كلمة وزير الدفاع

وزير الدفاع الوطني في الأول من آب جيشنا بات أقوى وأكثر تطوراً وتدريباً

بمناسبة الأول من آب وجّّه وزير الدفاع الوطني الياس المر كلمة الى الجيش، قال فيها إن المناسبة تطل وجيشنا أقوى وأكثر تطوّراً وتدريباً وجهوزاً.
في ما يلي نص الكلمة.


يطلّ الأول من آب هذا العام وسط استحقاقات داهمة وتحديات حاسمة يواجهها اللبنانيون مرة جديدة، وكأنه كُتب على هذا الشعب الأبيّ أن يمتحن الأزمات ويعاني الويلات ويقهر الفتنة تلو الفتنة، ليثبت لنفسه والعالم أنه شعب جدير بالحياة، توّاق الى الأمن والإستقرار، متمسّك بالوحدة، مدافع عن السيادة، مقاوم للعدوان الإسرائيلي ليثبت فعلاً أنه شعب حر لا يُهزم.
يطلّ الأول من آب هذا العام، وأنظار اللبنانيين تتجه الى جيشنا الباسل، يقيناً منهم أن الجيش الذي في عهد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يوم كان قائداً للجيش وأباً وضمانة، حمى الجماهير في 8 آذار 2005، كما حمى الجماهير في 14 آذار 2005، وحمى ظهر المقاومة ودفع الشهداء متصدياً للعدوان الإسرائيلي في تموز وآب 2006، هذا الجيش الذي زرع الشهداء في أمّ المعارك معركة نهر البارد ليحصد الإنتصار على الإرهاب، هذا الجيش الذي منع الفتن في أصعب الظروف، هذا الجيش الذي طارد ويطارد خلايا الإرهابيين وفكك ويفكك شبكاتهم ويسوقهم الى العدالة، هذا الجيش الذي سحق ويسحق شبكات العملاء للعدو الإسرائيلي في أكبر وأهم إنجاز إستخباراتي مشهود له، هذا الجيش الذي تجنّب الإنجرار الى زواريب السياسة الداخلية، وحافظ على موقعه ودوره كضامن للجميع، وعلى مسافة متساوية من الجميع، هذا الجيش بقيادة العماد جان قهوجي الذي يتمتّع بالشجاعة والإقدام والوطنية، لا بد أن يقف وقفة عزّ فلا يسمح بفتنة أياً كانت أسبابها وذرائعها، فتنة تبيح الفوضى، وتسقط الأمن والإستقرار وتضرب الحرية والديمقراطية فيسقط لبنان وتتحقّق أهداف إسرائيل. وهنا يجب أن نتذكر، كما أن الجيش هو شرف وتضحية ووفاء كذلك هو ثقة وضمانة وفخر؛ ثقة من كل اللبنانيين وضمانة لكل اللبنانيين وفخر للبنان. وهذا ما يفرض على الجيش التضحية للحفاظ على هذه الشعارات والكيان.
يطلّ الأول من آب، وجيشنا أقوى وأكثر تطوّراً وتدريباً وجهوزاً، لا يغريه مكسب إلا انتصار وحدة لبنان، ولا يلهيه تحدٍ إلا مواجهة العدوين: إسرائيل والإرهاب. جيشنا ثابت في عقيدته، حاسم في مبادئه، شفّاف في علاقاته.
لا عقدة لدينا في كل المساعدات التي وفرناها للجيش والبالغة نحو مليار دولار خلال السنوات الخمس الماضية، من دون أن نحمّل الخزينة اللبنانية أي أعباء، شاكرين كل الدول التي ساهمت معنا في تعزيز قدرات الجيش، ولا حياء في كل ما سنوفره من مساعدات نوعية في المستقبل القريب لأنها من دون قيد أو شرط.
الأول من آب هو مناسبة لنجدّد التزامنا قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، وتأكيدنا ضمان حرية تحرّك قوات اليونيفيل. كما نؤكد تعزيز قدرات الجيش اللبناني في الجنوب لضمان التعاون الكامل مع اليونيفيل، حفاظاً على أمن الجنوب وأهل الجنوب من العدوان الإسرائيلي.
الأول من آب هو مناسبة للتذكير بأن الأولوية يجب أن تبقى في الإستعداد للتصدّي لأي عدوان إسرائيلي ومواصلة التركيز على كشف العملاء وضربهم وفك شبكاتهم وسوقهم الى العدالة.
الأول من آب هو مناسبة لإبقاء العين ساهرة على الإرهابيين لمكافحتهم والقضاء عليهم. وإن أي محاولة لإشعال أي فتنة داخلية تحت أي عنوان وذريعة تشكّل إلهاء للجيش عن هذه الأولويات الوطنية الكبيرة، وتعتبر جريمة في حق الوطن لأنها تصب حكماً في خدمة الأهداف الإسرائيلية.
الأول من آب، هو مناسبة للإرتقاء بالمواقف والمصالح السياسية الى مستوى مواقف الجيش والمصلحة الوطنية العليا. إن قوة الجيش ليست في سلاحه فحسب، بل في تماسك أبنائه ووحدتهم، فليكن نموذجاً على مستوى كل لبنان لأننا إذا ما انقسمنا وتشرذمنا لا سمح الله، لن يربح فريق على فريق، إنما ستربح إسرائيل ويسقط الوطن والرسالة لبنان.
في الأول من آب، ننحني إجلالاً أمام شهداء الجيش، نوجّه التحية الى عائلاتهم وأبنائهم، نحيي الجرحى والضباط والجنـود فخورين بما قدّموه للجيش والوطن، نعاهد الجيش قيادة، ضباطاً وأفراداً على أن نبقى معاً يداً واحدة وقلباً واحداً، لتعزيز الجيش وخدمة لبنان.
إن وطنـاً يزخر بأبناء شرفاء مثلكم، شعارهم التضحية والوفاء، هو وطن مهما اشتدت عليه المحن لا يسقط ولا يموت.