من القلب

هذا الوطن... عمّدنا بالدم
إعداد: اللواء الركن المتقاعد - د. ياسين سويد

إلى رفاقنا في المسالك الوعرة،
وإخوتنا في ميادين الكفاح...
إلى الذين اختاروا الأشق والأصعب،
إلى الشهداء الأبرار من جيشنا الباسل،
إلى سامر وجورج وعمر وعلي ووسيم،
وباقي الرفاق الشهداء:
«فما مات من أعطى ليبعث أمة،
وما مات من ضحّى ليفدي موطنًا».

في مواكب المجد صاروا يمرون،
أكاليل غار تتوج هاماتهم،
وبسمات الرّضى تزيّن ثغورهم،
قوافل من الأبطال تتلوها قوافل!
إنّه جيشنا، ميدان بطولات،
في رحابه الفسيحة،
تلتقي الأنفس الكبيرة.
إنّه ساحة الأبطال،
مداد عزّته دماؤهم،
وأمجاده عطر أنفاسهم،
وخلوده نفحات كبريائهم.

بالأمس، كانوا ملء دنيانا،
رفعة لنا، وإخوة سلاح،
معًا في معابر العلي،
معًا في طريق الحياة،
واستهوتهم معاني الفداء،
فاختاروا في سبيله الأصعب،
كذا الأوطان، لا ترتضي، فدية المجد، إلا بطولة ومهجًا وإنتصارات.

بالأمس كانوا
طاقة نضالٍ وحيويةٍ وأملٍ،
تعمر صدورهم الفتية بأنبل الرغبات،
وتزهو قلوبهم اليافعة بأحلى الأماني،
وإلى البذل السخي ساروا فخورين،
في قسوة جباههم، تعالٍ ومتعة،
وفي نظراتهم الصارمة، تحدّ وتصميم.
ولوّح لهم المجد بذراعيه، فاندفعوا في الطريق المدمّاة.
إنها الأوطان، من دماء أبطالها تنبت أكاليل غارها،
ومن جماجمهم تبني قصور أمجادها.
وفي مواكب المجد ما زالوا يمرّون.
أكاليل غارٍ تتوّج هاماتهم،
وبسمات الرضى تزيّن ثغورهم.

يا إخوة...
يا رفاقنا في المسالك الوعرة،
وصحبنا في ميادين الكفاح.
طوبى لكم...
فشقائق النعمان في حقولنا المزدهرة،
رويتموها من زكيّ دمائكم.
ومسالك المجد للوطن الحبيب
فرشتموها بطريّ أجسادكم.
يا إخوة...
طوبى لكم... وصلاتنا:
أن تكون دماؤنا للوطن زيت أمجاده،
وأن تكون ضلوعنا وقود عظمته.