تحية لها

وزيرة المهجّرين غادة شريم للشباب: احلموا، اعملوا، ثابروا وستنجحون

أتت إلى العمل الحكومي من خلفيّة أكاديمية، لكنّ عملها في التدريس والإدارة الجامعيّين شكّلا مجرد جزء من نشاطها الذي امتدّ ليشمل الصحافة وقضايا البيئة والمرأة والمشاكل الاجتماعية. فوزيرة المهجّرين الدكتورة غادة شريم سعت بقوّة إلى تفعيل دور المرأة ومشاركتها في الشأن العام كما عملت على تحفيزها لدخول المعترك السياسي والمشاركة الفعليّة في نهضة المجتمع.

 

في مقاربة لما تربحه المرأة وما تخسره من دخولها ميدان السياسة، ترى الوزيرة شريم أنّ «المرأة التي تدرك ماذا تريد والأهداف التي تنشد تحقيقها، تُعتبر دائمًا رابحة، سواء كان ذلك داخل المعترك السياسي أم خارجه... لكن المجال السياسي يتيح لها الانخراط أكثر في الشأن العام ومواكبته والوقوف عند حاجاته، ويسمح لها بتوظيف طاقاتها لتلبية هذه الحاجات، خصوصًا إذا كانت من محبّي الانخراط في المجتمع والتفاعل مع قضاياه».
أما بالنسبة إلى الخسارة، فبرأيها «لا يمكن اعتبارها خسارة بالمعنى الحقيقي للكلمة بقدر ما هي تراكم للمسؤوليات. فالمرأة العاملة سواء كانت في المجال السياسي أو غيره، قد تواجه بعض التحدّيات في التوفيق بين عائلتها وعملها، وهذا يتطلّب منها الكثير من التنظيم والتنسيق بين الاثنين. كمـا أنّـه لا يمكن إغفال أنّ حياتها الشخصيـة تفـرغ مـن مضمونهـا، خصوصًـا وأنّهـا تثير فضـول الـرأي العـام ممّـا يحـدّ مـن حريّتها أو حريـة تحرّكهـا إلـى حـدّ ما».
يشكّل تولّي السيدات مناصب وزارية ونيابية من دون أن يكون الأمر نوعًا من الوراثة، خطوةً جيّدة تُسجّل للحكومة الحاليّة وفق رأي الوزيرة شريم، خصوصًا وأنّ «الوزراء كلّهم، رجالًا ونساءً لم يأتوا من بيوت سياسية. وقد جاء اختيار الوزيرات مبنيًّا على الكفاءة، وللتأكد من ذلك، يكفي الاطلاع على سيَرهن الذاتية المشرّفة».

 

ثقة بالقدرة على الإنجاز
 الأزمة غير المسبوقة التي يشهدها لبنان، لا تحدّ من ثقة وزيرة المهجّرين بما تستطيع الوزيرات إنجازه، فهي تقول:
«لا شكّ في أنّ أمام هذه الحكومة تحدّيات كبيرة، وهي تحت أكثر من مجهر داخلي وخارجي. ولكنّنا على ثقة بأنّنا لن نوفّر أي جهد من أجل إنجاح المهمة التي أُوكلت إلينا بكل حكمة ودراية، وبما يليق بمستوى المسؤوليات الملقاة على عاتقنا».
وتعقيبًا على سؤال حول مدى تعاون الرجال معها في المنصب الذي تشغله، تقول:
«التعاون هو أساس نجاح أي عمل أو منصب، وأنا أؤمن أنّ أي فرد مهما علا شأنه أو في أي منصب كان لا يمكنه تحقيق النجاح أو الوصول إلى الهدف من دون فريق عمـل متعـاون وصـادق، ونحـن اليوم في لبنان نمرّ بظـروف استثنـائيـة تحتّم علينـا رجـالًا ونسـاءً التعاضـد».


خطوة على طريق المساواة
 ترى الوزيرة شريم أنّ تولّي المرأة أي مسؤولية سياسية هو إحدى الخطوات على طريق المساواة في الحقوق والواجبات مع الرجل، علمًا أنّ هناك أمورًا أخرى لا تقلّ أهمية يجب العمل عليها لتأمين المساواة الشاملة وعلى المستويات كافة.
ماذا عن الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه في وزارة المهجّرين؟ تؤكّد الوزيرة شريم أنّ هدفها في الوزارة مزدوج، وتوضح: «أنا أسعى من جهة إلى إقفال ملفّ المهجرين لطيّ صفحة الحرب الأهلية المؤلمة نهائيًا، ومن جهة أخرى أسعى إلى تغيير وجهة الوزارة لتصبح وزارة إنماء ريفي تُعنى بشؤون الريف الذي ما زال مهملًا لغاية اليوم، وهو يستحق العناية، خصوصًا في مجالات الإنماء الاقتصادي الذي يرسّخ الناس في أرضهم وقراهم».
 وفي كلمة أخيرة توجّه رسالة لأولادها وللشباب في لبنان عمومًا، تقول: «ثقوا بأنفسكم وبقدرتكم على التغييـر نحــو الأفضــل، كونــوا إيجابيّيـن وموضوعيّيــن... احلمــوا، اعملــوا، ثابــروا وستنجحــون لأنّكــم الأفضــل».