ذكراهم خالدة

وكان عيدهم نار وغار...
إعداد: نينا عقل خليل

كان عيدهم نار وغار... كوكبة من الضباط والعسكريين الأبطال استشهدوا العام الماضي على مشارف عيد الجيش، ليثبتوا أن للعيد في قاموسهم معاني الشرف والتضحية والوفاء قبل أي معنى آخر.
ذكراهم خالدة في القلوب والساحات، والأول من آب هذه السنة كان مرصودًا في معظم مفاصله لهذه الذكرى.
وفيما يستمر رفاقهم في حمل الأمانة في الجرود وسائر المناطق ساحلًا وجبلًا، أقيمت احتفالات ورفعت صلوات على اسم من استشهدوا ليبقى الوطن وليبقى للبنانيين أعياد ومساحات فرح.

 

نظّمت جمعية «أنصار الوطن»، قداسًا في بازيليك سيدة لبنان - حريصا لراحة أنفس شهداء الجيش الذين سقطوا في ساحات الشرف، ولمناسبة الذكرى السنوية الأولى للتصدي للإرهاب في عرسال.
ترأس الذبيحة الإلهية النائب البطريركي المطران سمير مظلوم، وعاونه الأبوان ايلي نصر وجان عقيقي، وتولت جوقة مزار سيدة لبنان بقيادة منال نعمة خدمة القداس، في حضور العميد الركن محمد رحال ممثلًا قائد الجيش العماد جان قهوجي وشخصيّات رسميّة وأمنيّة واجتماعيّة، ورئيس جمعية «أنصار الوطن» نادر حنينة، وعائلات العسكريين الشهداء، وحشد كبير من الأهالي.
المطران مظلوم تطرّق في عظته إلى عظمة الشهادة مشيدًا بالعمل الدؤوب على التقارب بين الجيش والمجتمع المدني، وبناء الديموقراطية الصحيحة، البعيدة عن المصالح الخاصة وروح التفرقة الطائفية أو المذهبية أو الإيديولوجية والذي مثلته مسيرة الجمعية.
بدوره، ألقى ممثل قائد الجيش كلمة بالمناسبة قال فيها: «بمبادرة طيبة من قبل جمعية «أنصار الوطن» التي عوّدتنا على تضامنها الدائم مع الجيش، نلتقي اليوم على تقديس الشهادة، في هذا الصرح المشرق بنور المحبة والإيمان، واسترجاع ما تتضمن من معاني الشجاعة والبطولة والتضحية اللامحدودة، في سبيل بقاء هذا الوطن، كما أراده الأجداد والآباء، وكما نريده نحن، حرًا سيدًا مستقلًا. إنّ للتضحية القصوى التي بذلها شهداؤنا الأبرار في الموقعات البطولية التي خاضها الجيش ضد التنظيمات الإرهابية، قبل نحو عام في منطقة عرسال، الأثر الكبير في تأكيد قدرة الجيش على مواجهة الشدائد التي تعصف بالوطن، هذه القدرة التي أثبتها أبطال ميامين، حرصوا على كرامتهم وكرامة مواطنيهم ورأوا انها تستحق أغلى ما يكون ألا وهي الحياة...».