ذكراهم خالدة

نصب تذكاري لشهداء لواء المشاة الخامس
إعداد: باسكال معوض بو مارون

أقيم في ثكنة ريمون الحايك في صربا احتفال إزاحة السـتار عن النصب الـتـذكـاري لشــهداء ساحة الشرف من لواء المشاة الخامس.
ترأس الإحتفال العميد الركـن شــربل أبو خليل قائد اللواء ممثلًا قــائد الجيـش العماد جـان قـهوجي، وحضره عدد من الضبـــاط والمــدنيين بالإضـــافة إلى ذوي الشهداء.

 

أنشودة الكرامة والبقاء والخلود
افتتح الحفل بالنشيد الوطني اللبناني والوقوف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء ثم أضاء العميد الركن أبو خليل شعلة النصب التذكاري، لتلقي بعدها السيدة منى جحا كنعان أرملة الشهيد اللواء الركن خليل كنعان (قائد اللواء الخامس الأسبق)، كلمة شكرت فيها «المؤسسة الوحيدة حيث لا لون ولا عرق ولا دين يفرّق بين أفرادها القادمين من مختلف مكونات النسيج الوطني، إيمانهم بوطنهم وولاؤهم له فقط يعملون على الذود عنه والدفاع عن مواطنيه».
وحيّت شهداء الجيش، «هؤلاء الأبطال الذين أورثونا بطولاتهم وشرف استشهادهم وكانوا كأسراب النسور يحلقون ثم يقفون على القمّة وقفة العزّ، عزّ الحياة الأبيّة يتحدّون كل اعتداء أو غدر أو خيانة من أينما أتت وعلى يد من كانت».
واختتمت متوجهة إلى أهاليهم: «إمسحوا دموعكم وارفعوا رؤوسكم ودعوا قلوبكم تصدح معهم بأنشودة الكرامة والبقاء والخلود، لا تتكلموا عن استشهادهم بالغصّات والحزن، لأنهم بيننا الآن وغدًا وإلى الأبد، إن الموت حقّ وليكن ذكرهم مؤبدًا».

 

شهداؤنا مجد تاريخنا
«شهداؤنا مجد تاريخنا وملء ذاكرتنا»، قال العميد الركن أبو خليل متوجهًا إلى ذوي الشهداء مخاطبًا إياهم بالقول:
«إن حضوركم معنا اليوم يرسخ في نفوسنا معاني الشهادة. أعطيتم أعزّ ما عندكم، ونحن قدمنا أغلى ما لدينا للجيش والوطن. حرمتم من دفء الزوج ورعاية الأب وإخلاص الابن، ونحن فقدنا الأخ والحبيب ورفيق السلاح، لكنّ مآثرهم لا تزال حية فينا، نقتدي بها، وتمدّنا بالإرادة والعزم على مواصلة الطريق».
وأضاف قائلًا، «عشية عيد الجيش، نحتفل بإزاحة الستار عن النصب التذكاري لشهداء لواء المشاة الخامس في ساحة الشرف، الذين سقطوا على امتداد مسيرة الجيش، علّنا في هذا العمل المتواضع نستطيع أن نفي جزءًا يسيرًا من حق هؤلاء الرجال الأبطال الذين بذلوا أرواحهم رخاصًا على مذبح سيادة الوطن وكرامة أبنائه، وعلّنا نسهم من خلاله في ترسيخ تضحياتهم في الذاكرة الجماعية، ونجعل منها نبراسًا تهتدي به أجيال الوطن».
وتابع قائلًا: «ما أحوجنا في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن الملأى بالأخطار والتحديات، أن نعود إلى أصالتنا وجذورنا، وقيمنا الوطنية والإنسانية الرائدة، فنجدد الوفاء لشهدائنا الأبرار الذين سقطوا في معارك الدفاع عن لبنان، سواء في مواجهة العدو الإسرائيلي الغاصب أم في مواجهة الإرهاب والعابثين بأمن المواطن واستقراره. فهؤلاء الأبطال الميامين الذين عاهدوا فوفوا ووعدوا فصدقوا، قد جسّدوا الإيمان برسالة الجندية، فعلَ شهادةٍ ساطعٍ كنور الشمس، وأثبتوا بدمائهم النقيّة الطاهرة، أنهم لم يطلبوا شيئًا لأنفسهم، بل كان جُلُّ طموحهم، أن تبقى راية السيادة والاستقلال ترفرف فوق كلّ شبرٍ من تراب الوطن، وأن ينعم أهلهم من بعدهم بحياة حرّة عزيزة كريمة».
وختم بالقول: «باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي أحيي جميع الحاضرين، وأتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى أصحاب الأيادي البيضاء الذين أسهموا في بناء هذا النصب الرائع. تحية إكبار وإجلال لأرواح شهدائنا الأبرار، وعهدنا لهم أن يبقى الجيش أمينًا على تضحياتهم ومبادئهم، وأن نعمل جنودًا ومواطنين في سبيل وطن آمنٍ حرٍ مزدهر».
ثم قام العميد الركن أبو خليل مع أهالي الشهداء بإزاحة الستار عن النصب التذكاري الذي وضع عليه إكليلان من الزهر، الأول باسم قائد الجيش والثاني باسم أهالي الشهداء؛ واختتم الحفل بتبادل الأنخاب في نادي رتباء موقع صربا.