وزير الدفاع الوطني ينوّه بجهود المؤسـسة العسكرية

وحدة الموقف اللبناني هي السد المنيع لما يطبخ في الخارج ضد مصلحة لبنان

تطبيق قرارات الشرعية الدولية هو السبيل الوحيد لتأكيد الحقوق العربية

 

نوّه معالي وزير الدفاع الوطني الأستاذ خليل الهراوي في حديثه الى مجلة "الجيش" بجهود المؤسسة العسكرية في حفظ الإستقرار الداخلي, ومنع الإخلال بالأمن في الداخل وعلى الخط الأزرق, كما اعترف به لبنان إبان الإنسحاب الإسرائيلي, مما فوّت على شارون فرصة الإعتداء على لبنان والهروب من مأزقه الداخلي في مواجهة مقاومة الشعب الفلسطيني.
وشرح معالي وزير الدفاع وجهة نظره من تطورات الأوضاع في فلسطين, فرأى ان الصراع اقترب من مرحلة مفصلية لكلا الطرفين, حيث أن الفلسطينيين يخوضون منذ بدء الإنتفاضة في أيلول عام 2000 حرب إستقلالهم وإنهاء الإحتلال وإقامة دولتهم, فيما تجاوزت إسرائيل كل الإتفاقات مع السلطة الفلسطينية في حربها ضد الفلسطينيين.
وحذّر معالي الوزير الهراوي من إنفلات الأمور في حال نجح شارون في تنفيذ مخططاته, بما يهدد إستقرار منطقة الشرق الأوسط, داعياً الى مواجهة السياسة الإسرائيلية عبر رفد الفلسطينيين بأسباب الصمود في أرضهم, ودعم الإنتفاضة والتوجه بمبادرة السلام العربية الى المجتمع الدولي, وعلى رأسه الولايات المتحدة, وحثّه على تبنيها والضغط على إسرائيل بغية دفعها نحو قبول مبدأ السلام, ذلك أن المجتمع الإسرائيلي هو في بنيته وتكوينه مجتمع حربي عسكري, يستمد قوته وحيويته من إستمرار حالة التعبئة العسكرية. فمن هنا ضرورة التدخل الدولي, ولا سيما الأميركي للضغط على حكّام إسرائيل, ودفعهم للإلتزام بمقتضيات السلام الشامل والعادل وتطبيق كل قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.


ونبّه الوزير الهراوي من سعي شارون الى الإلتفاف على مبادرة السلام العربية, عبر طرحه لرؤيته الخاصة بالسلام, والتي تختصر باتفاق مرحلي يوقف الإنتفاضة مع بقاء كل المستوطنات, ورفض عودة اللاجئين الفلسطينيين, مما يضاعف قلق اللبنانيين الذين يعيشون اليوم هاجس التوطين الذي يتفاقم خطره, نظراً لما يكتنف التحركات الدولية من غموض على هذا الصعيد, والمواقف العلنية لحكام إسرائيل الرافضة لحق العودة, مشدداً على ضرورة الضغط باتجاه تطبيق قرارات الشرعية الدولية الخاصة بهذا الصراع, لأنها السبيل الوحيد لتأكيد الحقوق العربية وقطع الطريق على مشاريع شارون التوسعية والإستعمارية.


وأعرب الوزير الهراوي عن ثقته بأن وحدة الموقف اللبناني هي السد المنيع لما يطبخ في الخارج ضد مصلحة لبنان, مثمّناً وعي اللبنانيين جميعاً لدقة المرحلة, وما تتطلبه من حكمة وتضامن لمواجهة انعكاسات الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين على بلدنا. وشدّد في هذا الإطار على جدية السلطة في ضبط الخط الأزرق, ومنع أي خروقات له, مؤكداً أن لا نية للبنان بفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل, خارج معادلة الإحتفاظ بحق المقاومة لتحرير مزارع شبعا, موضحاً أن ما شهده الخط الأزرق من إندفاع البعض الى فتح النار باتجاه إسرائيل من الحدود اللبنانية, ما هو إلا تعبير عن غضب الشارع العربي من الممارسات الإسرائيلية الوحشية, وأن هذه الأعمال لا ترقى بأي حال الى تهديد الوضع على الحدود, ولا تبرر بالتالي التهديدات الإسرائيلية للبنان وسوريا, إلا اذا كانت إسرائيل تبيّت نيات عدوانية ضد البلدين.