ورشة عمل

ورشة عمل حول الإعلام خلال الكوارث والأزمات في السراي الحكومي
إعداد: النقيب فادي بعقليني

تؤكد الأحداث المتلاحقة، أننا نعيش في عالم تسوده الأزمات والكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، فالفقر والأمراض والأوبئة والمجاعات والإرهاب والقتل والحروب والزلازل والأعاصير، ما هي إلا نماذج وأمثلة للعديد من تلك الأزمات والكوارث التي تدعونا جميعًا إلى التعاون الجاد والتكاتف لمواجهتها... تُعدّ إدارة الأزمات والكوارث من المجالات والعلوم الحيوية المهمّة، التي تتطلب ضرورة الاستعداد الجيّد، والتخطيط العلمي والتدريب المستمر لتحقيق الجهوزية اللازمة وسرعة الاستجابة لمواجهة أي أزمة أو كارثة. وللإعلام دورٌ مهمٌّ وبارزٌ في التخفيف من حدّة الأزمات والكوارث، من خلال بثّ الوعي وتزويد الجماهير التوجيهات اللازمة، ونشر الحقائق للحدّ من انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة حول الأزمة.

 

المشاركون في الورشة
نُظّمت ورشة عمل حول دور الإعلام خلال الكوارث والأزمات في السراي الحكومي اعتبارًا من 22 شباط الماضي ولغاية الـ25 منه. أقيمت الورشة بإشراف الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع ورئيس لجنة إدارة الكوارث والأزمات، اللواء الركن محمد خير، وبالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال وحدة إدارة مخاطر الكوارث لدى رئاسة مجلس الوزراء، وبالتعاون مع البرنامج الأوروبي للوقاية والاستعداد والاستجابة في حال حصول كوارث أو أزمات PPRD.
وقد شارك فيها النقيب فادي بعقليني من مديرية التوجيه، وممثلون عن كل من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، وزارة الطاقة والمياه، وزارة الزراعة، وحدة الحدّ من مخاطر الكوارث، الدفاع المدني، فوج إطفاء بيروت، الصليب الأحمر اللبناني، وإعلاميون ومندوبون من الوكالة الوطنية للإعلام، ومن مؤسساتٍ دولية تُعنى بهذا الشأن.

 

المحاور
تضمنت ورشة العمل المحاور الأساسية الآتية:


• المحور الأول، أسس الإعلام خلال الكوارث والأزمات:
ركّزت الخبيرة في البرنامج الأوروبي PPRD السيدة Véronique Ruggirello في هذا المحور على دور وسائل الإعلام خلال الكوارث وأساليب تغطيتها الإعلامية، للتقليل قدر الإمكان من تداعياتها، وتسهيل إدارتها بطريقة مهنية وعلمية، إلى جانب التخطيط الإعلامي، قبل الأزمات وأثناءها وبعدها، بهدف التعامل الصحيح معها والقدرة على امتصاص أثرها النفسي والاجتماعي على المجتمع.
 

• المحور الثاني، وضع خطط واستراتيجيات إعلامية:
اعتبر الخبير الفرنسي في برنامج PPRD السيد Laurent Vibert أنّه لم يعد ممكنًا في ظروف عصرنا، تصوّر إدارة الأزمات من دون إعلام قوي وفعّال ومتطوّر ومبدع، وأعطى شرحًا موجزًا عن تأليف خلية الأزمة ودورها الإعلامي، من خلال وضع خطة إعلامية لتحقيق الإدارة الناجحة للأزمات. وأوضح السيد Vibert أنّه في مرحلة ما قبل الأزمة، يؤدي الإعلام دورًا مهمًا في توعية المواطنين حول الإجراءات المتّبعة للحفاظ على سلامتهم عند وقوع الكارثة. وفي أثناء الأزمات، تتضمن مهمة الإعلام عرض الحقائق وتوفير المعلومات الدقيقة والحديثة عن الكارثة، كما أنّ خلية الإعلام تزوّد المنكوبين وأفراد عائلاتهم الإرشادات الضرورية لتحاشي وقوع المزيد من الأضرار. أمّا في مرحلة ما بعد الأزمة، فيتمّ تقييم الأداء الإعلامي بدراسة إنجازاته والتركيز على الجوانب الإيجابية لتنميتها، ومعالجة أوجه القصور السلبية.

 

• المحور الثالث، مناورات وتمارين:
تضمّن هذا المحور مناورات تدليلية، تحاكي أزمة النفايات في لبنان وما رافقها من تظاهرات، وتمرينًا تطبيقيًا حول إجراء مقابلات على التلفزيون والراديو، وكيفية التحضير لإعداد مؤتمر صحفي وإصدار بيان ختامي، وذلك بإشراف الصحافية شيرين يزبك.
 

• المحور الرابع: استعمال وسائل التواصل الاجتماعي:
تناول السيد باتريك شمالي في هذا المحور وسائل الإعلام الحديثة، حيث جرى تعريف مواقع التواصل الاجتماعي والوقوف على مميزاتها وانتشارها، وكيفية استخدامها خلال الأزمات ضمن استراتيجية محددة، وما تخلقه من ضغوطات لجهة فوضى المعلومات غير الرسمية، ونشر الشائعات، وأحيانًا إثارة الخوف بين المواطنين. ولفت السيد شمالي إلى أنّ هذه الوسائل هي الأسرع دائمًا في أثناء الأزمات والكوارث، لذلك لابدّ للسلطات والهيئات من توضيح الحقائق ودحض الشائعات بأسرع وقت ممكن، والتفاعل مع الجمهور منذ اللحظة الأولى للأزمة. وقد نفّذ المشاركون في هذا المحور تمرينًا عمليًا حول استعمال وسائل التواصل الاجتماعي في أثناء التظاهرات وحالات الفوضى والعنف التي ترافقها، بما في ذلك نشاط القوى الأمنية على هذه المواقع من خلال نشر الصور وإعطاء التوجيهات اللازمة إلى المواطنين، بالإضافة إلى تبادل الرسائل معهم والإجابة عن أسئلتهم.
وتمّ التطرق خلال الورشة إلى العديد من التجارب الميدانية (أحداث باريس، أزمة النفايات في لبنان...)، وكيفية تغطيتها إعلاميًا، وإبراز نقاط القوة والضعف في إدارة الأزمة إعلاميًا.
وفي الختام، جرى تقييمٌ عام لورشة العمل، وتسليم الشهادات للمشاركين.