- En
- Fr
- عربي
في قلب الحدث
الجيش يهاجم ويتقدّم في الجرود عملية رأس بعلبك:
الفجر الساطع
صدر الجرش، حرف الجرش أو 1560 و1601، أيًا كانت تسميتهما، يشكّل هذان المرتفعان اللذان تقدّم باتّجاههما أبطال الجيش، موقعين استراتيجيين بالغي الأهمية. والأهم أن العملية التي شكّلت إنجازًا ساطعًا تمّت في غضون ساعات قليلة، وكانت بمثابة ضربة صاعقة للإرهابيين المتحصّنين في الجرود الوعرة، ففرّوا مخلّفين جثث قتلاهم وكميات من الأسلحة والأعتدة.
بما قلّ ودلّ
بيان مديرية التوجيه الذي وضع العملية «في إطار تأمين الحيطة الأمنية للقرى والبلدات المتاخمة للحدود الشرقية»، جاء كالعادة مقتضبًا. فالجيش يتقن الفعل على الأرض ويكتفي بقول «ما قلّ ودلّ»، وهذا شأنه دائمًا ومن شيمه... غير أن حجم الإنجاز استوقف طويلًا المحلّلين الذين بيّنوا أهمية ما تعنيه سيطرة الجيش على الموقعين المذكورين في سياق معركته مع الإرهاب، وحماية لبنان من خطره.
الانتصار خيارنا الوحيد
في الواقع لم تتوقف الاشتباكات اليومية بين الجيش والإرهـابيين في جرود عرسال ورأس بعلبك منذ أكثر من شهرين، لكــن في مــوازاة تصديه لكل محاولات الاختراق والتقدم التي قام بها هؤلاء انطلاقًا من مواقع استراتيجية يسيطرون عليها، كان الجيش يعزز مراكزه، ويعمل على شق الطرقات التي تؤمن تواصلها، إلى أن قام بضربة استباقية قلبت المعايير السائدة، وأمامه هدف واحد: تحقيق الانتصار. فالانتصار كان الخيار الوحيد على ما أعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي أكد أن الجيش لن يبقى في موقع الردع، بل سيكون «السيف القاطع».
وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش في رأس بعلبك
غداة تنفيذ العملية زار دولة نائب رئيس مجلس الوزراء - وزير الدفاع الوطني الأستاذ سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، عددًا من الوحدات العسكرية المنتشرة في منطقة رأس بعلبك، حيث اطّلعا على أوضاعها وإجراءاتها الميدانية المتخذة، في ضوء العملية العسكرية السريعة التي نفّذتها قوى الجيش في جرود المنطقة.
وقد نوّه وزير الدفاع بالكفاءة القتالية العالية التي تميّزت بها قوى الجيش في دحر الإرهابيين بسرعة فائقة عن مرتفعين استراتيجيين، مهنئًا العسكريين بهذا «الإنجاز الكبير الذي يضاف إلى سلسلة الإنجازات السابقة التي حقّقها الجيش في مواجهة الإرهاب، وأثبتت بما لا يقبل الشك، أنه جيش محترف ومتماسك وذو عقيدة وطنية صلبة نقيّة من سموم السياسة والفئوية والطائفية، ولا ينقصه سوى توفير المزيد من العتاد والسلاح النوعيين، وهذا ما نأمل تحقيقه في أقرب وقت ممكن».
من جهته، أكّد العماد قهوجي أن «لا مجال أمام الجيش سوى الانتصار على الإرهاب»، مشيدًا بالتضحيات المتواصلة التي يبذلها العسكريون على الحدود الشرقية لحماية القرى والبلدات المتاخمة لهذه الحدود من تسلّل التنظيمات الإرهابية واعتداءاتها، لافتًا إلى أن «العملية العسكرية النوعية التي نُفذت وتكلّلت بالنجاح الباهر، إنما تأتي تجسيدًا لقرار الجيش الحازم في محاربة الإرهاب وإبعاد خطره عن المواطنين»، مؤكدًا أن «تأمين سلامة الحدود من التسلّل والعدوان، هو بمثابة خط الدفاع الأول عن وحدة لبنان وأمنه واستقراره».
نؤمن أن...
فجر 26 شباط كان موعدًا من مواعيد البطولة والإقدام في روزنامة جيشنا، وهذا الموعد ستعقبه مواعيد أخرى. نعرف ذلك، ونؤمن أن عسكريينا الأبطال ماضون في تعزيز مواقعهم وترسيخ أقدامهم المباركة في الأرض المحروسة بهممهم وعرقهم ودمائهم...