بالصوت والصورة والكلمة

وسام الحرب زيّن رايتها مديرية التوجيه في معركة «فجر الجرود»: أداء لامع وتقنيات متطوّرة
إعداد: روجينا خليل الشختورة

كانت مديرية التوجيه خلال معركة «فجر الجرود» خلية نحل عملت أقسامها بدقّة وسرعة وتناغم، لنقل مجريات الأحداث إلى الرأي العام. ضباط المديرية وعناصرها بالإضافة إلى الموظفين المدنيين عملوا بكفاءة تامّة. وفي معظم الأحيان، كان «جنود التوجيه»، جنودًا فعليين، وكان فعل كاميراتهم وصورهم مماثلاً لفعل قذائف من العيار الثقيل. وذلك ليس فقط على مستوى الرأي العام، بل أيضًا على مستوى سير العمليات. للإضاءة على أداء المديرية الذي شكّل سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الجيش اللبناني، كان لنا حديث مع مديرها العميد علي قانصو.

 

خطّة إعلامية
بدايةً، يشير العميد قانصو إلى أنّ العمل كان وفق خطّة تمّ تحضيرها مسبقًا، إذ عُقدت اجتماعات عمل مكثّفة بين ضباط التوجيه وضباط الوحدات التي كانت تتحضّر للمشاركة في العمليّات العسكرية. ثمّ شُكّلت أرهاط من التوجيه وزوّدت العتاد المناسب لتأمين التغطية الإعلامية بالمستوى المطلوب، وتمّ توزيعها على الوحدات، وتكليفها بالمهمات، كلٌّ بحسب نقطة تواجده.
وأضاف قائلاً: كانت مجموعات المديرية المتواجدة على أرض المعركة تنتقل من بقعة إلى أخرى ثمّ تمّ تحريرها، فتصوّر وترسل الصور والأفلام إلى المديرية فورًا. وهنا، أشاد مدير التوجيه بجهود المصوّرين وبشجاعتهم، وإقدامهم على تنفيـذ مهماتهم بكفاءة رغم المخاطر والصعوبات، وكذلـك الأمـر بالنسبـة إلـى عناصـر مكتـب السير.


تنسيق بين الجوّ والأرض
بالتنسيق بين مديرية التوجيه والقوات الجويّة، تمّ تركيز أجهزة BMS في بقعٍ قريبة من مكان المعركة لتلقّي الصور من طائرات السيسنا، ونقلها إلى غرفة عمليات القيادة، ما أتاح رؤية حقل المعركة بشكل مباشر. كذلك كانت سيارات النقل المباشر SNG تتقدّم خلال العمليات بحسب تقدّم الوحدات في الميدان، وتنقل الصورة لحظة بلحظة إلى غرفة عمليات القيادة، بالإضافة إلى نقلها الأفلام المصوّرة الخاصّة بالعمليات، وتحضيرها لبثّها مباشرةً على موقع الجيش، وإرسالها إلى وسائل الإعلام.
إلى ذلك، جُهّزت غرفة في قسم الصحافة والعلاقات العامة في مديرية التوجيه لإعداد البيانات والأخبار والتقارير الإعلامية اليومية المتعلقة بمجريات العمليات العسكرية، ورصد تفاعل وسائل الإعلام والرأي العام معها.

 

توثيق أدقّ التفاصيل
وتابع مدير التوجيه قائلاً: تناوب ضباط المديرية على متابعة سير العمليات في غرفة عمليات القيادة، فوثّقوا أدقّ التفاصيل حول الضربات التي طالت الأهداف ذات القيمة العالية، إضافةً إلى تقدّم الوحدات على الأرض لحظة بلحظة. هذه المتابعة أتاحت إعداد الخرائط التي كانت تعرض في الملخّص الإعلامي.
فرع مواقع التواصل الاجتماعي، كان ناشطًا في مواكبة التطوّرات منذ لحظة إعلان قائد الجيش العماد جوزاف عون انطلاق العمليات. فالأمر الذي أعطاه القائد تحوّل فورًا إلى تغريدة بثّها حساب الجيش على موقع تويتر، وحصدت تفاعلاً كبيرًا. ومن ثمّ تسارعت التطوّرات التي كان يعلن عنها فور ورودها بصيغة الخبر العاجل، بالإضافة إلى بثّ جميع الأخبار والصور والأفلام ذات الصلة على مواقع التواصل الاجتماعي، ضمن خانة «أحدث التعاميم». كذلك تمّ رصد التعليقات والمواقف الصادرة عن الرأي العام والصحافة على حدّ سواء، لتصحيح أيّ خبر غير صحيح.
في مركز التأليل التابع للمديرية، كان العمل متواصلًا لاستقبال المعلومات من أرض المعركة، وتحضير الملخّص الإعلامي على شكل Power Point وعرضه من خلال وسائل الإعلام، بالإضافة إلى البث المباشر لجميع التقارير عبر صفحة الجيش على Facebook وعبر قناة Youtube.

 

المؤتمرات الصحافية
في موازاة ما سبق ذكره، كان لافتًا اعتماد أسلوب عقد المؤتمرات الصحافية لوضع وسائل الإعلام في صورة ما يحصل، وشرح مراحل المعركة وكيفية تقدّم الجيش خلالها. هذا الأسلوب أدّى إلى التزام جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية، المعلومات التي تصدر عن مديرية التوجيه، منعًا للبلبلة والتضليل الإعلامي، فضلاً عن منع تسرّب صور يتعارض نشرها مع قواعد القانون الدولي الإنساني.
بعد انتهاء القتال، نظّم ضباط المديرية، الذين كانوا في الميدان، جولات للإعلاميين في الأماكن المحرّرة، وشرحوا لهم أهميّة كلّ موقع من المواقع الأساسية، وكيفيّة التعامل معه.
ينوّه مديــر التوجيــه بعمــل المديريــة مثنيًــا علــى جهــود جميــع أقسامهــا وفروعهــا. وهــو يعتبــر أنّهــا سجّلــت إنجــــازًا كبيــرًا في تاريــخ الجيــش وعملــت بمستــوى عــالٍ مــن الاحتــراف، يــوازي مستــوى مديريــات التواصــل في الجيــوش المتقدمــة، وذلــك بفضــل الجهــد والتدريــب والإقــدام، وبفضل العتــاد والأجهــزة والتقنيــات المتطــوّرة التــي باتــت في حوزتهــا. وهي لذلك نالت وسام الحرب الذي زُيّنت به رايتها للمرّة الأولى في تاريخها.
أخيرًا، ماذا عن دور قسم المطبوعات؟
الجواب بين أيديكم...