باختصار

وحدتنا جيش ينتصر
إعداد: العميد الركن حسن أيوب
مدير التوجيه

ليست السنوات مقياساً معيارياً مطلقاً لتحديد عمر الأوطان، كما أن الجغرافيا (على أهميتها) ليست وحدها من يحدد هوية الشعوب والبشر، فلبنان هذا الحيّز الجيوستراتيجي المتميز، اكتسب أهميته كوطن بموقعه وشعبه وحضارته منذ آلاف السنين.
ليس صدفة أن يكون لبنان ملتقى حضارات العالم بتنوّعها، فشعبه يكاد يختصرها جميعها بعمق تجربته، في معايشتها، وفلسفتها، وتمازجها، وبتنوع الأفكار والمعتقدات، واختزان معنى الحضارة البشرية، فيتجرد هذا اللبناني من واقع الجغرافيا كمواطن ويتسامى إلى العالمية كإنسان، ويصبح مواطناً كونياً، عندما تضيق به هذه الجغرافيا، ولكن بدون أن يغضّ طرفه عن التاريخ الضارب بعيداً في هذه الأرض، وفي أعماقه.
لقد عاش أهل هذا الوطن حقباً طويلة، تمازجوا، اختلطوا، وتوحّدوا في مجتمع واحد، على تنوّعهم ولكن لعبة الأمم كانت دائماً تحاول تفريقهم تحت شعارات شتى وعناوين مختلفة، ودائماً لخدمة أهداف الدول الكبرى ومصالحها الخاصة في هذه المنطقة من العالم. لقد عبر تاريخ الوطن مخاطر متعددة وكثيرة، كادت تودي به، ولكن في كل مرة كان هذا الشعب يعرف كيف يخرج من الأزمات والأخطار وهو أكثر قوة وصلابة.
لقد سعى أعداء هذا الوطن وما زالوا يسعون لشرذمته، لأنّه مثال صارخ على بطلان ادعاءاتهم حول صفاء العرق أو الدين أو اللغة كهوية وحيدة لبناء الأوطان. ومنذ تأسيس دولة إسرائيل وهي تسعى لضرب كيان لبنان ومجتمعه متذرعة بكثير من الأسباب، وما زالت تهدّد، لأن هذا الوطن وقف بوجهها ولقّنها درساً في الوطنية والوحدة ما بين جيشه ومقاومته وشعبه، في التصدي لعدوانها المستمر ضد أرضه وشعبه وسمائه ومياهه، واليوم أكثر من أي وقت مضى، يقف أبناء هذا الوطن ملتفّين حول جيشه، ومقاومته للتصدي لمخططات العدو التخريبية ومنع الفتن التي يسعى إلى زرعها في أرضه وبين أبناء شعبه، ولردع عدوانه وتهديداته، بما يملكون من قدرات الوعي على الحوار وإدارته لمصلحة الوطن، والإيمان أن وحدتهم هي الكفيلة بهزيمة وإفشال مشاريع هذا العدو مخططاته.
لقد بذل جيشنا الواحد، وما زال يبذل الدماء، ويقدم الشهداء لحماية هذا الوطن وشعبه ووحدته، وهو سيتابع رسالته الوطنية المقدسة في الذود عن الوطن كل الوطن، في وجه الاعتداءات الإسرائيلية على الحدود، وفي الداخل ضد أعمالها التخريبية والتجسسية، كذلك سيقوم بواجبه الدائم ضد أعمال الفتنة والإرهاب المتعدد الوجوه والأشكال، متكئاً على قيادة وطنية واعية وحكيمة، وشعب متفهم موحّد حول أهدافه الكبيرة للوصول بهذا الوطن إلى شاطئ الأمان مهما عصفت به رياح الفتن والعدوان، وشعاره دائماً أن قوة الجيش ومنعته هي في تماسك اللبنانيين مع بعضهم والتفافهم حوله.