نشرة توجيهية

نشرة توجيهية حول ما حصل في حي السلّم

 قيادة الجيش
 ما يصيب المواطن يصيب العسكريين ولا تساهل حيال الإعتداءات على الجيش والمؤسسات
 لن نسمح بالإخــــلال بالأمــــــن ولن نقبل بتشويه صورة المقاومة

 شهدت منطقة حي السلم ومناطق أخرى مجاورة لها خلال يوم الإضراب الذي دعا إليه الاتحاد العمالي العام في 27 أيار الماضي، أحداثاً استدعت تدخل الجيش لإعادة الأمن الى نصابه. قيادة الجيش ¬ مديرية التوجيه، أصدرت نشرة توجيهية توضح ما حصل. وكان سبق النشرة إصدار عدد من البيانات التي واكبت الأحداث. هنا نص النشرة والبيانات:

 

 النشرة التوجيهية
 بلغت الأحداث الأخيرة في حي السلّم، وبعض مناطق الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، حداً من القساوة لم تعهده البلاد منذ وقت طويل، وشكّلت خرقاً للأمن الذي تنعم به ربوع الوطن، وجاء تدخل الجيش ليضع حداً لهذا الخرق ويعيد الأمن الى المنطقة. بغية توضيح ما جرى تجدر الإشارة الى جملة أمور هي:


1-¬ ليس سراً أن العدو الإسرائيلي يستغل الوضع الدولي الراهن ليحقق أكبر قدر من المصالح، فمع تصاعد حمى الحرب على الإرهاب، وما يجري في فلسطين والعراق من أحداث خطيرة، استشعرت القيادة خطراً إسرائيلياً يتهدد أمن لبنان وسوريا من خلال الخرق المستمر لطيران العدو للأجواء اللبنانية كافة، إضافة الى تهديدات بأساليب مختلفة، الأمر الذي حفّز العسكريين الى اتخاذ أقصى درجات الحذر والحيطة لمنع أية محاولة عدوة للنيل من استقرار البلاد ووحدتها. كما أن انتصار المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي، والتفاف اللبنانيين جميعاً حول جيشهم ومقاومتهم، والإنجاز الأخير الذي تحقق بتحرير الأسرى والمعتقلين، كلها رفعت من قدر الشعب اللبناني وأسهمت في تعزيز قوة الموقف اللبناني المتضامن مع الشقيقة سوريا في التمسك بالحقوق الشرعية، وعدم التهاون حيال أي مطلب تهديد يمس حرية الأرض والإنسان، وهذا ما وضعنا في دائرة الاستهداف المعادي.


 2-¬ في هذه الأجواء جاءت الدعوة الى الإضراب والتظاهر السلمي من قبل الإتحاد العمالي العام. وقد اعتبر العسكريون دائماً أن المواطنين الذين يتجمهرون بغية رفع صوتهم مطالبين بتحسين الأوضاع المعيشية المتردية هم أهل وإخوان وأصدقاء، وانطلاقاً من ذلك تعاملت قوى الجيش مع المواطنين في مختلف المناطق اللبنانية. في المقابل كان المواطنون يبادلون ذلك بالإلتزام بالقوانين والحرص على سمعة المؤسسة العسكرية. فالعسكريون جزء لا يتجزأ من النسيج الإجتماعي اللبناني يعيشون هواجسه، ويعانون الأوضاع المعيشية الصعبة نفسها، كما أنهم يشاركون الأغلبية الساحقة في الإيمان بالثوابت الوطنية، ولم يكونوا يوماً فئة منغلقة ولا جسماً غريباً أو ملحقاً بالمجتمع، فما يصيب المواطن يصيبهم وما يسرّه يسرهم.


 3-¬ إزاء ما تقدم استغربت القيادة وكذلك العسكريون، الأسلوب غير المعهود الذي واجه قوى الجيش أثناء تنفيذها لمهماتها المكلفة بها رسمياً، وكانت المفاجأة المؤسفة حقاً في إقدام البعض على رشق الحجارة وإطلاق النار ورمي الرمانات اليدوية... وعلى من؟ على الجيش الذي يحمي الوطن، ويدعم المقاومة، ويتصدى للعدو، ويحافظ على مصالح المواطنين ويقف الى جانبهم أيام الشدة. وتعاقبت المفاجآت الى محاولة الإستيلاء على الآليات العسكرية مما اضطر العسكريين مرغمين الى الرد، وهذا ما أدى الى سقوط ضحايا بين المواطنين، والى إصابة عدد من الضباط والعسكريين بجراح، وما شكّل خسارة وطنية كبرى يأسف لها الجميع. وما أذهل الناس، كل الناس، أن تتفاقم الممارسات المجرمة حين أقدم بعض المارقين على إحراق مبنى وزارة العمل التي ترعى حقوق العمال ومصالحهم وعلى قتل مسعف في الدفاع المدني كان يطفئ الحريق فيها.


4-¬ إن قيادة الجيش وإنطلاقاً من أمانتها في تنفيذ قرارات السلطة الإجرائية، لم تتساهل تجاه الاعتداءات على جيش الوطن ولا على المؤسسات الرسمية، وهي لن تسمح لأي كان وتحت أي ظرف بالإخلال بالأمن والعودة الى الوراء. كما أنها لن تقبل بأن تحاصر المقاومة بمشاهد شاذة تشوّه صورتها النبيلة المشرقة خدمة للعدو الإسرائيلي، وإسهاماً في المخطط المعادي الذي ارتسمت ملامحه في المنطقة. والخطير أن ذلك يأتي بعد إجراء الإنتخابات البلدية التي برز فيها دور الجيش وباقي القوى الأمنية، وظهر حامياً عادلاً للحرية وللديموقراطية التي يطالبوننا بها من بعيد.
 إن القيادة، ومن موقعها الوطني، تهيب بالمواطنين الإنتباه والحذر من كل مجرم مندس يحاول التعرض للقوى الأمنية وللمؤسسات العامة والخاصة، وهي إذ تؤكد التزامها قرارات السلطة الإجرائية والعمل بموجب القوانين والأنظمة المرعية، تدعو العسكريين للإستمرار في تنفيذ مختلف المهام الموكلة إليهم بالإندفاع والحزم والانضباط المعهودين، كي يبقى هذا الجيش دائماً حارساً للوطن وضامناً لأمن المواطنين ومصالحهم جميعاً. كما تنتهز القيادة هذه المناسبة لتعرب عن افتخارها بالإلتفاف الشعبي حول الجيش والمواقف المشرّفة للهيئات والفعاليات الرسمية والروحية والحزبية والنقابية والإجتماعية وغيرها، التي نددت بأعمال الشغب والإعتداء على قوى الجيش، مما رسم مشهداً وطنياً جامعاً عصياً على أي عدوان.

 

 البيانات
 صباح اليوم أفيدت القوى الأمنية عن قطع طرقات وحرق إطارات مطاطية في عدد من المناطق، وعلى الفور تدخلت قوى الجيش لإعادة فتح الطرقات المقطوعة. وفي محلة حي السلّم تعرضت وحدة من الجيش كانت تحاول فتح الطريق الى الرشق بالحجارة من قبل بعض المتظاهرين ما أدى الى إصابة خمسة عسكريين بجراح بينهم ضابط وتضرر عدد من الآليات العسكرية، فعمدت عناصر الجيش الى إطلاق النار في الهواء تحذيراً لتفريق المتظاهرين فيما تقدم بعضهم باتجاه الآليات العسكرية محاولين الإستيلاء عليها، فأطلقت النار عليهم لإبعادهم ما أدى الى مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين بجراح أحدهم بحالة الخطر. هذا وما زالت قوى الجيش تعمل على فتح الطرقات في مختلف المناطق.

 اليرزة في 27/5/2004

 

 إلحاقـاً لبيانها السابق تفيد قيادة الجيش¬- مديرية التوجيه أنه وحوالى الساعة 17.30 من بعد ظهر اليوم، وبينما كانت دورية من الجيش تعمل على فتح طريق مطار بيروت الدولي، ألقيت رمانات يدوية على آلية عسكرية ما أدى الى إصابة سبعة عسكريين بجراح بينهم ضابط، بعضهم إصابته بليغة. تم توقيف عدد من المشاركين وفتحت الطريق أمام المواطنين، وتسيّر دوريات في المنطقة. هذا وبلغ عدد الجرحى من العسكريين في حي السلّم جراء الرشق بالحجارة وإطلاق النار ثلاثة عشر بينهم ثلاثة ضباط.

 اليرزة في 27/5/2004

 

 إلحاقـاً للبـيانات السابقة، بلغ عـدد الموقوفـين في أعـمال حفــظ الأمـن في منطقة حي السـلّم وطريق المـطـار 48 شخصاً بتهـمة إطـلاق النـار ورمـي رمانـات يدويـة ورشـق الحجـارة على قـوى الجيـش، وقد سـلم الموقـوفون مع المضبوطات الى القضاء المختص.
 اليرزة في 27/5/2004

 

 إلحاقاً لبياناتها السابقة تشير قيادة الجيش- مديرية التوجيه الى أن طريق المطار أصبحت سالكة بشكل طبيعي، كما أن باقي الطرق في مختلف المناطق اللبنانية باتت مفتوحة أمام جميع المواطنين.

 اليرزة في 27/5/2004

 

 في إطار ملاحقة مفتعلي الحوادث الأمنية التي جرت في الضاحية الجنوبية بتاريخ 27/5/2004، أوقفت مديرية المخابرات في الجيش بعد سلسلة تحريات، أربعة من المتورطين بالإعتداء على مبنى وزارة العمل في محلة الشياح، وقد اعترف الموقوفون بقيامهم بدخول المبنى وسرقة الأسلحة العائدة للحرس، وبعض المعدات والتجهيزات إضافة الى إحراق المبنى. وتجري ملاحقة المتورطين الآخرين لتوقيفهم وسيصار الى إحالتهم مع المضبوطات الى القضاء المختص.
 اليرزة في 28/5/2004

 

 إلحاقاً لبياناتها السابقة تعلن قيادة الجيش ¬ مديرية التوجيه أنه تم بعد ظهر اليوم إزالة جميع العوائق والإطارات والحجارة التي كانت تقطع بعض الطرق الداخلية في حي السلّم وبعض مناطق الضاحية الجنوبية، وأصبحت جميع الطرق سالكة بشكل طبيعي.

اليرزة في 28/5/2004

 

 إلحاقاً للبيانات السابقة، وفي إطار ملاحقة مفتعلي الحوادث الأمنية في الضاحية الجنوبية بتاريخ 27/5/2004، أوقفت مديرية المخابرات في الجيش المدعو محمد حسن يوسف (لبناني) المطلوب بعدة مذكرات توقيف، والذي اعترف بقيامه بإلقاء رمانة يدوية على دورية للجيش على طريق المطار، أدت الى إصابة عدد من الضباط والعسكريين. وقد أحيل الموقوف الى القضاء المختص.

 اليرزة في 29/5/2004