- En
- Fr
- عربي
تحية لها
تدعو الأمّ لأبنائها أن يحميهم الله من كلّ مكروه. دعواتها وصلواتها ترافقهم أنّى اتجهوا. وحين يغيبون عن ناظرَيها تصبح حياتها مضبوطة على إيقاع واحد: لحظة اللقاء. فهل تتّسع الكلمات لوصف معاناة أمّ سُلخ عنها ابنها وبات في مكانٍ قَفِر لا يُعرف إن كان سيعود منه حيًّا أم لا؟
السيدة هناء كليب والدة الرقيب ريان سلام الذي اختطفته «جبهة النصرة» في الثاني من آب سنة 2014، عاشت المحنة طوال 16 شهرًا كانت خلالها تعدّ الأيّام والساعات، زادُها الإيمان وسلاحها الصلاة، تقول: «كنت أصلّي وأرجو الله أن يُفرج عنه سالمًا. كان إيماني بالله قويًا اتّكلت عليه، فوحده كان قادرًا أن يحمي ابني ويخفّف عنّا جميعًا هذه المحنة».
انتظرت لحظة الإفراج عن ولدها الذي أسرته جماعة لا تعرف الشفقة، قتلت اثنين من رفاقه بوحشية. الصبر مفتاح الفرج: صبرت وكانت مساندة عائلات المخطوفين الآخرين عونًا لها. عندما عاد معافى شعرت أنّها حقّقت جلّ أمانيها، ما كنت لأطلب شيئًا غير ذلك، تقول: «المهم أنّه نجا أمّا وضعه النفسي آنذاك فأمر أمكن تخطّيه».
كان في قلبها أمل كبير بأنّها لن تكون خائبة وأنّ عذابها سينتهي عاجلًا أم آجلًا. عند احتضانها فلذة كبدها بين ذراعيها صرخت الشكر لك يا ربّ، وعادت إلى وجهها الابتسامة وإلى قلبها الراحة والطمأنينة.