باختصار

...والوطن للجميع
إعداد: العميد الركن حسن أيوب
مدير التوجيه

لم يخلُ كتاب تنشئة أو توجيه معنوي أعدّته القيادة على مدى تاريخها، من التركيز على أهمية الدين في صقل الشخصية الوطنية والعسكرية، والسير بها في الطريق الصحيح.
كما أنّ الجندي اللبناني لم يخلّ يومًا بمبادىء الدين، ولم يخالف تعاليمه ووصاياه. وفي لبنان الذي يتغنّى دائمًا بالتنوّع الديني الذي يعمّ مجتمعه، ويعتزّ بالحرية المسؤولة التي يسرها لأبنائه في اختيار توجّهاتهم الروحية والأخلاقية، نجد انّ الجيش هو الصورة المصغّرة عن الوطن الذي ينتمي اليه، وهي صورة يقف المواطنون ضمن إطارها طوعًا واختيارًا، فيشكّلون ألوانها ويرسّخون دعائمها.
كلّ اتّجاه ديني ممثل هنا، وكل مجموعة حاضرة، وكل رسالة سماوية محترمة وموقرة. هذا حاضر في العقيدة العسكرية الراسخة، التي تشمل الجميع، وتلتقي معهم وتكتمل بهم، وتستمدّ خطوطها العامة من التربية التي تلقّوها في بيوتهم ومعابدهم، والنشأة الراسخة التي حكمت طفولتهم وشبابهم.
يحافظ الجندي على انتمائه الإيماني في المؤسسة العسكرية، ويتعرّف بالتالي الى الحالة الإيمانية لرفيقه في السلاح، فيزداد بذلك احترامًا لها، واقتناعًا بقربها من حالته. يمارس شعائره، ويحتفل بأعياده مع الأهل والرفاق والأصدقاء، من دون أن يؤخّره ذلك عن تنفيذ المهمات الموكلة اليه.
من هنا، فكيف لأيّ كان، مجنونًا كان أو عاقلًا، أن يرى ما يشبه الكفر في الجيش، ويفترض وجود طريق تحيد به عن الإيمان بالله والتضحية في سبيل الوطن، أو توافر خطوات تسير بأصحابها نحو العدم؟ كيف للكفر أن يكون في مؤسسة ترفض الإلحاد في السر والعلن، في الكتاب المطبوع وفي النشرة المعمّمة وفي المحاضرة المسموعة؟ وكيف للكفر أن يكون في مؤسسة تحمي المواطنين، وتعتبر الأمن خطًا أحمر؟ مؤسسة تساعد الطفل وتنصر المرأة وتعين الرجل، يستشهد أبناؤها في التصدي لأطماع العدو الاسرائيلي، ويستبسلون في مواجهة المخلّين بالأمن، ويضحّون في سبيل الحفاظ على حرية التعبير وممارسة الشعائر ضمن الأصول والأعراف؟
لن يكون الجيش بديلًا عن المؤسسات الدينية بالتأكيد، لكنّه لن يكون إلّا مكمّلًا لرسالتها السامية، تمامًا كما هو مكمّل لجهود الأهل والعائلات في التربية والتوجيه الأوّلي على طريق القيم والأخلاق، حيث لا الكفر موجود، ولا التهاون والفساد.