تكنلوجيا وتسلح

وثبة جديدة لبرنامج الفضاء الاسرائيلي
إعداد: كمال مساعد

تؤكد المعطيات أن "افق –5" يتحرك على ارتفاع بتراوح بين 370 كلم و600 كلم عن سطح الارض, في حين ينفذ 16 دورة حول الكرة الارضية في اليوم, أي دورة واحدة كل 90 دقيقة. وهو ينتمي الى نوع من الاقمار الخفيفة والصغيرة اذ ان وزنه لدى الاطلاق هو 300 كلغ فقط, وارتفاعه 2.3 متران وقطره متر وقدرت كلفة بنائه بنحو 60 مليون دولار, وعمره المخطط هو نحو اربع سنوات, وقد اطلق الى القضاء , مثل "افق- 3" ليتحرك من الشرق الى الغرب, بالاتجاه المعاكس لدورة الكرة الارضية, وذلك كي لا يسقط في ايد عربية في حال تعثره. واما الاهداف الاستراتجية للقمر "افق- 5" فهي, كما تؤكد صحيفة معاريف الاسرائيلية, " انه قمر فريد من نوعه في العالم بالنسبة الى وزنه ونوعه الصور التي يلتقطها. وأن ميزة الوزن الخفيق تتيح للقمر سرعة قصوى في الحصول على اهداف التصوير ويحولها الى حل امثل لإلقتاط الصور. كما أن جهاز الاستكشاف في القمر ينفذ تصويراً باتجاه سير القمر الى الامام وذلك بسرعة تصوير متغيرة وفي زوايا مختفة أيضاً. ويستطيع هذا القمر تزويد اسرائيل باستخبارات واضحة حول تحركات قوات معادية واشارات اخرى يمكن ان تدل على نوايا دول المواجهة. وهو يساعد اسرائيل كثيراً في ملاحقة التطورات في دول معادية, مثل نصب صواريخ وتطوير مصانع اسلحة وبناء مواقع نووية. ويمكن توجيه القمر الجديد من الارض بواسطة محركات مساعده مركبة عليه في القضاء وبذلك يمكن ان يصور أي نقطة على وجه الكرة الارضية".

كذلك "ان اقمار اسرائيل الفضائية تستطيع, بفضل اجهزة الاستطلاع والاستشعار المتطورة والدقيقة, التجسس على كل شبر داخل الدول العربية ومنطقة الشرق الاوسط. وقد بلغت دقة الاقمار الاسرائيلية حداً دفع قادة الدول اليهودية الى التصريح بأنه قد أوكل الى تلك الاقمار مهمة رصد تحركات الجماعات المعارضة للحل السلمي على القياس الاسرائيلي". هذا ما اشارت اليه "الفورن ريبوت". وتابعت : إن اسرائيل تستعد حالياً لإطلاق جيل خاص من اقمار الاتصالات والتنصت الكتروني. وتختلف هذه الاقمار عن اقمار التجسس والاستشعار التي سبق ان اطلقتها الدولة العبرية, حيث توضع هذه الاقمار على ارتفاع نحو 36 الف كيلومتر على المدار الثالث حول الارض. ويقدر عمر تلك الاقمار بنحو عشر سنوات على الاقل, كما انها تغطي منطقة الشرق الاوسط على مدار 24 ساعة, مستخدمة كذلك صواريخ مجهزة لحمل رؤوس نووية".

 

برنامج الفضاء الاسرائيلي

كانت اسرائيل قد بدأت منذ الثمانينات بمشروع تطوير اصطناعي للاستكشاف ففي العام 1988 اطلقت اول قمر اصطناعي من انتاجها "افق- 1" الى مدار منخفض حول الارض, واستناداً للعديد من التقارير الغربية, فإن تطوير هذا القمر الاصطناعي جرى بالاشتراك مع جنوب افريقيا.

وفي بداية اذار من العام 1990, اطلقت اسرائيل قمرها الاصطناعي الاستكشافي"افق –2". ويبلغ وزن هذا القمر 374 باوند ومجهز بجهاز تصوير, وقد يكون نسخة مشابهة للاقمار الاصطناعية الاستكشافية القديمة التي تعمدت على الكبسولات. وتقول مصادر اسرائيلية بأن إطلاق هذا القمر جرى لاغراض الاختبار والتجريب ثم "أفق –3" عام 1955 الذي يتمكن من رصد واستطلاع مسبق للأهداف المطلوب مهاجمتها, ومعرفة نتائج القصف بدقة وسرعة, بفضل تزويد هذا القمر بكاميرا تصوير مصغرة يمكنها التقاط صور لمساحات شاسعة من مسافات بعيدة. كما اطلقت اسرائيل في العام المنصرم قمرها للبث الاذاعي والتلفزيوني للاتصالات والتجسس "عاموس 1" وهي تخطط لتفيذ اطلاق سلسلة "عاموس" المتطورة لتحل محل سلسلة "أوفيك" كي تحلق اقمارها على ارتفاع عال, وتكون قادرة على التقاط الاتصالات الهاتفية والتجسس بالاشعة ما تحت الحمراء. وقد قامت اسرائيل بوضع القمر "عاموس1" فوق مدار القمر العربي "عربسات 2"في أجواء كينيا، وذلك للتجسس على الاتصالات العربية، لان الاقمار الاصطناعية تستطيع تزويد اسرائيل بمعلومات هامة عن طريق التصوير الجوي, لكن فائدتها في تحقيق ردع بواسطة التنصت قليلة للغاية، لان القمر الاصطناعي يمر فوق المنطقة لعدة دقائق فقط (15 ثانية كل سبع ساعات)؛ لكي يكتسب فعالية متواصلة، سيتطلب ذلك أن يكون لدى اسرائيل عشرات الاقمار الاصطناعية.هذا ما أكدته دراسة صادرة عن مركز الابحاث الاستراتيجية من جامعة تل ابيب، قام بها البروفسور "أربيه شليف".

 

وكالة الفضاء الاسرائيلية

في العام 1960, زرع بن غوريون البذرة الاولى في حقل الفضاء الاسرائيلي, عندما أمر بلإنشاء اللجنة القومية لأبحاث الفضاء. وكان الهدف من انشاء هذه اللجنة تهيئة جو عام يؤدي بعد سنوات الى وضع البنية الاساسية لبرنامج فضائي. واوضحت الدراسات الاولية, في هذا الميدان, توفير المتطلبات الاساسية الاتية:

1- صواريخ دفع تستخدم كمركبات اطلاق للاقمار الاصطناعية.

2- قاعدة صناعات الكترونية معقدة ومتقدمة.

3- ابحاث فلكية وقضائية موسعة.

4-  تعاون وثيق مع وكالات الفضاء الاجنبية. وفي العام 1983 استطاع العالم الاسرائيلي بوفال نئمان, الذي كان من اشد المتحمسين للمشروع الفضائي, أن يلم شمل الجهات الفضائية العلمية والعملية في مؤسسة حكومية واحدة لها ميزانية خاصة هي "وكالة الفضاء الاسرائيلية" . وكلفت  بـ "وضع برنامج اسرائيلي متكامل لاستغلال الفضاء . والاشراف على تنفيذ

 

".ولتحقيق هذا الهدف حددت للوكالة مهام اساسية هي:

1-  دعم الابحاث النظرية والتطبيقية في جميع المؤسسات العلمية والبحثية وتحقيق تكامل في ما بينها.

2- تشيجع الصناعات الاسرائيلية الحكومية والاهلية على انتاج الاجهزة والمعدات الفضائية.

3- تحقيق تعاون وثيق مع الهيئات الفضائية في دول نادي الفضاء, وتبادل الابحاث معها وتمهد الطريق للحصول على ما يحتاجه البرنامج الاسرائيلي من اجهزة ومعدات من الخارج, وخاصة وكالة "ناسا" الاميركية وسنيز" الفرنسية و"دفلر"الالمانية و "ايسا" الاوروبية.

4- نشر الوعي الفضائي لدى الجماهير وخلق قاعدة عريضة من الباحثين في الجامعات والاكاديمات العلمية.

 

اهداف التجسس على العرب

ان اسرائيل تريد مواصلة اطلاق اقمارها التجسسية على العرب لاهداف استراتجية تتمثل في ما يلي:

اولاً يخفض القمر الصناعي من احتمال تلقي اسرائيل ضربة مفاجئة, وذلك من خلال مراقبته المنشآت والتحركات العسكرية العربية وارسال انذارات مبكرة عنها.

ثانياً: تجسس اسرائيل بواسطة اقمارها على بطاريات المدفعية والصواريخ وتجمعات الدبابات والقواعد الجوية العربية, وترصد ما يطرأ على المناطق المدنية والعسكرية العربية من متغيرات وتطورات.

ثالثاً: توفر الاقمار لاسرائيل وسائل استطلاع, وكما هائلاً ومخزوناً من المعلومات المهمة. وذلك بعدما بدأت الدولة اليهودية, منذ حرب الخليج الثانية تشك في المعلومات التي تمدها بها الولايات المتحدة, عن طريق اقمارها للجسس البالغة 36 قمراً والتي تدور على مدار الساعة حول الكرة الارضية.

ربعاً: من المكن ان يكون للأقمار الصناعية الاسرائيلية امكانات وقدرات عسكرية اخرى مثل توجيه صواريخ أرض – أرض, وصواريخ  الدفاع الجوي, والانظمة المضادة للصواريخ العربية المتوسطة المدى.

خامساً: بإمكان الاقمار الاسرائيلية التجسس وعاقة الاتصالات السلكية واللاسلكية ووسائل الاستطلاع والاشعاعية العربية, والسيطرة على الاتصالات الهاتفية للبلدان العربية والتقاطها وتسجيلها.
ان حجم الاخطار المحيطة بالوطن العربي تستوجب الاقدام لتبني استراتجية عربية في مجال الصناعات الفضائية. على ان يكون لها اهداف واضحة, اهمها تقليص الفاصل الزمني وتحقيق التزامن الاستراتجي, والاخذ بالمعطيات الجديدة والرد من خلال الخبراء والعلماء العرب لأن ما تدعيه اسرائيل من تقدمها " الكمى والوعي", يشكل نوعاً من الابتزاز. وهذا يلزم الدول العربية. ان تستعد لمعركة علمية تكنولوجية ضاربة, تخوضها ضد عدو ومخادع, وتكون الغلبة لمن يحسن استخدام موارده أو اقتباس الطريق الذي تسلكه اسرائيل...!

 

اسرائيل تخشى حصول العرب على صور فضائية لأراضيها

 بدأت اسرائيل جهداً مكثفاً للحيلولة دون امتلاك اخصامها العرب صوراً ملتقطة لاراضيها بواسطة اقمار مزودة بكاميرات على درجة عالية من النقاوة تملكها شركات تجارية. وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الاسرائيلية ان اسرائيل ستواصل حث واشنطن على تطبيق قيود مشددة على مبيعات تجارية لصور الاقمار الصناعية ذات القدرة على التصوير النقي للاراضي الاسرائيلية, التي تملكها الشركات الاميركية العاملة في حقل "بيع الصور لمن يطلبها".

وقال خبراء ان الستراتيجية الاسرائيلية في هذا المجال تعاني من خلال عميق فهي تفترض ان الولايات المتحدة وشركاتها التجارية وحدها في الساحة في حين ان هناك دولاً وشركات عالمية لا سلطة لأميركا عليها تعمل في هذا الحقل, وقادرة على تعقب هذف بواسطة اقمارها لا يتعدى طوله المتر الواحد.

وقال مسؤولون في واشنطن ان الرئيس الاميركي جورج بوش مصرّ على تطبيق الاتفاق الموقع في العام 1997, والذي يخطر على الشركات الاميركية بيع صور فضائية تستطيع تميزه هدف في الاراضي الاسرائيلية يقل طوله عن مترين. وتعتقد اسرائيل ان شركاتها والشركات الاميركية تحتكر تكنولوجيا تصوير الاهداف الصغيرة بواسطة الاقمار الصناعية, في حين ان اغلب الخبراء يعتقدون ان هذه التكنولوجيا موجودة لدى روسيا التي تعتمد على سلسلة كثيفة من الاقمار الصناعية, وقد ترى يوماً ان من مصلحتها بيع الصور والمعلومات في السوق العالمية ويعتقد الاميركيون ان الشركات التجارية التي تبيع صوراً, لا تملك تكنولوجيا تصوير الاشياء التي يبلغ طولها اقل من مترين, وان الصور الدقيقة موجودة فقط لدى روسيا واوروبا والولايات المتحدة وهي اصلاً لا تبيع الصور.

الا ان الاميركيين يشرون الى شركة دولي, مقرها قبرص, اسمها “Image sat”تبيع الصور ذات الطبيعية الستراتجية لمن يطلبها. واكدت اسرائيل انها حصلت على حق حصري لشراء كل الصور المتعلقة بأراضيها.

ويرى الاسرائيليون ان الخطورة في هذه الصورة انها ترصد تحركات الجيش الاسرائيلي, وفي حال معرفة دولة عربية بهذا التحركات يصبح هذا الجيش معرضاً للقصف بالصواريخ, كما انها ترصد المخابئ اسرائيل...