تربية وطفولة

نمو الطفل بين 7 و12 شهرًا
إعداد: ماري الأشقر
اختصاصية في علم النفس

مهارات كثيرة تتطور بمساعدة الأم


يمتلك الطفل عندما يولد بعض الإمكانات التي تحتاج إلى تدريب، بالإضافة إلى أخرى تظهر مع نضوج الجهاز العصبي. لكن كيف تتمظهر قدرات طفلك في عمر 7 إلى 12 شهرًا؟ وكيف تساعدينه على تنميتها؟

 

الشهر السابع: يفهم ويبكي ويضحك...
يحب الطفل في هذا العمر كثيرًا انعكاس صورته في المرآة. يحاول التربيت عليها، ويقلّدك. فإذا كنت تخرجين لسانك من فمك يفعل الشيء نفسه، ويشارك في الألعاب التي تكررينها بشكل دائم.
يفهم معنى الكلمة «لا»، ويستجيب بضبط نفسه، فينسحب إلى الخلف وينظر إليك متسائلًا، راغبًا في مزيد من المعلومات. يبادر في الحوار بدلًا من انتظار قيامك أنت بذلك. ويحاول أن يقلّد الأصوات، لا سيما أصوات الحيوانات. يلفظ للمرة الأولى حروفًا أنفية. يتعرف إلى الأولاد الآخرين ككائنات تشبهه، ويحاول إقامة علاقة صداقة معهم. يكون اجتماعيًا جدًا ويريدك أن تفهميه، فيضمك ويقحّ ويبكي ويصرخ بحدة، ويبتسم ويعبس... وكل ذلك ليتحاور معك. يمكن أن يرفع رأسه وصدره بيد واحدة وهو ممدّد على الأرض، ويمكن أن يجلس بأمان لوقت قليل من دون سند. يمسك المكعّب بأصابعه بدلًا من أن يمسكه براحة يده المفتوحة. يمكنه بسهولة أن ينقل لعبة من يدٍ إلى أخرى، كما يمكنه أن يمسك مكعبًا بيدٍ، ويأخذ آخر ليقدمه إليك بالأخرى. يأكل بنفسه بعض الطعام الذي يتناوله بأصابعه، ويمسك بالملعقة حتى لو لم يتقن استعمالها بعد. يمكنه أن يشرب من كوب بمَمسكَين.
كيف تساعدينه؟ درّبيه على استخدام يديه. دعيه مثلًا يمسك قطع الطعام أو «قنينة»، وأشياء أخرى صغيرة يستطيع حملها بيده، لكن يجب أن لا تكون صغيرة جدًا كي لا يبتلعها.
في هذا العمر أيضًا، يهوى الطفل إصدار الأصوات، علّميه كيف يقوم بذلك بواسطة يديه (التصفيق).
حين يكون منبطحًا على بطنه يمكنه الاستناد إلى يد واحدة، ضعي أمامه أغراضًا ليلتقطها باليد الأخرى.
عقله وكلامه في ذروة تطورهما، يحب يديه وألعاب التصفيق، وسوف يحاول تقليد أصوات الحيوانات إذا عرّفته إليها، اعرضي أمامه صورها وعرّفيه إلى الأصوات التي تصدرها...


الشهر الثامن: يعبّر عن حاجاته
أصبح الآن بإمكانه أن يعرّفك نوعًا ما إلى مشاعره وحاجاته عبر تعابير وجهه والضجيج الذي يحدثه، يبدأ بجمع بعض الحروف (الإناث يمتلكن هذه المهارة أكثر من الذكور) فتصبح «دا» دادا و«ما» «ماما». يبدأ بتقليد أصوات الحيوانات عندما يراها أو يرى صورها.
يمكن أن يفهم بعض الاختلافات، ثوب أمه وثوبه مثلًا، ويمكن أن يعرف أحجام الأشياء من بعد متر فقط.
كما أنّه يفهم الجمل الروتينية المرتبطة بأمور ونشاطات تتكرر يوميًا مثلًا «إنّه وقت الاستحمام». ويفهم أن كلمة «لا» يعني توقف، لا تفعل أو لا تلمس. يبدي إصرارًا على الوصول إلى هدفه فيصل إلى لعبة يريدها فعلًا. لكنه يمكن أن يبكي محبطًا إذا فشل. يلعب بلعبه، يتفحّصها ويركز عليها لوقت طويل يتجاوب إذا قلت له أعطني «قبلة»، وسوف يتحرك نحوك ويصدر صوت القبلة. يحب الأولاد الأكبر منه سنًا ويحاول لمسهم. يبدأ بالبكاء عندما تتركينه، ويسكت عندما تعودين إليه أو تحملينه مظهرة له أنك تحبينه. هو يحب الوقوف في حضنك، ساقاه، قويتان الآن بإمكانهما حمله.
بما أنه عاطفي جدًا تجاهك وتجاه الأشخاص الذين يعرفهم، يمكنه أن يعبّر عن ذلك بالقبلات والعناق، بادليه بالكثير منها وتابعي تدليكه، وبما أنه يهتم للأولاد الآخرين فقد حان الوقت لإحضار رفيق له للعب معه.
إنه يفهم الآن معنى «نعم» و«لا» استعمليها دائمًا، لكن حاولي أن تكوني إيجابية من خلال استخدام كلمة «نعم»، وكوني حذرة بقول «لا» التي يجب ألّا تتحول إلى رد فعل أوتوماتيكي لديك.
وبما أنه أصبح قادرًا على لفظ مقطعين لفظيين أسمعيه أغنيات للأطفال تتضمن الكثير من التكرار، وتذكري أن ترددي بعده أي كلمة يتلفظ بها. اقرأي له وركزي وسمّي الأشياء دائمًا بأسمائها.
 
الشهر التاسع: محاولات
يمكنه أن يجلس لعشر دقائق قبل أن يتعب. لا يستسلم إذا كان يريد الوصول إلى شيء ما. يمكن أن يجرّب الزحف إذا وضعته على بطنه وطلبت منه أن يأتي إليك. لا تندهشي إذا تراجع إلى الوراء، فدماغه ليس جاهزًا لاختيار العضل المناسب الذي يساعده على التحرّك في الاتجاه الصحيح.
يجرّ نفسه ليقف في سريره أو يتمسك بالأثاث، لكنه يسقط، فهو لم يصل إلى مرحلة التوازن أو التناسق ليقف بطريقة صحيحة. لغويًا، يبدأ بإضافة أصوات جديدة مثل «ت» و «و». يستخدم أصواتًا ليقلّد طريقة كلامك. يرتفع صوته وينخفض مع نغمة الكلمة ويصرخ ليلفت انتباهك. يفهم كلمة «باي باي»، يردد كلمة بابا بوجود أبيه، لكن هذا لا يعني أنه يربط الكلمة بمعناها. يتقن التعبير عمّا لا يريده. وسوف يضع يده فوق وجهه لمنعك من غسله، أو فوق رأسه ليثنيك عن تسريح شعره. يفهم عندما تريدين منه القيام بأمر ما مثل رفع يديه لغسلهما. يركز كثيرًا على لعبة تعجبه. يحاول تقليب صفحات كتاب. يشير بطريقة معبرة إلى شيء ما يريده ويصدر أصواتًا ليدل على طلبه.
يكتشف الألعاب بأصبعه بدلًا من فمه. يحب الانضمام إليك في أي شيء تفعلينه. يتمتع كثيرًا باللعب معك بألعابه مثلًا. يفهم عندما يخرج أحد ما ويلوح بيده مودّعًا.
لكي تساعديه قولي «باي باي» ولوّحي بيدك عندما يذهب أحدهم، عرّفيه بكل شيء. جرّبي بعض الألعاب المشتركة معه، مثل اللعب بالطابة والتصفيق...
شجّعيه على الإشارة بيده إلى الأشياء واسأليه ماذا تريد؟
أشيري بطريقة جيدة، اجلسي معه على الأرض لتلعبا معًا، شجعيه على رفع نفسه إلى الأعلى مستندًا إلى قطع الأثاث، وساعديه ليقوم بذلك.
 
الشهر العاشر: مزيد من التناسق الحركي

يحب الانضمام إلى طاولة الطعام وينسجم في الحوار محاولًا أن يكون جزءًا من المجموعة. يضرب بملعقته بعنف ليلفت نظرك أو يضع طبقه على رأسه كنوع من العرض، لكنه يبدأ بتعلّم السلوك المقبول مقلّدًا تصرفاتك. يكون فخورًا بقدرته على الأكل معك. الآن يستطيع أن يجرّ نفسه إلى الأمام بيديه، بتوازن جيد وسهل، يزحف على جزئه السفلي، جارًا نفسه إلى الأمام بيديه، لكن بطنه بعيد تمامًا عن الأرض. يمكن أن يضبط حركته من الوقوف إلى الجلوس من دون أن يقع. يفهم الآن المعنى الدقيق لبعض الكلمات حتى لو لم يكن يستطيع التلفظ بأي منها. يمكن أن يقول كلمة واحدة ذات معنى مع نهاية هذا الشهر، لكن لا تقلقي إذا لم يفعل، ففهم المعنى هو أهم حتى الآن. يعتاد على الروتين ويسعد به. يرفع قدمه عندما تريدين نزع جرابيه ويرفع يده ليدخلها في كم معطفه. يلوّح «باي باي» عندما تقولينها له. يحب الألعاب التي تصدر أصواتًا، يتفحصها جيدًا ويبحث عن مصدر الصوت. يصبح لديه تناسق تام بين يديه وعينيه بحيث يمكن أن يلتقط أي شيء صغير بسهولة. يعشق لعبة رمي الألعاب والتقاطها، لذلك يرمي بها من فوق كرسي الطعام ليشاهدها وهي تسقط، ثم يشير إليك لإعادتها إليه. يهوى البحث في الحقائب والصناديق، يفرغها من محتواها ليعيد الأشياء بعد ذلك إلى مكانها.
بما أنه بات يستطيع الآن أن يمسك بالأشياء بإتقان ضعي أمامه بعض الأغراض الصغيرة، ولكن الآمنة. يمكنك أن تعطيه سلة مليئة بالأشياء ليفرزها. اطرحي عليه الكثير من الأسئلة البسيطة، وأسمعيه أغنيات خاصة بالأطفال لتساعديه على فهم الكلمات، ردّدي كلماته ولكن بطريقة صحيحة. أصبح جيدًا في الحبو، لذا ابتكري لعبة معه وطارديه زاحفة وراءه في غرفة الجلوس أو على العشب في الحديقة.


الشهر الحادي عشر: إدراك الأسباب والنتائج
سوف تلاحظين أنّه يشير إلى الأشياء التي أصبحت مألوفة بالنسبة إليه في كتاب يعجبه. يهوى الألعاب التي تتضمن المتناقضات حار / بارد، قاسٍ / ناعم، دائرة / مربّع، كبير / صغير. لكن تركيزه ما زال محدودًا، عندما ينظر في الكتب يريد أن يقلب الصفحات بسرعة. يتعلم الأسباب والنتائج، يرمي الأغراض فتلتقطينها، يضرب على الطاولة فتحدث ضجيجًا. يتمتع بوضع الأشياء في حاوية ثم إخراجها منها، وبصب المياه داخل حوض الاستحمام وخارجه، يقوم بالكثير من محاولات السير. سوف يطوف حول الأثاث ليتوصل في نهاية الشهر إلى التقاط شيء ما يريده. وإذا طلبت منه ذلك، سوف يضع في يدك قطعة «الليغو» ويدحرج لك الطابة مستعملًا يديه بذكاء ليجعلها تتدحرج نحو الهدف الذي يرمي إليه. يبدأ بتركيب قطع «الليغو» ويصبح محبًّا للمساعدة. يقلّدك بأعمال المنزل، يحاول مثلًا مسح طاولة الطعام إذا أعطيته قطعة قماش. سوف يحاول ارتداء ملابسه بنفسه أو إعطاءك قطعة تريدين تبديلها له. يقلّدك بشرب الشاي وتسريح شعرك أو تنظيف أسنانك. يهوى القيام بالنشاطات معك، ويكون سعيدًا باللعب مع طفل آخر إذا وُضِعا معًا على الأرض.
بإمكانه أن يومئ ويهز برأسه، لذا حاولي طرح الأسئلة عندما تقومان بالأمور اليومية، وشجّعيه على الإجابة بإيماءة، وهزّي برأسك أيضًا، لأنه يستطيع أن يقلّدك جيدًا. يفهم الخطوط العريضة للقصص البسيطة، أخبريه قصصًا مع حركات ليسهل عليه فهمها. فكرة المفاهيم أصبحت مألوفة لديه مثل الأشياء المتناقضة، الأسباب والنتائج، ألعاب الماء والرمال تعلّمه مفهوم الأحجام وطبيعة السائل والصلب. يستطيع أن يقلّب الصفحات، لهذا أمضيا بعض الوقت في تصفّح الكتب.
سوف يبدأ بحمل نفسه على الوقوف والطوفان حول الأثاث، أمسكي بيديه وشجعيه على السير.

 

الشهر الثاني عشر: مهارات كثيرة
يصبح الطفل في نهاية السنة الأولى من عمره أكثر دقة في وضع الطعام في فمه مستخدمًا الملعقة، ولأنه تعلّم كيف يدير يده ليضع الملعقة بين شفتيه يتوقف عن وضع كل ما يلتقطه في فمه، وتحسّس الأشياء بيديه يصبح أهم بكثير في هذه المرحلة. إنه أفضل في رمي الأشياء، يمكن أن يحمل قطعتين من «الليغو» في يد واحدة، ويمكن أن يشيّد بناء من كتلتين بوضع قطعة فوق الأخرى. سوف يمسك قلمًا ويمكن أن يحاول «الخربشة» إذا قمت بذلك أمامه. يمكن أن يطوّر طريقة جديدة في الحبو على يديه ورجليه، إنه في منتصف الطريق نحو السير. يقف من دون مساعدة لدقيقة إذا تركت يديه. ويمشي إذا أمسكت بيد واحدة من يديه.
يمكن أن يقول كلمتين أو ثلاثًا لها معنى، ويقلّد أصوات الحيوانات. يفهم الأسئلة البسيطة مثل «أين حذاؤك». و«أين كتابك»؟ وسوف يبحث عنهما. يتوقف لعابه عن السيلان، وهي علامة بأنــه يسيطــر على لسانه، وفمه وشفتيه، وبأنــه أصبــح جاهــزًا للكــلام.
من المهم في هذه المرحلة أن تساعديه ليقف بمفرده، أوقفيه بالإمساك بيديه، ثم دعيه ينطلق من دون أن تبتعدي عنه. احمليه على دفع عربة والمشي ممسكًا بها بيدٍ واحدةٍ، أبعدي قطع الأثاث التي يطوف حولها عن بعضها قليلًا، قريبًا سوف ينطلق. شجعيه على لفظ كلماته الأولى ذات المعنى من خلال القصص، وأغاني الأطفال، والألعاب.
التنسيق بين يديه وعينيه أصبح جيدًا جدًا، وسيحاول تناول الطعام بنفسه مستخدمًا الملعقة. اسمحي له بذلك وكافئيه عندما ينجح، لا تهتمي بالفوضى التي يحدثها! هو يحب الأطفال ممن هم في عمره، لذا ادعي بعض الأصدقاء ليلعب معهم.