أجيال وآمال

هم في قلب المؤسّسة وهي في قلوبهم: نعم سنكمل مسيرة آبائنا
إعداد: ندين البلعة خيرالله

«وعد منّي يا بيّي كفّي مسيرتك على مقاعد هالكلّية»... هي كلمات ريان ابن العقيد الشهيد داني حرب، الذي يزور الكلّية الحربية للمرّة الأولى، ومعه أنطونيو ابن المقدّم الشهيد ابراهيم جبّور الذي سبق أن تعرّف إلى هذا الصرح، وسيأتي مرارًا وتكرارًا حتى ينهي دراسته بعد عامَين، ويلتحق بصفوف التلامذة الضباط هنا...

 

تكريم الشهداء وجولة
عند مدخل الكلّية كان الرائد محمد عبد الرزّاق في استقبال أنطونيو وريان، رافقهما إلى ساحة الشرف حيث وقفا مع تلامذة السنة الثانية وفرقة من موسيقى الجيش لتكريم العلم. انضمّ إليهم قائد الكلّية العميد الركن جورج الحايك، الذي تقدّم ومعه الشابَين لوضع إكليل من الزهر أمام نصب الشهداء التذكاري، قبل أن يقوما بجولة برفقة النقيب أنطوان الجلبوط والملازم نزار أحمد وعدد من تلامذة السنة الثانية في الأرجاء التي أمضى آباؤهم ثلاث سنوات فيها: غرف المنامة، قاعات الطعام، وساحات التدريب... تعرّفا إلى الأسلحة وكيفيّة استخدامها، واختبرا شعور التتلمذ في الكلّية قبل سنوات من تحقيق حلمهما بأن يسلكا الدرب التي سلكها والداهما. وفي متحف الكلّية، الذي يختصر تاريخها وأبرز محطّات مسيرتها، التقطا صورًا لجداريات ورسومات وأدوات تجسّد معاني التضحية والاستقلال...

 

سأصبح ضابطًا...
يتحدّث أنطونيو بعنفوان وفخر، ويقول بكل ثقة: آتي في كل عام إلى هنا لأنني سأصبح ضابطًا، وسأبقى وفيًا للمؤسّسة العسكرية التي نشأنا في أجوائها واحتضنتنا. حين أجول في الكلّية، أتذكّر أبي، وأرى نفسي واحدًا من التلامذة، أرتدي البزّة حليق الرأس، أؤدّي التحية للضباط وأتدرّب لأصبح واحدًا منهم. أعرف أنّ الأمر ليس بهذه السهولة، وسأكون جاهزًا للتحدّي.
أمّا ريان فيقول: أفتخر بأنّني ابن شهيد بطل دافع عن الوطن والمؤسّسة وترك لي الراية التي سأحملها بكل وفاء... نعم، سأتابع مسيرة أبي، وهو سيساعدني من السماء على تخطّي كل تحديات الحياة.
في ختام هذا النهار، الذي سيبقى منطبعًا في ذاكرة أنطونيو وريان، على أمل العودة باستمرار إلى هذا الصرح، توجّها إلى مكتب قائد الكلّية الذي حضنهما وقدّم لكل منهما درعًا تذكارية. حدّثهما عن عظمة شهادة والدَيهما، وعن الكلّية الحربية: من هنا مرّ ضباط الجيش جميعهم، وأمام النصب التذكاري الذي يحمل أسماء الشهداء، تأهّبوا... وفي ساحتها أنشدوا «يا معهد الحرب الأشمّ، أرهفت بالسيف القلم»...