وداع رسمي

وداع رسمي وشعبي لوزير الدفاع الوطني وقائد الجيش الأسبق العماد المتقاعد فيكتور الخوري
إعداد: نينا عقل خليل

قيادة الجيش في وداع الراحل: كان عنوانًا للتواضع والعصامية وبعيدًا من السياسة ومغرياتها

 

شيّعت قيادة الجيش ورابطة قدماء القوى المسلّحة اللبنانية وأهالي بلدة عمشيت، وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش الأسبق العماد المتقاعد فيكتور الخوري، حيث أدّت وحدة عسكرية مراسم التشريفات عند خروج الجثمان من المستشفى العسكري المركزي في بدارو وعند وصوله إلى كنيسة مار يوحنا – عمشيت.
ترأس صلاة الجنّاز لراحة نفس الفقيد المطران بولس روحانا ممثّلًا غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي، وذلك في حضور وزير الدفاع الوطني الأستاذ يعقوب رياض الصرّاف ممثّلًا رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النوّاب والوزراء، ورئيس الأركان اللواء الركن حاتم ملّاك على رأس وفد من كبار الضباط ممثّلًا قائد الجيش، إلى جانب جمعٍ من الشخصيات الرسميّة والروحيّة والأمنيّة والدبلوماسيّة، ورفاق السلاح والمواطنين.


كلمة قيادة الجيش
ألقى رئيس الأركان كلمة نوّه فيها بإنجازات الرّاحل وسماته البارزة خلال تولّيه سدّة قيادة الجيش بين العامين 1978 و1983 ووزارة الدفاع الوطني بين العامين 1978 و1979.
وجاء في كلمته: نودّع اليوم قائدًا سابقًا للجيش، فقيدنا الكبير العماد المتقاعد فيكتور الخوري، الذي أفنى سنوات عمره في سبيل مؤسسته ووطنه، سواء في الخدمة الفعلية، ضابطًا لامعًا في جميع المراكز التي شغلها، وقائدًا للجيش ووزيرًا للدفاع الوطني، أو بعد إحالته على التقاعد، رجلًا وطنيًا مواظبًا على التواصل مع مؤسسته، مدافعًا صلبًا عنها، وعاملًا في سبيل خير الوطن وأبنائه، بكلّ ما أوتي من قدرةٍ وخبرةٍ ومكانة.
وأضاف: لقد عرفنا، كما عرف اللبنانيون جميعًا في شخص فقيدنا الغالي، الكثير من السمات القيادية والوطنية والأخلاقية المميّزة، فإلى جانب شجاعته وحكمته في اتخاذ المواقف المناسبة، وإيمانه بدولة المؤسسات، والتزامه الكامل قرارات السلطة الشرعية، كان على المستوى الشخصي عنوانًا للتواضع والعصامية والابتعاد عن السياسة والمغريات على أنواعها، يعمل ويضحّي بصمتٍ، ويتعالى على الجراح في أزمنة الشدائد والمحن، حريصًا على ترسيخ الروابط الإنسانية والاجتماعية بين أفراد العائلة العسكرية، لتبقى نموذجًا للعائلة الوطنية الكبرى التي يتكوّن منها النسيج اللبناني بمختلف ألوانه وأطيافه.
وتابع: لقد شهدت البلاد خلال تولّي الرّاحل الكبير سدّة قيادة الجيش، ثمّ وزيرًا للدفاع الوطني، اعتداءات إسرائيلية متواصلة، وأحداثًا داخلية أليمة، أدّت إلى تقطيع أوصال الوطن وارتفاع المتاريس والحواجز بين العديد من المناطق. ورغم الظّروف البالغة التعقيد التي أحاطت بمسؤوليّاته آنذاك، كان هاجسه الدائم الدفاع عن الشرعية والحفاظ على وحدة الجيش وتعزيز قدراته العسكرية، ليضطلع مجددًا بدوره الوطني في إعادة توحيد البلاد واسترجاع سيادتها وأمنها واستقرارها.
وأردف: أستذكر هنا «أمر اليوم» الذي وجّهه إلى العسكريين في مناسبة عيد الاستقلال في العام 1979، حين قال:
الاستقلال قوّة والقوّة تحمي الاستقلال.
الاستقلال ليس حالة قانونية وحبرًا على ورق، بل ممارسةً وحسًّا يوميًّا بالحريّة.
الاستقلال تصنعه الشعوب بتعاونٍ حرّ بين أبنائها لتنفيذ قرار حرّ صادر عن إرادتها، ولم يكن أبدًا ليصنع أو يُحمى بمدّ اليد إلى الغير في الظلام.
حافظوا على جيشكم مدرسة في الوطنيّة ومصنعًا للرجال، تحملون راية لبنان عالية، وإن سقط منكم الأخ فيسلّمها لأخيه، وإن سقط الأب فيسلّمها لابنه.
وأضاف: أيها الرفيق العزيز، استودعتنا المؤسسة العسكرية أمانة في الأعناق. وبدورنا، نعاهدك اليوم أنّها في أيدٍ أمينة، وأننا عازمون أكثر من أيّ وقت مضى على متابعة مسيرة الشرف والتضحية والوفاء، مهما اشتدّت المصاعب والتحديات، وأنّنا ثابتون على القسم، قسم الدفاع عن الوطن، واحدًا سيّدًا حرًّا مستقلًا، ونموذجًا إنسانيًا وحضاريًا رائدًا.
وختم متوجّهًا باسم العماد قائد الجيش، بأحرّ التعازي وعميق المواساة إلى كلّ فردٍ من أفراد المؤسسة، وإلى أهل الفقيد وأقربائه وأصدقائه وأبناء بلدته الأبيّة عمشيت، ولتبق ذكراه ومآثره الطيّبة منارة لأجيال المؤسسة، ولتكن في مشيئة اللـه وفي حضور هذا الجمع العزيز، ممّا يشرح الصدور ويملأ القلوب بمشاعر الصبر والسلوان.
 
نبذة عن حياة الراحل

 - من مواليد 1/1/1929 في عمشيت – جبيل.
- تطوّع في الجيش بصفة تلميذ ضابط بتاريخ 9/10/1948.
- رُقّي إلى رتبة ملازم اعتبارًا من 9/10/1950، وتدرّج في الترقية حتى رتبة عميد اعتبارًا من 28/3/1977، متولّيًا خلالها عدّة وظائف قياديّة منها: قائد كتيبة، رئيس أركان لواء، قائد سلاح ورئيس مكتب الدراسات والتّنظيمات والتخطيط.
- عُيّن قائدًا للجيش بتاريخ 2/8/1978، ووزيرًا للدفاع الوطني من 20/12/1978 ولغاية 16/7/1979.
- أُحيل على التقاعد بتاريخ 22/5/1983.
- حائز:
• ميدالية فلسطين التذكارية في العام 1949.
• ميدالية الإستحقاق اللبناني الفضّية في العام 1959.
• وسام 31 كانون الأول 1961 التذكاري في العامين 1961 و1971.
• وسام الحرب ذو النجمة البرونزيّة.
• وسام الأرز الوطني من رتبة فارس.
• وسام الاستحقاق – فضّي مسعف.
• وسام الحرب.
• وسام الاسحقاق اللبناني من الدرجة الأولى.
• وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور.
• وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر.
• تنويه العماد قائد الجيش وتهانيه عدّة مرّات.
- تابع عدّة دورات دراسية في لبنان وفي فرنسا والولايات المتحدة الأميركية.
- متأهل وله ثلاثة أولاد.