تأملات

هدية العيد
إعداد: العميد الركن حسن جوني

أتى العيدُ وها هو العلم اللبناني مرفوعٌ على أعلى قمم السلسلة الشرقية، حيث زرعته سواعد جنودنا الأبطال بعد أن تم سحق الارهابيين القتلة وطردهم.
ها هو العلمُ يرفرفُ على أعلى قمم الجنوب، يتحدّى المدى! شامخٌ باعتزازٍ وكبرياء، كيف لا وهو المثبّتُ بدماء الشهداء، والمحمي بكل قوى الوطن.
ها هي قوى الجيش منتشرةٌ على طول البلاد وعرضها من سواحل بحرها إلى أعالي قمم جبالها، وفي مدنها وبلداتها وقراها، وأحيائها وأزقّتها، وعلى امتداد سهولها وحدودها، يقظةً متأهبة، تحمي البلاد والعباد.
ها هو عتادُنا يتضاعف ويتطور بشكل لافت وفي مختلف أنواع الأسلحة والتجهيزات، ما زاد ثقتنا بقدراتنا وطاقتنا القتالية، وزاد من دون شك ثقة المواطنين بجيشهم وبالتالي بأمنهم واستقرارهم.
ها هي الوحدات العسكرية، التقليدية منها والخاصة، تنفّذ أدقّ المهمات الأمنية من توقيفاتٍ ومداهمات لأشخاصٍ ومجموعات خطيرة، تتعامل معهم بشدة وحزم، وبما يليق بهيبة الجيش وحق المواطن بالأمن والاستقرار.
ها هم المواطنون المخلصون الأوفياء يتفيؤون ظلال المناخ الأمني الذي توفره بشكل أساسي مظلة الجيش اللبناني وينعمون به ويتعاونون مع جيشهم ويدعمون جهوده بلا حدود.
ها هو التجدّد في هرمية المؤسسة العسكرية وتراتبية أركانها وقيادات وحداتها ينطلقُ بما يحقق إعادة الزخم لمختلف أجهزتها وقطعها من خلال آلية التشكيلات النشطة والشفافة.
ها هو الدم الجديد الذي يُضخّ تباعًا في عروق المؤسسة يُعطيها استمراريةً وقوةً وحماسة من خلال التطويع المستمر لفتيانٍ يتزاحمون على أبوابِ مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء حبًا بها ورغبةً بالالتحاق في صفوفها.
ها هو العنصر النسائي يتدفق في صفوف المؤسسة وضمن تراتبيتها، وجلّهن من الحائزات على شهادات جامعية في اختصاصات متنوعة، الأمر الذي يؤكد على دور المرأة اللبنانية الفاعل في المجتمع العسكري، وهي التي أثبتت جدارتها في الميادين شتى مظهرةً جديةً مهنيةً تكمنُ خلف أنوثة رقيقة!
ها هي كلياتنا ومعاهدنا تعج بالمتدربين من مختلف الرتب، حيث يتم اتباعُ مناهجَ متطورة يجري التعليم والتدريب عليها باعتماد طرق التعليم الحديثة ومنهجية التفكير النقدي، فيتخرج منها ضباطٌ ورتباءٌ وأفرادٌ ذوو مستوىً عسكري احترافي كلٌ وفق رتبتهِ واختصاصهِ بما يضاهي أفراد ورتباء وضباط أهــم الجيــوش تطــورًا في العالــم.
ها هم ضباطنا ورتباؤنا يُنتدبون إلى مختلف دول العالم ليتزودوا أحدث المفاهيم والمعارف والتقنيات العسكرية بما يسهم بتطوير وتحديث القدرة والكفاءة القتالية واللوجستية والفنية لمختلف وحدات الجيش على تنوع اختصاصاتها، ويعودون مزودين أحدث التقنيات والمعارف المتعلقة بنظريات الحرب الحديثة وتخطيط العمليات العسكرية القتالية والأمنية وتنفيذها في ظروف معقدة ودقيقة.
ها هي مدرسة القوات الخاصة تضج بالأسود والنمور الذين يتم إعدادهم لمواجهة أصعب الظروف القتالية المحتملة خلال تأدية مهماتهم، فيتحملون مشقةَ وصعوبةَ تدريبٍ من نوعٍ آخر انطلاقًا من فائضٍ لديهم في حب الجيش والوطن واستعدادًا لافتًا للتضحية في سبيله مهما غلت الأثمان!
ها هي مراكز تعليم اللغات من الإنكليزية إلى الفرنسية والإيطالية والروسية والألمانية والتركية... إلخ، ينتشر معظمها على مساحة الوطن لإتاحة فرصة تعلّم واكتساب اللغات الأجنبية للعسكريين جميعهم، ما يزيد من ثقافتهم ورقيّهم ويحضّرهم لمتابعة الدورات التدريبية في أهم الكليات العسكرية في العالم.
ها هي الشفافية المطلقة المعتمدة في جميع مراحل التطويع وامتحاناته على مختلف الأصعدة ولجميع الرتب وهي شفافية حاسمة مطبّقة بحرفيتها لا تشوبها شائبة ولا تشوهها أي تدخلات، وإنّ في ذلك تحدّيًا ذاتيًّا أخذته المؤسسة على عاتقها ويعتبرُ، بكل ثقة، نموذجًا مشرّفًا صالحًا للاحتذاء في جميع مؤسسات الدولة.
ها هي البزة العسكرية الجديدة أضافت رونقًا جديدًا إلى مظهر العسكريين خصوصًا أنّ تفصيلها يُلزم مرتديها الحفاظ على رشاقة الجسم وبالتالي ممارسة الرياضة اليومية، وهي تجسد بألوانها المتداخلة عنوان انطلاقة جديدة بزخم نفسي جديد.
ها هم أبطال الجيش في هذا العيد، كما في كل عيد، يجددون أمام الشعب اللبناني التزامهم الدفاع عنه بالسلاح والحراب وحتى باللحم الحي، ليبقى العلم اللبناني شامخًا عزيزًا حيث زرعه من سبقهم من الأبطال والشهداء، متعهدين بأنهم سيضيفون إلى تاريخ لبنان فصلًا جديدًا من فصول البطولة، تقرأه الأجيال القادمة، تعتز به وتفتخر، وتكمله فصولًا وفصول...
ها هو جيشنا سيبقى لكل لبنان، لكل التيارات والألوان، لكل المذاهب والأديان، للإنسانية والإنسان.
وها هي هدية العيد، مغلفةٌ بأحرفٍ من محبة وتقدير... أُرسلُها لكل الرفاق أنّى كانوا...
جيشُنا الحبيب... إنني أفتخرُ بك وأعتزُّ بالانتماء إليك... ينعاد علينا وعليك!