موضوع الغلاف

وداع الأحبة

قسوة الفراق تحكيها كلمات الرفاق في وداع أخوة وحدت بينهم مشاعر الولاء للوطن وجمعتهم أخوة السلاح على درب واحدة.
هنا كلمة في الشهيد صدقة، ألقاها الملازم مازن الحاج باسم رفاق الدورة.
«هادي يا صديق الروح، وبهجة النفس وحبيب كل الرفاق..!
كنا على موعد معك بعد عودتك من دورة التدريب في أميركا، كنا نحضر للقاء يجمع الرفاق بعد طول فراق... ولم يخطر ببال أحد منا أن القدر الظالم يعطل المواعيد، ويحول قبلات الشوق إلى دموع، وكلمات الترحيب إلى رثاء... وها نحن الآن معك يا هادي، لم يتخلف واحد منا عن الحضور... رفاقك جاهزون ليحتفلوا بك في عرس استشهادك، فهل أنت جاهز يا عريس؟...
ألمحك الآن في كامل أناقتك، هادئاً كما أنت دائماً، توزع الابتسامات بوجه مشرق وروح شفافة مرحة، تطل علينا من شرفة طوافتك ببذتك البيضاء لتقول: «أنا معكم والموت أعجز من أن يلغي اللقاء».
تقدم أيها الحيب الغالي تحت السيوف المتشابكة في عرسك، تقدم مختالاً بين القلوب التي تحبك، والأيادي التي تصفق لك تنثر الورود على هامتك البهية...
غرّدي يا أم هادي ولا تحزني، العريس اليوم في عالم الخلود بعد دار الفناء... مباركة أنت يا أم هادي، مباركة أنت يا زوجة الشهيد ويا أم الشهيد، ومبارك الوطن الذي يرفع لواءه الشهداء...».