ورشة عمل

ورشة طبية حول تنظير الجهاز الهضمي ونقل مباشر للعمليات من المستشفى العسكري
إعداد: جان دارك ابي ياغي

برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي، نظمت الطبابة العسكرية بالتعاون مع شركة TRUST & TRADERS، ورشة طبية حول تنظير الجهاز الهضمي بعنوان «ENDOLIVE BEIRUT 2016».
أقيمت الورشة في الفندق العسكري المركزي – مونرو واستمرّت لمدّة يومين، وحضرها: العميد الركن سامي جبور ممثلاً العماد قائد الجيش، عميد كلية الطب في الجامعة اللبنانية الدكتور بيار يارد، نقيب الأطباء الدكتور ريمون صايغ، ممثلون عن الأجهزة الأمنية، وعدد كبير من الأطباء الاختصاصيين من لبنان وبعض الدول الأوروبية.


الافتتاح
بعد النشيد الوطني اللبناني افتتاحًا، ألقى الرائد الطبيب صلاح عز الدين كلمة شدد فيها على أهمية الورشة، وهي الثانية حول تنظير الجهاز الهضمي بعد نجاح الأولى في العام الماضي. وقال إنها تهدف إلى تقديم أعلى مستوى تعليمي في حقل أمراض الجهاز الهضمي وتنظيره من خلال عمليات طبية حيّة، وإلقاء محاضرات وتدريب يدوي على أنسجة حيّة.

 

كلمة القيادة
العميد الركن جبور ألقى كلمة توجّه فيها بالشكر إلى جميع الذين ساهموا في أعمال الورشة، لافتًا إلى أنّ الطبابة العسكرية وعلى الرغم من محدودية إمكاناتها المادية، استطاعت بفضل الجهود الاستثنائية لطواقمها الطبية، والاستثمار الأقصى للوقت والوسائل وحسن الادارة وترشيد الإنفاق، أن تؤمّن حاليًا الاستشفاء لنحو 400.000 شخص من العسكريين والموظفين المدنيين وأفراد عائلاتهم.
ومما جاء في كلمته: على الرغم من الجهود الجبّارة التي بذلتها وزارة الصحة العامة اللبنانية إلى جانب المؤسسات الطبية الوطنية، الحكومية منها والخاصة، ما زال الوضع الطبي العام في لبنان يواجه الكثير من المصاعب والتحديات، التي ازدادت تفاقمًا في السنوات الأخيرة، نتيجة التضخّم الديموغرافي، خصوصًا مع تدفّق أعداد هائلة من النازحين السوريين إلى الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى محدودية الإمكانات المادية، وتكاثر الأوبئة والأمراض بسبب المشكلات البيئية، فضلاً عن ضعف التنسيق في بعض الأحيان بين الإدارات والأجهزة المعنية. وذلك كلّه، يتطلّب منّا مجددًا رصّ الصفوف، وتفعيل التعاون والتنسيق، ليس على صعيد معالجة الواقع الحالي فحسب، بل أيضًا على صعيد مواكبة التطوّرات الطبية المتسارعة التي يشهدها العالم، ورفد جامعاتنا الوطنية ومؤسساتنا الاستشفائية بالطاقات والقدرات والخبرات النوعية، التي تمكّنها من القيام بدورها التاريخي، فيبقى لبنان كما عهدناه، جامعة الشرق ومستشفاه.
في الختام، حيّا باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي جميع الحاضرين، وشكر إدارة الشركة المنظمة، وإدارات المستشفيات والكليات والمراكز الطبية الوطنية على دعمها المستمرّ للطبابة العسكرية.

 

نقل مباشر
تخلل الورشة نقل مباشر لعدة عمليات تنظير للجهاز الهضمي من المستشفى العسكري المركزي – بدارو، أجراها ضباط أطباء من الجيش وأطباء لبنانيون وأجانب، حيث تابع المشاركون العمليات خطوة بخطوة من الفندق، كما تابعوا أيضًا عمليات تدريب على أنسجة الحيوانات بإشراف عدد من الأطباء اللبنانيين، ومحاضرات حول التقنيات والطرق الحديثة المستخدمة في هذا المجال.

 

21 عملية
الرائد الطبيب صلاح عز الدين الذي أشرف على تنظيم الورشة الطبية من الناحية العلمية والأكاديمية، والتنسيق العلمي بين الأطباء والخبراء، تحدّث عن الحالات التي تمّت معالجتها خلال الورشة، وهي 21 حالة مرضية توزعت بين مدنيين (4 عمليات) وعسكريين وعائلاتهم (17 عملية)، وهي بغالبيتها حالات لا يمكن علاجها في لبنان لدقتها وخطورتها. أما عن كيفية اختيارها، فأوضح أن المعايير التي اعتمدت هي: الأهمية الأكاديمية للحالة وصعوبتها، والتقنيات الحديثة اللازمة في علاجها. مثلًا، لأول مرة في لبنان والشرق الأوسط، تمّ إجراء عملية تنظير لمجرى الكبد CHOLONGIO SCOPIE PERENDOSCOPIQUE SPYGLASS- لمريضة تعاني انسدادًا حميدًا في المجرى الصفراوي. وتركّزت العمليات التي أُجريت حول: استئصال جَيْب من البلعوم، معالجة الالتهابات المزمنة للبنكرياس، استئصال الأورام الحميدة من المصران، وإجراء علاجات للأورام الخبيثة في البلعوم والتي لا يمكن استئصالها جراحيًا. وأضاف أن اختيار هذه الحالات كان بهدف نشر معلومات جديدة بين الأطباء الحاضرين والمشاركين، مما يصبّ في إطار التثقيف الطبي المستمر، بالإضافة إلى تقديم خدمة مهمة من الناحية العلاجية للمرضى.
وختم الرائد الطبيب بأن نجاح المؤتمر يعود إلى الدعم المستمر والدائم من العماد قائد الجيش، ورئيس الطبابة العسكرية العميد الإداري ميشال أبو سرحال، وتوجيهات رئيس المستشفى العسكري العميد الطبيب محمد المحمود وفريق عمله الطبي في جميع الأقسام (أشعة، تخدير وإنعاش، لوجستية، تأليل، وطب داخلي).

 

أصداء وآراء
على هامش الورشة، كان لمجلة «الجيش» لقاءات مع بعض المشاركين فيها والذين أشادوا بحسن التنظيم وبأهمية الحدث.
نقيب الأطباء في لبنان الدكتور ريمون صايغ قال إن الطبابة العسكرية وقسم الجهاز الهضمي في المستشفى العسكري من خلال تنظيمهما هذه الورشة، قد حقّقا قفزةً نوعيةً كبيرةً جدًا. وأشار بعد خبرته الطويلة مع المؤسسة العسكرية (خدم فيها كطبيب في قسم الجهاز الهضمي من العام 1988 ولغاية العام 1990)، أنّ تقديمات قسم الجهاز الهضمي اليوم للعسكري وأهله فاقت كل التوقعات من ناحية النوعية والجودة، بعدما كانت بعض الحالات في الماضي تُرسل إلى الخارج للعلاج. وقال، بعد تمكين هذا القسم من الناحية التكنولوجية، أصبح بإمكانه تنظيم المؤتمرات خصوصًا على صعيد التنظير، ونقل عملياته مباشرةً إلى مكان انعقادها، مشيدًا بالمستوى العالي على صعيدي التنظيم والأطباء والخبراء اللبنانيين والأجانب المشاركين، بالإضافة إلى المواضيع المعالجة...
البروفسور جورج حاج بطرس (إختصاصي في أمراض الكبد والجهاز الهضمي ويعمل في المستشفى العسكري منذ 17 سنة)، نوّه بالنجاحات التي حققها المستشفى على صعيد التقديمات الطبية للمرضى. وفي ما خصّ الورشة الطبية قال، إن الاستعانة باختصاصيين في تقنيات تنظير الجهاز الهضمي توفّر أفضل طرق المعالجة، مما يفسح أمام الأطباء اللبنانيين مجال تعلّم التقنيات الجديدة وتطبيقها في علاج المرضى.
وأضاف، لقد شكلت التقنيات والمعدات الحديثة الموجودة في المستشفى العسكري مفاجأة للأطباء الأجانب الذين شعروا أنهم يجرون العمليات في جامعاتهم ومستشفياتهم.
وختم البروفسور كلامه بالقول إن المستشفى العسكري يحرص دائمًا على الاستعانة بالخبرات العالمية من أطباء وجامعات، مما يسهم في تقدّم العمل الطبي ونوعيته.
السيدة يولا سمعان صاحبة شركة TRUST & TRADERS العريقة في تنظيم المؤتمرات، وجّهت تحية إلى الجيش قائدًا وضباطًا وأفرادًا، ونوّهت بالتعاون مع الجيش واعتبرت أن هذه الورشة الطبية فريدة من نوعها في لبنان والمنطقة، وذلك في ما يخصّ التجهيزات الطبية المستخدمة والنقل المباشر للعمليات على السواء. واعتبرت حضور 123 طبيبًا اختصاصيًا في أمراض المعدة، وحوالى 27 ممرضًا يعملون في مجال التنظير، مؤشرًا على نجاح المؤتمر وأهميته.


تنويه وتهنئة
تلقّى الرائد الطبيب عز الدين رسائل تهنئة من الأطباء والخبراء المشاركين، والذين نوّهوا بحسن تنظيم الورشة وبمستواها الأكاديمي العالي، وأبدوا استعدادهم للمشاركة في النشاطات المماثلة مستقبلاً.
كما منحت لجنة التثقيف الطبي المستمر في لبنان التي يرئسها الدكتور جورج صليبا وتعمل بإشراف نقيب الأطباء، 16 وحدة أرصدة تعليم طبي مستمر للمؤتمر (16 CME) بناءً على مضمونه.