الحربية، تناول فيهما عمل القسم وأهدافه.
في الختام، أشار العقيد مشرف وبثقة تامة، إلى أن القسم وبعد فترة لا تتعدّى الخمس سنوات سيصبح جاهزًا لإنشاء مركز إقليمي للتعاون العسكري- المدني (REGIONAL CENTER) لتدريب وتعليم الجيوش العربية في هذا المجال من خلال تنظيم دورات لهذه الغاية. وكشف عن نية القسم في إقامة مؤتمر في أواخر الصيف المقبل لشكر كل الهيئات والمنظمات المانحة في لبنان، يحضره كل السفارات خصوصًا العربية منها. كما نوّه بالمعاهد الأوروبية (هولندا، فرنسا، إيطاليا) التي يمكن أن تتعاون مع الجيش من خلال دعوة ضباطه لمتابعة دورات في مجال التعاون العسكري - المدني(CIMIC).