مستوصفاتنا

نموذج نحن بأمسّ الحاجة إليه

من الشمال إلى الجنوب ومن جبل لبنان إلى البقاع، تنتشر مستوصفات الجيش الرئيسة والفرعية لتؤمّن الرعاية الصحية للعسكريين وعائلاتهم في مناطقهم. تتوافر في هذه المستوصفات معظم الخدمات الطبية التي يحتاج إليها المستفيدون، إذ تشكل الأساسية منها مراكز صحية تشمل مختلف الاختصاصات، ما يجعل الحاجة إلى الانتقال إلى المستشفى العسكري المركزي أقل من السابق بكثيرٍ.

وعلى الرغم من الضائقة الاقتصادية التي أثرت في جميع المرافق، تستمر هذه المستوصفات بتقديم خدماتها الممهورة بحب العطاء والاندفاع لأداء الواجب الإنساني. وحيثما توجهنا متفقدين أحوالها وكيفية سير العمل فيها في ظل الأوضاع القاسية، وجدنا وجوهًا تزيّنها ابتسامة الود على وجوه العاملين، وسمعنا عبارات تدعو بالخير لهم وللمؤسسة الحاضنة لأبنائها.

هنا طبيب يعمل طوال النهار ليعوّض النقص الحاصل في صفوف الأطباء نتيجة الظروف القاهرة، وهناك طبيب آخر سافر إلى الخارج لكنه عاد «إلى منزله وأهله»، وفي كل مكان عمل دؤوب للتقدم إلى الأمام رغم كل شيء. وباختصارٍ إنّه أنموذج نحن بأمس الحاجة إليه لكي نتجاوز المحنة التي تعصف ببلدنا، أنموذج يجسد حسن الإدارة والتعاضد والتآزر والإصرار على إضاءة شموع الأمل وسط الظلام.

في ما يأتي من صفحات جولة في عيّنة من مستوصفاتنا، ومن بينها اثنان يتميزان بشراكةٍ مع المجتمع المدني، ما جعل خدماتهما تتجاوز حدود المجتمع العسكري إلى سائر المواطنين في المنطقة.