أمر اليوم

هكذا توجّه العماد قائد الجيش الى العسكريين بمناسبة الأول من آب

إستعدادكم الدائم للتضحية أصدق معاني العيد

 

توجّه قائد الجيش العماد جان قهوجي الى العسكريين بمناسبة عيد الجيش من خلال «أمر اليوم»، معتبراً أن أصدق معاني العيد يجسّدها استعدادهم الدائم للبذل والتضحية.
في ما يأتي نص «أمر اليوم».

 

أيها العسكريون
تطل الذكرى الرابعة والستون لتأسيس الجيش، وأنتم تستمرون بكلِّ ثبات وإخلاص، في صون الرسالة وأداء الواجب، سلاحكم الإيمان بلبنان، وحافزكم ثقة الشعب والتفافه حولكم. وفي استعدادكم الدائم للبذل والتضحية، ذوداً عن حياض الوطن وحفاظاً على أمنه واستقراره، إنما تجسّدون أصدق معاني العيد، كما في وحدتكم التي تزداد رسوخاً يوماً بعد يوم، تمثّلون صورة ناصعة عن عائلة الوطن الكبرى، وتحفظون أمانة رفاقكم الشهداء، الذين سقطوا في مواجهة العدو الإسرائيلي والإرهاب وفي حماية مسيرة السلم الأهلي، ليصنعوا بدمائهم الزكية كرامة الجيش وقوة استمراره، ويرسموا للوطن درباً إلى النور والحرية والحياة.

 

أيها العسكريون
لقد كان العام المنصرم مثقلاً بالكثير من المخاطر والتحديات، لكن عزائمكم لم تهن لحظة أمام الصعاب، فتصدّيتم لنار الفتنة المتنقلة بين منطقة وأخرى، وتمكّنتم من توفير الاستقرار المطلوب، الذي سمح بعودة المؤسسات الدستورية إلى ممارسة دورها الفاعل، كما واجهتم شبكات الإرهاب والعمالة، بالتضافر مع سائر الأجهزة الأمنية، فحقّقتم نجاحات باهرة في هذا المجال، ثم كسبتم الرهان بالأمس القريب، في توفير أمن العملية الانتخابية، على الرغم من الظروف الاستثنائية التي أحاطت بها. ولم يقتصر دوركم على مجالي الدفاع والأمن، بل تعدّى ذلك إلى المجال الإنمائي، فكنتم خير معين للمواطنين، في حفظ بيئتهم ودرء خطر الحرائق عن أرواحهم وأرزاقهم.
وإزاء إمكاناتكم المتواضعة من الأعتدة والأسلحة، التي لا تقاس أبداً بحجم ما لديكم من إرادة وشجاعة والتزام، أعدكم بالعمل بكلِّ جهد على تأمين ما تصبون إليه، بما يليق بتضحياتكم ويلبّي حاجات جيشكم الدفاعية والأمنية، التي طالما انتظرتموها، وأظهرتم للجميع مدى استحقاقكم لها وجدارتكم في استخدامها.

 

أيها العسكريون
تنتظركم مهمات كثيرة في مقبل الأيام، فكونوا على أتم الجهوزية لمواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل، ولإحباط مخططات هذا العدو، الذي لا يزال جاثماً فوق مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر، ويستمر في خرق حرمة الأجواء والمياه الإقليمية اللبنانية، وإطلاق تهديداته ضد لبنان، بشعبه وجيشه ومقاومته، متجاهلاً قرار مجلس الأمن الرقم 1701، الذي التزمتم تطبيقه بدقة وأمانة، بالتعاون الوثيق مع القوات الدولية. لذا أدعوكم إلى رصّ الصفوف والتشدّد في ضبط الأمن والاستقرار في الداخل، لمواكبة الخطوات الواثقة للعهد الجديد، في ترسيخ الوحدة الوطنية ودفع مسيرة النهوض بالبلاد على مختلف الأصعدة.
أنتم محط ثقة المواطنين وأملهم المرتجى، فلا تبخلوا ببذل أغلى التضحيات في سبيلهم، واجعلوا من صمتكم الطويل، واحة تزهر بالعطاء، وصرخة حقٍ مدوّية تنتصر للشعب والوطن.