ورشة عمل

ورشة عمل للحدّ من مخاطر الكوارث في الـ AUB
إعداد: ندين البلعة

بحضور ممثل قائد الجيش العميد الركن غسان عبد الصمد، أقامت الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) - قسم الصحة البيئية، ورشة عمل حول «الحدّ من مخاطر الكوارث الطبيعية» شارك فيها عدّة محاضرين، كان من بينهم العقيد جان فرح (من أركان الجيش للعمليات) الذي حاضر حول دور الجيش في هذا المجال.
النشيد الوطني ونشيد الجامعة الأميركية افتتاحًا، ثمّ رحّب مدير قسم الصحّة البيئيّة في الجامعة فاروق مرعبي بالحضور، واستهلّ الدكتور Peter Dorman رئيس الجامعة الأميركية في بيروت المحاضرات مشدّدًا على أنّ الجامعة الأميركية هي الوحيدة في الشرق الأوسط التي تخصّص فرعًا لمواجهة المخاطر البيئيّة، وتملك خطّة إخلاء مرنة ترتكز على الدراسات والأبحاث، والتوعية، والمباني المقاومة، والمركز الصحّي المتطوّر وغيرها.

 

الحدّ من المخاطر
قُسِّمَت ورشة العمل إلى ثلاث حلقات، تناولت الحلقة الأولى مشاريع الحدّ من مخاطر الكوارث الطبيعية في لبنان حيث تحدّث رئيس بلدية بيروت البروفسور بلال حمد عن الخطة التي تعتمدها البلدية في هذا المجال. وأوضح أنّ بيروت انضمّت إلى حملة الأمم المتحدة الهادفة إلى جعل المدن مرنة ومقاومة للكوارث (UNISDR).
وقال إنّ الانضمام إلى هذا المشروع يحتّم على المدن إلتزام نقاط أساسيّة منها:
- التنظيم والتنسيق على صعيد الحكومات المحلية، لفهم ماهية الكوارث الطبيعية وكيفيّة الحدّ من مخاطرها، وتحديد ميزانيّة لذلك.
- الحفاظ على أحدث البيانات بشأن المخاطر ومَواطن الضعف وتقييم المخاطر، واستخدامها كأساس لخطط التنمية الحضرية، والإستثمار في بنى تحتيّة تحدّ من الأخطار...
- تطبيق أنظمة بناء ومبادئ تخطيط استخدام الأراضي بما يتوافق مع المخاطر...
- إدخال برامج تعليم وتدريب على الحدّ من مخاطر الكوارث، في المدارس والمجتمعات المحلية، وحماية النظام البيئي والمخازن الطبيعية للتخفيف من خطر الفيضانات والعواصف وغيرها من الكوارث التي يمكن أن تتعرّض لها المدينة.
- وضع أنظمة إنذار مبكر، وتطوير قدرة إدارة الطوارئ...
كذلك قدّمت السيدة هبة حاج فلدر، رئيسة مكتب الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC)، مداخلة في إطار التعاون الدولي للحدّ من مخاطر الكوارث، مشيرة إلى دور الوكالة في هذا المجال.
وأعقب الحلقة مناورات وتمارين إسعاف قدّمها عناصر من الدفاع المدني وفريق مكافحة مخاطر الكوارث الطبيعيّة في الجامعة الأميركية.

 

الأخطار الطبيعية في لبنان
في الحلقة الثانية، تطرّق المحاضرون إلى انواع الكوارث الطبيعيّة التي يمكن أن يواجهها لبنان، وقدّم كلٌّ شرحه في نطاق تخصّصه.
الدكتور محمد حراجلي قدّم محاضرةً عن المخاطر الزلزالية التي تؤثّر على التصميم الهندسي للبنى التحتيّة في لبنان، وقدّم عرضًا حول الطبقات الأرضية والنشاطات الحاصلة على مستوى كل منها.
وحدّد حراجلي الموقع التكتوني للبنان على الخارطة، والذي يعرّضه للكثير من الحركات الزلزالية متطرّقًا إلى الدراسة التي قامت بها الجامعة الأميركية والتي قسّمت لبنان إلى ثلاثة محاور بحسب نسبة مراعاة الأبنية شروط مقاومة الزلازل.
وشرح الدكتور عطا الياس من قسم الجيولوجيا في الجامعة الأميركية، مخاطر التسونامي في لبنان معرّفًا بهذه الموجة التي تسبّبها هزّة أرضية، أو انهيارات أرضية، أو ثورات بركانية، أو أجسام من الفضاء...
وقال: منذ العام 2004 حين وقعت كارثة تسونامي المحيط الهندي، تطوّرت الدراسات والأبحاث بهدف إعادة بناء دليل وجمع معلومات عن هذه الظاهرة. وإذا عدنا بالتاريخ نلاحظ أن لبنان وجواره قد تعرّضا للتسونامي عدّة مرّات منذ القدم، مشدّدًا على ضرورة وضع استراتيجيّة للحدّ من مخاطر هذه الكارثة في حال وقوعها، من خلال إنشاء نظام إنذار، ودعم الدراسات والأبحاث حول المخاطر وتحديثها، ورفع مستوى التوعية حول هذا الموضوع.
كذلك تحدّثت المديرة العامة لجمعية الثروة الحرجية والتنمية (AFDC) السيدة سوسن فخر الدين عن مخاطر حرائق الغابات في لبنان. وبيّنت بالأرقام أنّ نسبة خسارة المساحات الخضراء تتزايد خصوصًا بسبب الحرائق، ومعظمها ناجم عن أعمال تنظيف الأراضي الزراعية.
وأوضحت أنّ إدارة الحرائق في لبنان تواجه عدّة مشاكل أبرزها: ضعف التنسيق بين الأجهزة المعنية بالمكافحة، النقص في الخبرات الفنية لإدارة الحرائق، النقص في التجهيزات والمعدات المخصّصة لهذه الغاية، النقص في التمويل لتأمين حاجات فرق التدخل وعدم وضع استراتيجية واضحة وفاعلة. من هنا كانت الاستراتيجية الوطنية لإدارة حرائق الغابات في لبنان بالتعاون مع الأمم المتحدة العام 2009.
الدكتور نديم فرج الـله تناول مخاطر الفيضانات، وقال إنّ لبنان معرّض لثلاثة أنواع منها وهي الدفق، والسيول الساحلية، وفيضانات المناطق الحضرية والمدن.
وشدّد على ضرورة إيجاد إدارة متكاملة للفيضانات من خلال إدارة مصادر المياه ومنابعها، إدارة الأراضي والمناطق الساحلية، وإدارة المخاطر التي تهدّدها...

 

خطط مكافحة المخاطر
في الحلقة الثالثة والأخيرة نوقِشت الخطط اللازمة للحدّ من مخاطر الكوارث الطبيعيّة في لبنان، فتحدّثت الآنسة ناتالي بافيتش عن برنامج الامم المتحدة للحدّ من مخاطر الكوارث. وقد قالت إنّ لبنان معرّض لأنواع كثيرة من الكوارث الطبيعيّة وذلك لعدّة أسباب أبرزها، محدودية دور الوزارات الحكومية في هذا المجال، السكن العشوائي والتوسّع العمراني غير المحدّد، عدم إنفاذ قوانين البناء، غياب تنظيم استخدام الأراضي ومجموعة من العوامل البيئيّة.
كما أنّ الدراسة التي قامت بها الـ UNDP حول «الإحتياجات الأساسية لإدارة مخاطر الكوارث»، استنتجت أنه في لبنان غالبًا ما يتمّ توجيه الموارد والجهود للإغاثة وإعادة التأهيل والإعمار، ويتمّ تجاهل الوقاية وعملية الحدّ من مخاطر الكوارث. وأشارت إلى توقيع لبنان والأمم المتحدة مشروع «تعزيز قدرات إدارة مخاطر الكوارث في لبنان» (أيار 2009)، الذي يتضمّن كخطوة أولى، تقويم الأسس القائمة في مجال مكافحة المخاطر والخبرة في هذا المجال، ودعم إنشاء إطار مؤسساتي جديد للحدّ من مخاطر الكوارث الطبيعيّة وتعزيز الإستجابة الوطنية من خلال توحيد الخطط القائمة.
وتحدّث في الحلقة أيضًا رئيس قسم التدريب في المديرية العامة للدفاع المدني نبيل صالحاني، الذي شدّد على أهمية تدريب المواطنين على أسس الإسعاف والإطفاء والإنقاذ والإخلاء بحيث يكون كل مواطن عنصرًا مساعدًا للدفاع المدني لإنقاذ حياة الآخرين في إطار التحضير لمواجهة كارثة من أي نوعٍ كانت. كما أشار إلى إنشاء الدفاع المدني فريقًا محمولاً بواسطة الطوافات، وإلى التنسيق مع مختلف الأجهزة المختصّة من جيش وأمن داخلي وصليب أحمر...
العقيد جان فرح تناول دور الجيش في مجال الحدّ من مخاطر الكوارث متطرّقًا إلى نشاطاته في الحقول الإنمائية والإجتماعية، ومشاركته في إخماد الحرائق وتشجير المناطق، وقيامه بعمليات إخلاء وإنقاذ وإغاثة في مختلف الظروف المناخية، بالإضافة إلى تشكيله لجان مسح وتقييم الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية والحوادث الطارئة...
وأشار العقيد فرح إلى توقيع الجيش مذكرات تفاهم مع المؤسسات الوطنية والدولية لتحديد الأدوار والمسؤوليات، بالإضافة إلى وضع استراتيجيّة خاصة للتأهب، ودمج برامج التوعية للمخاطر والكوارث في المناهج التدريبيّة التي اعتمدتها وزارة الدفاع ونشر ثقافة الحدّ من مخاطر الكوارث من خلال المحاضرات والمشاركة في الندوات المتخصّصة في المدارس والجامعات.
كما تحدّث عن مشاركة الجيش في «الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث» ومساهمته في إعداد مشروع قانون لها.
وفي إطار الإستجابة للكوارث، تحدّث عن مناورات وتمارين تتلاءم مع مستويات الإنذار التي اعتمدتها الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث ضمن معايير عالمية، بالإضافة إلى اعتماد خطط وتعليمات تطبق تلقائيًا لدى الحاجة، والمساهمة في عملية اتخاذ القرار من خلال التخطيط المسبق وجمع البيانات المتعلقة بالكوارث وتحليلها واقتراح المناسب للتدخّل السريع والفاعل للمعالجة.
واختتم العقيد فرح موضحًا من خلال الخبرات السابقة، أنّ الأجهزة الفاعلة لإدارة الكوارث هي التي تعمل وتنسّق معًا بحسب الحالة، ضمن نمط سريع، وترفع جهوزيّتها مع ارتفاع خطورة الحدث، بحيث تستطيع من خلال تنظيمها، السيطرة والتدخل بفعالية وإدارة الأحداث لتخفيض الخسائر وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي.
مسؤول التدريب في الصليب الأحمر اللبناني، السيّد نبيه جبر، حاضر عن خطّة الصليب الأحمر للأعوام ما بين 2013 و2017 للحدّ من مخاطر الكوارث، وقال إذا ضربت لبنان كارثة كبيرة، على المواطنين الإعتماد على جهودهم ومهاراتهم الإنقاذية الخاصة في الـ12 إلى 48 ساعة الأولى بعد الكارثة، من هنا على الأفراد والمؤسسات التدرّب على هذه المهارات وممارستها للإستعداد لأي سوء.
أمّا خطّة الصليب الأحمر اللبناني في هذا المجال فتطال حوالى 30 مؤسسة معرّضة للخطر، من خلال تأمين دورات إسعافات أولية وتوعية حول كيفيّة الحدّ من مخاطر الكوارث وتدريب مجموعات مختصّة.

تصوير: جاك واكيم