مقال الوزير

وزير الدفاع: محاولات مشبوهة... لكن الأمن لن يهتز

إعتبر مخاض السلام عسيراً وسط غيوم التطرف الإسرائيلي
 

هنأ معالي وزير الدفاع الوطني الأستاذ خليل الهراوي اللبنانيين عموماً والعسكريين خصوصاً بذكرى تحرير الجنوب والبقاع الغربي من الإحتلال الإسرائيلي, وشدد على ضرورة اليقظة والتنبه لمخططات إسرائيلية تخريبية, وصدّها بموقف وطني موحد.
وأكد معالي الوزير الهراوي, في حديثه الى مجلة “الجيش”, أن تحرير الجنوب يشكل محطة بارزة في تاريخ لبنان المعاصر.
أولاً, لأن اللبنانيين شدّوا العزم بكل فئاتهم وتطلعاتهم السياسية, على مقاومة الجيش الإسرائيلي المحتل, فتوحدوا في الموقف والكلمة والإرادة حول الجيش الوطني والمقاومة اللبنانية, الى أن حققوا النصر على الجيش الإسرائيلي, الذي قيل أنه “لا يقهر”, فإذا به يضطر الى الإنسحاب تحت وطأة المقاومة الوطنية الباسلة, وبفضل مساندة سوريا التي كانت الى جانب لبنان, في التصدي لأطماع إسرائيل ومشاريعها التوسعية, على حساب لبنان والمنطقة العربية كلها..
وثانياً, لأن اللبنانيين أثبتوا أنهم المثل والمثال في الصمود والمقاومة حتى التحرير, متسلحين بالإيمان بوطنهم وقضيتهم, متمسكين بأرضهم وحقوقهم, فاستحقوا الإعجاب من الدول الشقيقة والصديقة, واستحق لبنان المؤازرة والتقدير العربي الشامل, كما تبين من خلال مواقف القادة العرب في قمتي القاهرة وعمّان, وكانت قمة بيروت تعبيراً عن إعجاب العرب بصمود لبنان, وتقديراً لدوره, ووفاءً لتضحياته في سبيل القضية العربية المشتركة.
لقد أحبط لبنان مخططات إسرائيل التخريبية على أرضه, منذ منتصف القرن الماضي, وطوال سنوات إحتلالها لأرضه, وانتصر على مشاريعها التقسيمية بإتفاق الطائف الذي رسخ وحدة لبنان أرضاً وشعباً, وحدد سياسة لبنان الخارجية, وتوجّهه في مواجهة العدو الإسرائيلي. وفي الخامس والعشرين من أيار عام 2000, تكرس إنتصار لبنان, وتكلل صموده بالنجاح, عندما انسحبت إسرائيل من أرضه من دون قيد أو شرط.
ولكن الخطر الإسرائيلي لا يزال محدقاً, فيما أوهام السلام تتبخر مع تلبد غيوم التطرف والجنون الإسرائيلي فوق المنطقة, ومخاض السلام عسير وطويل, والحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى الى رص الصفوف والتضامن, وتعزيز وحدتنا الوطنية, لإفشال المشاريع الإسرائيلية العدوانية, والتي تبرز طلائعها مجدداً في خروقاتها الدائمة جواً وبحراً للسيادة اللبنانية, من دون مبرر في ظل حالة الهدوء التي تسود منطقة الجنوب, والتزام لبنان منع الخروقات على الخط الأزرق, مع الإحتفاظ بحق المقاومة لتحرير المناطق التي لا تزال محتلة, ولمواجهة انعكاسات الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين على بلدنا, ولا سيما سياسة التوطين لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.
الوزير الهراوي نبّه من محاولات مشبوهة للعبث بالأمن اللبناني, على أبواب ما يُحكى عن انعقاد مؤتمر إقليمي دولي للسلام في منطقة الشرق الأوسط. ورأى أن هذه الأمور قد تكون من باب الضغط على لبنان, عبر تهديد أمنه وإستقراره, داعياً الى التنبه ورص الصفوف, لإفشال مشاريع الفتن أياً تكن, ومطمئناً الى سهر الجيش على الأمن في المناطق اللبنانية كافة, وأن هذه الحوادث وإن شكّلت خروقات محدودة, وهي تقع في كل بلد, إنما لا تشكّل إهتزازاً أمنياً, فالوضع يبقى مضبوطاً بفضل إنتشار الجيش اللبناني وجهوزيته العالية, وبالتنسيق المستمر مع الجيش السوري الموجود لمؤازرة جهود لبنان في حفظ الأمن, عندما تدعو الحاجة.
وختم الوزير الهراوي بالقول: المرحلة الحالية صعبة ودقيقة, ولذلك علينا كلبنانيين مسؤولين ومواطنين, أن نضع جانباً كل الحساسيات والخصوصيات, وأن نتعاون لإيجاد الحلول الناجحة لمشاكلنا الداخلية, وتحصين النفوس ضد الشائعات, ومواجهة حالة الإحباط, لنحافظ على فرح التحرير ونحمي هذا الإنجاز الوطني الكبير, ونحصّنه ونستكمله بتحرير مزارع شبعا, وإطلاق كل الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية.