لبنان جيش خلف جيشه

وطني الأمر لك

«إذا كان من عزاء لأهل الوطن من معمودية الدم لقواته المسلحة، فهو في التقاء جميع الأطراف حول الجيش، وتكريسه المرجعية التي أوجدت حالة إجماع وطني في بلد يستحيل فيه الاجماع على أمر واحد.


الاعلامي عادل مالك مقال في النهار عقب تعرض الجيش للاعتداء الغادر من «فتح الاسلام»

 

«اليد التي تمتد الى الجيش يجب أن تُقطع من الكتف... واذا لم يوحدنا دم شهداء الجيش، فلن يوحدنا شيء في العالم...».


الفنان ملحم بركات عبر أثير احدى الاذاعات المحلية


بين كلام الاعلامي الكبير وغضب الموسيقـار الكبيـر (الذي بكى وهو يتحدث على الهواء) تظهر بوضوح صورة لبنان عقب تعرض جيشه للاعتداء الغادر.
لبنان الذي شعر بأن اليد القذرة تتطاول على مقدساته، والجيش من المقدسات، انتفض بقلبه واطرافه انتفاضة واحدة.
عبّر عن غضبه الساطع كما عن تضامنه اللامحدود مع جيشه.
وقف الوطن جيشاً خلف جيشه.
تنوعت اشكال التعبير وطرق الدعم.
كلمـات، مواقـف، برقيـات الى قيـادة الجيـش ومثلهـا الى مجلـة «الجيش» ووسـائل الاعـلام.
رسائل عبر الهاتف الخلوي وأخرى عبر شبكة الانترنت.
في الساحات وعلى الشرفات شموع تضاء ليلاً لأرواح الشهداء، وعلم الجيش يرفرف عالياً عزيزاً.
احتفالات، يافطات، قداديس وصلوات.
مؤسسـات وهيئـات تضـع امكانـاتهـا بتـصـرف قيادة الجيش، وشباب يندفعون في مبادرات مختلفة مضمونها واحد: «كيف يمكننا أن نساعد؟».
حواجز محبة في غير منطقة واعتصامات في غير جامعة ومدرسة.
قصيـدة الشـاعـر وصــلاة الأم، شـغـف الصبيـة وعرق العامل، اندفاعة المقيمين ولهفة المغتربين، اجتمعـت في لحظة ساطعة البهـاء لتعلن حقيقـة ساطعـة فيها ما يعوض دماء شهداء ويكافئ تضحيات الأبطال.
حقيقة أن اللبنانيين حين يتعلق الامر بجيشهم هم قلب واحد.
جيشهـم لهم القلـب والوجـدان، جيشهـم لهم الدرع والسياج، الضمانة والأمل.
اليهم جميعاً ينتمي، وهم اليه جميعاً ينتمون.
هو عنوان العنفوان والكرامة، عنوان الهوية والكيان، وهو جسر الهيكل.
في الاسابيع الاخيرة تحول لبنان كتلة عيون وجهتها الشمال..
كتلة قلوب وجهتها الجيش.
وبصوت واحد صرخ اللبنانيون لجيشهم: «الأمر لك».
أما جيشنا فبقلب واحد وصوت واحد صرخ: «وطني الأمر لك».

إ. ن. ت