تحية لها

وزيرة الإعلام منال عبد الصمد: نبذل جهودًا جبّارة

هي في الأساس حقوقية، تابعت دراساتها العليا في جامعة السوربون - باريس ونالت دكتوراه دولة في القانون بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى عن أطروحتها حول تفعيل النظام الضريبي في لبنان، وشغلت اعتبارًا من العام 1997 عدة مواقع مهمة في وزارة المال.
الدكتورة منال عبد الصمد وزيرة الإعلام التي تطل على اللبنانيين بوجه يفيض حيوية لتعلن مقررات مجلس الوزراء وتجيب بثقة ووضوح عن الأسئلة، تعمل كما سائر زميلاتها وزملائها في الحكومة بإصرار وجهد كبيرَين لاحتواء الأزمات المتلاحقة، وابتكار الحلول لها.

 

برأيها، «إنّ الربح أو النجاح الذي تحققه المرأة للمجتمع من خلال عملها في السياسة هو أكبر من الربح الذي تحققه لذاتها. فهي أمام مسؤولية وطنية كبيرة، لكنّ هذه المسؤولية لا تقل شأنًا عن مسؤوليتها في
إدارة شؤون عائلتها. وفي كلتا الحالتين، تكون مسؤوليتها تشاركية وهادفة لبناء مجتمع أفضل».

 

الوراثة السياسية لم تقتصر على النساء
ترى الوزيرة عبد الصمد «أنّ المرأة اللبنانية أثبتت نفسها وقدرتها على إدارة المهمات المتعددة بجدارة وكفاءة».
أما في ما خص تولّي المرأة في الماضي مناصب سياسية من خلال التوريث، فهي تلفت إلى أنّ «ظاهرة الوراثة السياسية لا تقتصر على النساء، إنما بدأت مع الرجال وصارت نموذجًا يُتّبع ليس في لبنان فقط، وإنما في مختلف الدول العربية والغربية أيضًا. وعندما تكون القوانين عادلة وتحقق المساواة بين الجميع، تنتفي الإشكالية المطروحة نتيجة لمسألة التوريث السياسي».

 

جدّية ومسؤولية
تعمل الحكومة الحالية وفي عدادها ست وزيرات لمعالجة أزمة غير مسبوقة في تاريخ لبنان، تقليديًا كان يُقال إنّ المراحل الصعبة تحتاج إلى رجال لا يلينون أمام الصعاب، فما هو الوضع بالنسبة للوزيرات؟ وإلى أي حد يراهنّ على النجاح في المهمات الشاقة؟ باختصار وثقة تعلّق الوزيرة عبد الصمد على مسألة التحديات التي تواجهها مع زميلاتها، فتقول:
«أنا وزميلاتي الوزيرات نبذل جهودًا جبّارة ونعمل بجديّة ومسؤولية، مع الحرص على تطبيق القوانيــن بكـل شفافيـة وموضوعية، ولا سيما في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها بلدنا، والتي جاء فيروس كورونا ليضاعف أعباءها وصعوباتها». وهي تؤكد أنّ الزملاء الرجال يتعاونون مع النساء الوزيرات بكل إيجابية ومحبة وانفتاح، بل إنّهم يشجّعون أيضًا على مزيد من الإنجازات والعطاء... وهذا مؤشر واعد للنهوض سويًّا بمؤسساتنا وبلدنا، ودافع للتغيير والتقدم نحو الأفضل.


التغيير من الداخل
في ما خص العلاقة بين تولّي المرأة مسؤوليات سياسية وتحقيق المساواة بين اللبنانيين تقول الوزيرة عبد الصمد: «مع تولّي المرأة مسؤوليات سياسية، تتكرّس المساواة في الحقوق والواجبات بين اللبنانيين إلى حد كبير، نظريًا وتطبيقيًا... فهي تكون قد احتلّت موقعًا لها في قلب المعادلة، فتطلّع على ما يحصل عن كثب، وهذا ما يسهم في التغيير التدريجي من الداخل تحقيقًا لمبادئ العدالة والمساواة».
«وعلى صعيد وزارة الإعلام، هناك خطّة عمل متكاملة ورؤية شاملة لمشاريع وأفكار يجري العمل عليها وستظهر نتائجها تباعًا، على صعيد تطوير عمل الوزارة بما يواكب التطورات التكنولوجية والإعلام الرقمي الحديث»، وفق ما تقول الوزيرة عبد الصمد.


أخيرًا وفي سياق سؤال يتعلّق بالرسالة التي توجّهها إلى الشباب، تقول وزيرة الإعلام: «رسالتي لهم أن يؤمنوا بقدراتهم على التغيير، كل من موقعه. وأن يكونوا قدوة في كل عمل يُقدمون عليه، ويتركوا بصمة إيجابية. فالوطن بحاجة إلى كل فرد من أبنائه للمشاركة في التغيير نحو الأفضل».