تحقيق عسكري

وإن بالقليل المتواضع من الإمكانات فوج الأشغال المستقلّ: ورش البناء والترميم والصيانة مستمرّة
إعداد: ندين البلعة

 

الهندسة المدنية اختصاصه، يبني هنا، يرمّم هناك ويفتح طريقًا في مكان آخر... إنه فوج الأشغال المستقل الذي تنتشر ورشه في مختلف الأراضي اللبنانية. أنشئ بتاريخ 1/6/1993 فألحق إداريًا بلواء الدعم، ثم استقلّ اعتبارًا من 1/3/1995 ليرتبط مباشرةً بقيادة الجيش.
لم تقتصر مهمّات الفوج منذ تأسيسه على تنفيذ أعمال الهندسة المدنية كالبناء والترميم والصيانة الكبرى للمنشآت العسكرية ونقل مواد البناء فحسب، بل تعدّتها لتشمل الأعمال الإنمائية كشق الطرقات، وإقامة الملاعب، ورفع الأنقاض والردميات، وتنظيف مجاري الأنهار، واستحداث برك لتجميع مياه الشتاء، والإغاثة والإنقاذ والمساهمة في إطفاء الحرائق.

 

تحديات وتضحيات
العميد الركن عدنان حمية قائد فوج الأشغال المستقلّ يتحدّث عن الفوج الذي واكب بقدراته المتواضعة، منذ تأسيسه، كل التحديات التي عصفت بالوطن وقد كان أبرز تجلياتها دعم مشروع عودة المهجّرين إلى الجبل.
العام 1995 باشر الفوج إخلاء مختلف الأملاك والمنشآت المصادرة وإعادتها لأصحابها، إذ كُلِّف تأمين المنشآت البديلة للقوى العسكرية المنتشرة كصناعة الهنغارات وترميم المباني القديمة وإقامة المنشآت الجديدة، بما يتيح استيعاب هذه القوى.
العام 1996، وعلى أثر الإعتداء الإسرائيلي على لبنان (عناقيد الغضب)، كُلِّف الفوج مسح الأضرار وحصرها بأقل وقت ممكن.
العام 2006 دفع الفوج ضريبة الدم في صراعه مع العدو الإسرائيلي خلال حرب تموز، فكان الثمن استشهاد 4 ضباط و5 عسكريين بالإضافة إلى أضرار مادية جسيمة نتيجة الضربة الجوية التي شنّها العدو على ثكنة الفوج ليل 17/18 تموز، متعمّدًا شلّ قدراته بعد أن بادر إلى إصلاح طرقات قطعها هذا العدو في سياق عمله على عزل بعض المناطق ومنع التواصل بينها. وفي 14 آب من العام نفسه استشهد عسكريان من جرّاء قصف العدو على البقاع. ضريبة الدم التي دفعها الفوج كانت حافزًا لعسكرييه، ما جعله يستعيد قدرته القتالية بسرعة، ويدعم انتشار القوى في قطاع جنوب الليطاني مساهمًا في إزالة آثار الإعتداءات.
خلال معارك نهر البارد (2007) كان للفوج دور مهمّ، وخلال تأديته الواجب دفع ضريبة الدم مرّة أخرى، حيث استشهد أحد سائقي الآليات الهندسية وجرح 15 عسكريًا، كما تعرّضت آليات الفوج، لاسيما المجنزرة منها لأضرار جسيمة.
بُعيد انتهاء حرب البارد ظهرت الحاجة إلى تحصينات متحركة قام الفوج بتصنيعها بواسطة الباطون المسلّح (مكعبات، جدران، محارس...). كما أقام عدّة منشآت في مختلف المناطق، أهمها: أبراج مراقبة على الحدود الشمالية، مبانٍ للقوات البحرية لتركيز رادارات في أكثر من منطقة، مبنى جديد لفوج التدخل الخامس في سنّ الفيل، وقاعة للإيجاز مع كامل التقنيات المتطورة لمصلحة القيادة.

 

إنجازات ومشاريع
حاليًا يعمل الفوج على عدّة مشاريع أبرزها: إنشاء مبنى لفرع مكافحة الإرهاب والتجسس، بناء مستوصف تابع لمنطقة البقاع العسكرية في دوريس، استحداث هنغارات للتدريب في معسكر عرمان، استكمال أعمال تركيز أبراج المراقبة على الحدود الشمالية، إقامة مبنى مع مخازن ومواقف في ضبية، وآخر على مدخل مديرية الشؤون الجغرافية.
إلى ما سبق، يقوم الفوج بأعمال ترميم تشمل عدّة مبانٍ أبرزها: مبنيان في ثكنة شكري غانم لتمركز الفوج المضاد للدروع، مبنى لمخابرات جبل لبنان والشرطة العسكرية، مبنى لمستوصف موقع بيت الدين، عدد كبير من المطابخ العسكرية، قسم كبير من منازل الضباط، ومباني الكلية الحربية، بالإضافة إلى مهمّات الصيانة الصغرى للوحدات الصحية ومعالجة النشّ في مختلف المباني العسكرية.

 

هيكلية الفوج
يتألف الفوج من القيادة، سرية عتاد (وسائل وآليات هندسية)، سرية مشاغل (نجارة، حدادة، ألومينيوم، أحجار باطون، طرش...)، سرية قيادة وخدمة، وقد استحدث أخيرًا سرية حفريات خاصة. أمّا آلية تنفيذ المهمات فتتم وفق الآتي:
- وضع الدراسات التي تكلّف القيادة الفوج بها، وتحضير لوائح المواد اللازمة، والإشراف على التنفيذ وملاحقته.
- إدارة السلفات وتحقيق المواد والتجهيزات اللازمة لتنفيذ الأشغال.
- تنفيذ الأشغال وفق الدراسات، وهذه الأخيرة يقوم بها الفوج أحيانًا ومديرية الهندسة أحيانًا أخرى.
- تصنيع وتركيب لوازم الورش التي تنفّذها سرايا الأشغال لمصلحة مختلف وحدات الجيش.
- تنفيذ الأشغال الهندسية اللازمة لورش سرايا الأشغال ونقل مواد البناء.
«كل ما نقوم به يزيدنا خبرةً وتطورًا»، يقول العميد الركن حمية. وبدعم القيادة وتأييدها الدائم، تحاول قيادة الفوج إنشاء مشغل لإقامة المنشآت المسبقة الصنع، وتطوير عديدها وعتادها ضمن الإمكانات المتوافرة.
أمّا حاجاته والتي تعمل القيادة على تلبيتها فتتمثّل بزيادة قدراته التقنية في مجالات الهندسة المدنية، والإدارة، بالإضافة إلى مهنيّين واختصاصيّي ميكانيك.


شعار الفوج
شعار فوج الأشغال المستقل يتألف من برج في الوسط يرمز إلى مهمّة تنفيذ أشغال المنشآت المبنية، يحيط به إطار أسود يرمز إلى الأشغال التي تتعلّق بالطرقات والمواصلات. السعف على الجانبين باللون الأخضر ترمز إلى النصر، واللون الأحمر في خلفية البرج يرمز إلى التضحية حتى الشهادة.