كلمة وزير الدفاع الوطني

وانتصر لبنان...

انتصر لبنان, وأشرقت شمس الوطن من رحم جروده: عبارة تختصر ما يمكن أن يقال عن معركة خاضها الجيش، فمحا مأساة عاشتها عدّة مناطق من لبناننا، بعدما توغّل فيها الإرهاب، وحاول طمس هويتها الوطنية وإلباسها ثوب التطرف والجهل.
فجر التاسع عشر من آب 2017، استفاق اللبنانيون على إعلان قيادة الجيش باسم لبنان والعسكريين المختطفين ودماء الشهداء الأبرار، وباسم أبطال الجيش اللبناني العظيم، إطلاق عملية فجر الجرود.
خبر لم يكن عاديًا بالنسبة إلى اللبنانيين الذين تداعوا من جميع المناطق لدعم الجيش، فانطلقت حملات التبرع بالدم والغذاء والماء، دعمًا للأبطال الذين يسطّرون ملاحم التحرير.
في المقابل كانت العين على الجرد، والصلاة لحماية إخواني الجنود في أرض المعركة، والقلب على العسكريين المخطوفين لدى التنظيم الإرهابي «داعش».
التفّ اللبنانيون حول جيشهم المظلل بدعم رئاسي عبّر عنه فخامة رئيس الجمهورية، وتأييد حكومي كامل أعلنه دولة رئيس الحكومة باسم جميع الوزراء.
في معركته، لم يرحم الجيش الإرهابيين الذين أمعنوا ببلدنا قتلًا وإجرامًا، ففكّك خلاياهم وأخرجهم من مخابئهم وأوكارهم، وأحبط مخططاتهم الرامية إلى العبث باستقرار لبنان وأمنه. أمّا جنودنا الذين اختطفوا كرهائن فقد زفّوا شهداء في قافلة شهداء الوطن.
وكان النصر والتحرير.
لكنّ عملية فجر الجرود ليست النهاية، فالطريق طويلة، وجيشنا مستمر في تنفيذ مهماته من خلال ملاحقة الإرهابيين وتفكيك خلاياهم وتعطيل مخططاتهم، وحماية أرضنا وشعبنا ونظامنا.
وعلى الرغم من ذلك، فإنّنا مطمئنون لقوة جيشنا وصلابته وإصراره على حماية أرضه وأهله، ومطمئنون لأنّ جيشنا مؤمن بعقيدته وبوطنه، وشعبنا مؤمن بجيشه إيمانه بأرضه.
بموازاة ذلك، فإننا نؤكد دعمنا للجيش الذي نترجمه بمتابعة عملنا واتصالاتنا لتأمين حاجاته ومستلزماته، وحماية النصر الذي حقّقه، والقيام بكل ما يلزم لتنمية قدراته، وسنعمل مع كل صديق وكل حليـف في الوطـن والخــارج للوصـول الى هــذا الهــدف.
إنّ كلمتنا الأولى والأخيرة تبقى لجنودنا، ولهم نقول: أمامكم الكثير واتكالنا عليكم كبير، فاثبتوا على عقيدتكم الوطنية، بل زيدوها رسوخًا وثباتًا، وثابروا على حماية حدود وطنكم وحفظ سيادته، فهو أمانة في أعناقكم.
أمّا الشهداء، فعهدنا لهم في إكمال المسيرة، ووعدنا للّبنانيين بأن نحمي الجيش وندعمه ونقوّيه.
اتّكالنا عليك أيها الجيش في العيش بمجد أنت حاميه.