هو وهي

هل أنتما فعلًا على استعداد للزواج؟ قبل الحفل وكل ما هو فخم وجميل
إعداد: ريما سليم ضوميط

الاختصاصية نيكول الخوري


عندما يقول الثنائي «نعم» للزواج، تبدأ التحضيرات والاستعدادات، من اختيار ملابس العروسين، إلى حجز السيّارة والمطعم والزينة و«الزفّة»، وتحديد عدد المدعوّين، إلخ... هذه التحضيرات ضرورية من دون شك لحفل زفافٍ مميّز، ولكن ماذا عن التحضيرات التي تؤدّي إلى حياة عائليّة مميّزة؟ كم من الشبّان والشّابات المقبلين على الزواج هم فعلًا مستعدّون ذهنيًا ونفسيًا وعاطفيًا لهذه الخطوة الجبّارة؟

 

وصفة سحرية؟
ليس هناك من وصفةٍ سحريّة لعلاقة ناجحة، كما أنّه لا يوجد «كتاب تعليمات» يمكن الاستعانة به لمواجهة صعوبات الزواج وتأسيس العائلة، تؤكّد الاختصاصيّة في علم النفس العيادي السيّدة نيكول الخوري، وإنّما هناك إرادة ناضجة يبدأ بها العروسان حياتهما الزوجيّة، وهي إذا ما ترافقت مع الوعي والنوايا الصادقة بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى، يمكننا حينئذٍ القول إنّ الثنائي مستعدٌّ فعلًا لبناء مستقبلٍ مطمئنٍ. هذه العوامل شرحتها السيدة نيكول في نقاط مفصّلة.

 

الصدق والشفافية
عندما يقع المرء في الحب، غالبًا ما يحاول أن يبدو بأفضل صورة أمام الحبيب، لذلك نرى البعض يخفي عيوبه، ويتصرّف على عكس طبيعته في بعض الأحيان إرضاءً للآخر، وهذا ما يؤدّي إلى مشاكل جمّة بعد الزواج حين تسقط الأقنعة ويظهر كلّ طرفٍ على حقيقته. لذلك ننصح الثنائي بعدم محاولة الظهور بصورة مغايرة للواقع، وعدم إخفاء أي تفصيل هامٍّ عن شريك المستقبل، كما ننصح بمناقشة مختلف المواضيع التي يمكن أن تشكّل سببًا للخلاف في المرحلة القادمة،لأن العلاقة القائمة على الصدق والشفافية تنمو مع مرور الوقت وتزهر، أما تلك القائمة على الكذب والخداع فتؤدّي حتمًا إلى خلافات ومشاكل.
في الإطار نفسه، تشير السيدة نيكول إلى أن الصراحة والوضوح يشملان عدم المسايرة لإرضاء الآخر. فإذا كان هناك ما يزعج أحد الطرفين في تصرّفات شريكه أو أفكاره أو في أيٍّ من المواضيع الأخرى، عليه أن يعبّر عمّا يزعجه بكلماتٍ واضحة لا بمواقفٍ عدائيّة، كأن يقول له: أنا مستاء بسبب كذا وكذا، عندئذٍ يمكن للطرفين أن يعملا معًا على تسوية موضوع الخلاف، كي لا تتراكم المشاعر السلبيّة وتتفجّر ما بعد الزواج غضبًا وخلافاتٍ.
 

الاستقلال عن الأهل
عندما يقرر الثنائي دخول القفص الذهبي وبناء عائلة، فهذا يعني أن كل منهما يملك من الوعي والنضج ما يؤهله لاتخاذ قراراته الخاصة بنفسه، بمعزلٍ عن تدخّل الآخرين وخصوصًا ا?هل. فالاستقلال عن ا?هل شرطٌ أساسي لنجاح الزواج، وقد أثبتت الدراسات أن الارتباط الشديد بالوالدين، وعدم القدرة على الانفصال عنهما يمهّد ًحكمًا للطلاق أو على الأقل لزواجٍ فاشل. لذا نقول للفتاة التي تستعد للزواج أن قراراتها المستقبلية سوف تتخذها بالتشاور مع زوجها لا مع والدتها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الشّاب الذي باتت زوجته شريكة قراراته لا والديه. هذه الاستقلاليّة ستنعكس إبجابًا على جميع الأطراف، وهي لا تلغي احترام الأهل ولا تمنع من طلب مشورتهم في بعض المواضيع والاستفادة من خبرتهم، لكن القرار الأخير يظلّ لأصحاب العلاقة، أي الزوجين.
 

وضع هدف مشترك للمستقبل
حين يقول الثنائي نعم للزواج، على كلّ طرفٍ أن يستعد للتخلي عن ا?نا والانطلاق من «نحن». وبناءً عليه، يضع الإثنان هدفًا مشتركًا وهو تأسيس عائلة صالحة. ومن المهم جدًّا أن يعقد العروسان النية على أن يكبرا معًا ويشيخا معًا، لا أن يفكرا مسبقًا بحقوق كل منهما في حال انتهى زواجهما بالطلاق، كما هي حال الكثيرين اليوم، حيث بات الطلاق خيارًا سهلًا وموضة رائجة. لذلك ننصح المقبلين على الزواج بالتخلّي عن العادات والأفكار التي لا تشبه مجتمعنا، والانطلاق بإيجابيّة نحو حياةٍ سعيدة، فالزواج الذي يبدأ بأفكارٍ سلبيّة لن يصمد أمام مشقّات الحياة. يجب أن يكون هناك إرادة ناضجة لإنجاح الزواج ونيّة صادقة للعيش معًا على حلو الحياة ومرّها للسير معًا نحو تحقيق الهدف المنشود.

 

الزوج الصديق
في عصر التكنولوجيا والسرعة، بات الجميع على عجلة من أمره. الكلّ مشغول بحيث لم يعد الزوج ينظر في عيني الشريك في أثناء الحديث. يجب على العروسين أن يخرجا عما بات مألوفًا. على كلّ منهما أن يكون مستعدًّا لبناء صداقة مع شريكه، بكل ما تقتضيه الصداقة من إصغاءٍ للآخر وتفهّم له، ومساندته وقت الضيق. من المهم أيضًا أن يضحكا معًا لأنّ الفكاهة عنصر مهم في الحياة العائليّة، والزوجان الّلذان يستمتعان بالضحك معًا ويتمتعّان بحس الفكاهة يؤسسان عائلة سعيدة.

 

بساطة العيش
من أبرز تفاهات هذا العصر أنّه يقيس الإنسان بممتلكاته المادّية، وليس بمقوماته الشخصيّة. نحن ننصح العروسين أن يثورا على هذه المفاهيم الخاطئة، ونقول لهما: لا تهتمّا بحجز أفخم مطعم، وشراء أغلى فستان للزفاف، ولا تلهثا وراء المظاهر فتغرقا بالدين منذ بداية حياتكما معًا. تخلّيا عن كل المظاهر الخادعة، وأَقيما زواجًا يسعدكما ولا يرهق جيوبكما، واستمرّا بأسلوب العيش البسيط بعيدًا عن التكلّف، فالسعادة لا تشترى بالمال وإنّما هي تلك الّلحظات الجميلة التي تقضيانها معًا تمارسان هواية ما، أو تتحدثان في موضوع ما، أو تجلسان للاسترخاء سويًّا فقط لا غير! والأهم من ذلك كلّه، إحرصا على أن يكون الّله حاضرًا في حياتكما معًا لأن الإيمان يمنح الإنسان طاقة إيجابيّة تمكّنه من مواجهة أقسى الصعوبات والتغلّب عليها.