قواعد التغذية

هكذا نقاوم أمراض الشتاء وأوجاعه...
إعداد: ليال صقر الفحل

يزيد انخفاض درجات الحرارة الأوجاع في الجسم، ويؤدي إلى الإصابة بالتهابات مختلفة... كيف نعالج هذا الواقع وإلى ايّ سبل نلجأ؟

 

كيف نخدع أجسامنا؟
تختلف تأثيرات الشتاء من شخص إلى آخر بحسب قوة مناعته، لكنّ البرد يجلب معه إجمالًا التهاب المفاصل والتهابات أخرى، ويسبّب جفاف البشرة والانفلونزا والكآبة.
ويقول خبراء التغذية إنّه بإمكاننا أن نخدع أجسامنا في فصل الشتاء، فالشعور بالدفء واعتماد أنواع معينة من الأطعمة في نظامنا الغذائي يشعر الجسم وكأنه في فصل الصيف.
من هذه الأطعمة يذكر الاختصاصيون، الأسماك الدهنيّة التي تعزّز جهاز المناعة وتحدّ بالتالي من تعرض أجسامنا للبكتيريا والفيروسات المسببة للالتهابات والانفلونزا، فيما تحافظ على صحة الخلايا وتساعد على تجديدها. كذلك، تبعث هذه المأكولات على الشعور بالنشاط والحيويّة. ومن الأطعمة القريبة بتركيبتها من الأسماك الدهنية الغنية بالأوميغا 3 والتي تساعد على المحافظة على ليونة البشرة وترطيبها، اللوز، اليقطين، وبذور دوار الشمس.

 

ما الذي يعوّض أشعّة الشمس؟
في فصل الشتاء، قد يتعذّر علينا مزاولة الرياضة (كالركض والمشي) بشكل يومي, وبالتالي الحصول على الفيتامين D بصورة طبيعية من خلال أشعة الشمس. ولأنّ هذا الفيتامين يعزّز امتصاص الكالسيوم الذي يدعم العظام، فإنّ نقصه يسبب آلام العظام والعضلات والتعب الشديد. وفي هذا الإطار، ينصح الاختصاصيون بشرب الحليب الخالي من الدسم، وبتناول الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين، كالفطر الطازج، وصفار البيض وفول الصويا.
وبما أن النهار في فصل الشتاء يصبح أقصر نسبيًا، فإنّ استفادة البشرة من أشعة الشمس تصبح أقلّ، الأمر الذي يؤدي إلى تخفيض نسبة السيروتونين في الدماغ، وهو معروف باسم «هرمون السعادة». لذلك فإن تناول الأطباق الغنيّة بالشوفان يتيح فرصة استعادة هذا الهرمون وإبعاد شبح الكآبة. كذلك، تعمل الأغذية الغنيّة بالكاربوهيدرات، كالبطاطا والتوست الأسمر، على زيادة هذا الهرمون أيضًا.

 

المياه والسوائل والخضار
في الشتاء، وبسبب البرد، قد نميل إلى عدم شرب المياه بوفرة، ممّا يعرّض أجسامنا للجفاف. كما أنّ تناول الكحول والمشروبات الغنيّة بالكافيين كالنسكافيه ومشروبات الطاقة، يدفع الجسم إلى التخلّص من هذه السوائل بواسطة التبول بصورة متكررة. فإذا تكرّر الأمر وأصبح إفراغنا للسوائل أكثر ممّا نحصل عليه، يزداد احتمال تعرضنا للجفاف. والجسم في هذه الحالة، يرسل السوائل المتوافرة إلى الأعضاء الأساسية، كالقلب والدماغ، بدلاً من أصابع اليد والقدمين، ممّا يسبب ضعف الدورة الدمويّة ونقص تدفق الدم إلى هذه الأعضاء، وتفاقم آلامها. من أجل هذا كلّه، ينصح الاختصاصيون باللجوء إلى المياه وعصير البرتقال والمشروبات الدافئة، كالقرفة والزنجبيل والنعناع والشاي المضاف إليه قليل من الحامض.
ولعلاج آلام المفالصل، ينصح الاختصاصيون بتناول الخضروات الورقية الغنيّة بالكالسيوم والماغنيزيوم لأنّها تساعد في معالجة الالتهابات التي تسبب هذه الآلام. أهمّ هذه الخضروات، الروكا، والسبانخ والبقدونس والخسّ. بدوره، يفيد الجوز في تسكين الآلام الناجمة عن التهاب المفاصل لغناه بالمعادن والفيتامينات والأحماض الدهنيّة الأساسية. ويقترب زيت الزيتون في تركيبته من الجوز، وينصح بتناوله «نيئًا» مع السلطات للاستفادة أكثر من خصائصه. وتستخدم بذور الكتان لعلاج التهاب المفاصل كونها تحفّز انتاج الهرمونات المضادة للالتهابات، ولزيت الكتان أيضًا المفعول نفسه.

 

المسموح والممنوع
لمقاومة الأمراض، يذكّر الاختصاصيون بضرورة الحصول على قسط كافٍ من النوم يوميًا، وبأهمية تناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات (منتجات الحليب، صدر الدجاج، اللحوم الخالية من الدهون، زبدة الفول السوداني...)، وبالابتعاد عن الدهون والسكريات، وبممارسة التمارين الرياضية حفاظًا على سلامة الجسم ودعمًا لجهاز مناعته. كما يدعون إلى المحافظة على حرارة الجسم وتدفئة أطرافه، منعًا للإصابة بالإنفلونزا وبالتهابات الحلق والجهاز التنفسي.