مقال الوزير

وزير الدفاع الوطني ثمّن جهود العسكريين طوال العام

إسرائيل وسعت دائرة إستهدافها تحضيراً لشن حرب ضد لبنان

 

استهل معالي وزير الدفاع الوطني الأستاذ خليل الهراوي كلمته الى مجلة “الجيش” بتوجيه التهنئة بحلول أعياد الفطر والميلاد ورأس السنة المباركة الى الجيش اللبناني قيادة وضباطاً وأفراداً والى اللبنانيين عموماً, متمنياً أن يعم الخير لبنان في هذا الزمن المبارك.

وقد نـوّه معاليه بروح المناقبية والتضامـن التي تسـود في المؤسسة العسكرية وبالتماسك القوي الذي يوحّد صفوفـها حول العقيدة الوطنية ويؤهلـها لتجاوز العقد التي يعاني مـنها المجتمع اللبناني ولمواجهة التحديات يداً واحدة, مما يجعلها رمزاً ومثالاً قوياً لوحدة الوطـن وصلابته. كما أثنى على عمل الجيش الدؤوب في مجال حفـظ الأمـن والإستقرار العام في البلاد طوال العام المنصرم, سواء على الحدود حيث أفشل مناورات العدو لاستدراج لبنان الى الصدام, وفي التصدي للخروقات على الخط الأزرق خلافاً لموقف الدولة الحازم في ضـمان الهدوء على طول هذا الخط الممتد من الناقورة الى مزارع شبعا, أو في الداخل حيث أحبط مشاريـع الفتن التي كانت تحاول العبث بالأمـن متخـذاً التدابـير اللازمـة في كافة المناطـق للحفاظ على الإستقـرار الداخـلي, ممـا أتـاح للبـنان إستضافة وتنـظيم حدثين عالميـين بمستوى القـمة العربـية وقمـة الدول الفرنكـوفـونـية بنجـاح باهر.

الوزير الهراوي لفت من جهة أخرى الى أن العام الجديد يطل علينا وسط أجواء متلبدة تنذر بهبوب عواصف الحرب والتدمير في منطقة الشرق الأوسط ككل, منطلقة من فلسطين والعراق الى كافة الدول العربية, ونبّه الى الحملة الإسرائيلية المتصاعدة ضد لبنان على خلفية القمع الوحشي الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي تدميراً وحصاراً وإغتيالاً على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والذي بات يستهدف جيل الأطفال والناشئين منهم بما يعبر عن رغبة في القضاء على الشعب الفلسطيني بكامله.

وزير الدفاع رأى أن إسرائيل بما تطلقه من إشاعات وأكاذيب حول وجود عناصر من تنظيم القاعدة في لبنان تارة, وحول تخزين لبنان لأسلحة عراقية طوراً آخر, تهدف الى زرع بذور الشك حول لبنان والإيقاع بينه وبين القوى الدولية على خلفية ما تشيعه عن وجود إرهابي على أرضه, ونبه وزير الدفاع من الأحداث التي تفتعلها إسرائيل على هذا المستوى, لافتاً الى أن إسرائيل وسعت مؤخراً دائرة استهدافها لتشمل لبنان وسوريا وإيران في إطار واحد, في إطار تهيئة الرأي العام وتحضير الأجواء لشن حربها على لبنان, مستفيدة من الإنشغال الدولي بأزمة العراق.

وشـدد مـعالي الوزير على أن شارون الذي يعتبر الحرب ضد العراق حتمية, يتحين الفرصة لفرض “أجندته” الخاصة في كـل من فلسطين ولبنـان وسوريا تحـت رايـة المشاركة في الحملة الدولية على الإرهـاب, وهو لذلك سيصعد إعتداءاته ضد الفلسطينـيين في الأسابيع المقـبلة ليحافـظ على تعبئة عالية في وسط الجمـهور الإسرائيلي مع اقتراب موعـد الإنتخابـات العامـة في إسرائـيل, فيضـمن عودتـه الى رئاسة الحكومـة من باب تأمـين الأمن لشعبـه وفـق برنامـجه للقضاء عـلى إنتفاضة الشـعب الفلسـطيني تمهـيداً لفـرض شروطـه للتسويـة علـى لبـنان وسـوريـا لاحـقاً.

الوزير الهراوي شدد على وجوب التصدي لهذا المخطط بتحرك عربي موحد على مستوى جامعة الدول العربية التي يترأسها لبنان حالياً ومن خلال مجـلس الأمن الذي تمثل فيه سوريا المجموعـة العربـية, لفضح المشاريـع الإسرائيلية وإعادة إنتاج مبادرة السلام العربية في مشروع شامل للمنطقة العربـية ككل على قاعـدة الأرض مقابل الـسلام وتطبـيق كافـة قرارات الأمم المتحدة في شأن المنطقة بشـكل شامـل ومـلزم للجميع حتى تنعـم منطـقـة الشـرق الأوسط بالأمن والإستقرار.

وزير الدفاع تمنى أن يحمل العام الجديد معه السلام والإزدهار للبنان والأمن والإستقرار لمنطقة الشرق الأوسط.