من هنا وهناك

واقع الحال الأثري في مدينة بيروت
إعداد: جان دارك أبي ياغي

محاضرة للدكتور حارث البستاني في الـ LAU

 

«واقع الحال الأثري في مدينة بيروت» كان عنوان اللقاء الأول ضمن سلسلة محاضرات «مركز التراث اللبناني» في الجامعة اللبنانية الأميركية للموسم الأكاديمي 2012-2013، مع أستاذ علم الآثار في الجامعة اللبنانية الباحث الدكتور حارث البستاني، في حضور نخبة من أهل الثقافة والعلم والإعلام ومحبي الآثار.
إفتتح اللقاء رئيس المركز الشاعر هنري زغيب الذي أشار إلى سلسلة محاضرات شهرية للمركز تضيء على مفاصل مهمة من تراث لبنان التاريخيّ والأثريّ والموسيقيّ والأدبيّ والصحافيّ وغيرها.
 رئيس «الجامعة اللبنانية الأميركية» جوزيف جبرا إرتجل كلمة شدّد فيها على دور هذا الصرح الأكاديمي في خدمة الوطن والمنطقة، من خلال رسالة العلم، ومن خلال رسالة الثقافة، ودور «المركز اللبناني للتراث» في تفعيل المعطى الثقافي الأثري والحضاري في لبنان.
بدوره، عرض الدكتور حارث البستاني مجموعة كبيرة من الصور عن المكتشفات الأثرية في مدينة بيروت وما أسفرت عنه حفرياتها من كنوز تاريخية ترقى إلى أقدم الحضارات، وعرض خصائص الثقافات التي تعاقبت على مدينة بيروت، منذ تأسيسها في زمن الفينيقية الكنعانية، فالفينيقية، في الألف الأول قبل الميلاد، فالفارسية، فالإغريقية، فالهلنستية، فالرومانية، فالبيزنطية، فالأموية، فالعباسية ، فالصليبية، فالمملوكية، وصولًا إلى العثمانية.
وقد تمحورت محاضرة البستاني حول نشوء حفريات بيروت وتواريخ هذه الحفريات، شارحًا الفارق بين الحفريات الأثرية للإنقاذ التي تقام في الهـواء الطلـق، وبين الحفريـات التي تقـام في وسط المدينة، والتي تتطلب وقتـًا أطول وعملًا أصعب، منتقـدًا في الوقت عينـه، تقاعـس الوزراء على مر الأعوام، عـن تحديـث قانون الآثار الذي سُنَّ في الخمسينيـات من القرن العشرين، داعيًـا إلى إنشـاء متاحـف تحـت المبــاني التي تُشـاد والتي ستشاد في وسط بيروت، خصوصًا أن هـذه العاصمة الصـغيـرة الحجم، تملـك آثارًا ممتـدة في مسـاحـات كثيرة...
البستاني تطرّق في سياق المحاضرة إلى الإشكالية أو الضجة التي أثارتها قضيـة سباق الخيل الأثري، والمرفأ الفينيقي...
كما تطرّق إلى مدرسة بيروت للحقوق، هذه المدرسة التاريخية القديمة التي أشير إليها في نصوص تل العمارنة، والتي تختلف وجهات نظر الباحثين وعلماء الآثار والتاريخ في تحديد موقع آثارها.